السيدة الأولى في فرنسا تغيّر تقاليد «الإليزيه»

فرضت بريجيت نفسها منذ الأيام الأولى من حكم زوجها. أ.ف.ب

منذ اليوم الأول من دخولها قصر الإليزيه إلى جانب زوجها، لم تخف بريجيت ماكرون، نيتها في إيجاد دور لها في الساحة السياسية والاجتماعية في فرنسا. ولتأكيد هذا الاتجاه، استقبلت المعلمة السابقة، المغنية الأميركية الشهيرة ريحانا، التي تسعى إلى جمع الدعم لمشروع تعليمي عالمي.

لم يعتد الفرنسيون على رؤية زوجة الرئيس المنتخب، وهي تقوم بنشاطات شبه رسمية، على الرغم من أن سيدات أول قمن في السابق بأدوار لافتة، لكنها لم ترق لشغل منصب رسمي في (الإليزيه).

ووقفت السيدة الأولى في انتظار ريحانا وهي ترتدي سروال «جينز»، الأمر الذي أثار اهتمام الصحافة الفرنسية والعالمية، التي قالت إن «بريجيت ماكرون تريد أن تضع بصماتها الخاصة في الحياة السياسية، دون التقيد بالتقاليد المعمول بها». وتستخدم السيدة الأولى مكتب زوجها الخاص في الطابق الأول من قصر الإليزيه، مع أن تقارير أشارت إلى أن بريجيت (64 عاماً) سيكون لديها مكان خاص لمزاولة نشاطها في القصر الرئاسي.

من جهتها، تسعى المغنية الشهيرة ريحانا (29 عاماً) إلى حشد الدعم العالمي، من أجل توفير التعليم للأطفال المحرومين في البلدان الفقيرة. وكانت قد أرسلت رسالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل فترة، تدعوه للانضمام إلى «صندوق التعليم»، التي تعمل ريحانا ناطقاً رسمياً باسمه. وقد استقبلها الرئيس الفرنسي في 24 من يوليو، قبل أن تحظى باستقبال لافت من قبل السيدة الأولى.

ويشير معلقون إلى أن ريحانا ظهرت في (الإليزيه) بزي غير عادي، مرتدية أزياء شبابية تتناغم مع الموضة الأميركية، وأن زيها غير الرسمي تناغم تماماً مع مظهر بريجيت، التي فضلت (الجينز) على الأزياء التقليدية البروتوكولية.

وبطبيعة الحال، فإن الاجتماع لم يكن مجرد فرصة لالتقاط الصور، إذ انتهزت المغنية الشهيرة الفرصة أيضاً لمناقشة شؤون منظمتها غير الربحية، «مؤسسة كلارا ليونيل»، وطلبت الدعم من الحكومة الفرنسية في الجهود الرامية إلى تعزيز وضع التعليم على نطاق عالمي.

وبعد اللقاء، الذي نال اهتماماً منقطع النظير في وسائل الإعلام الفرنسية، قالت ريحانا: «لقد كان لقاءً رائعاً مع الرئيس والسيدة الأولى. كانا يرحبان بنا بشكل لا يصدق، ركزنا على موضوع التعليم بأبعاد عالمية، وسنقوم بإعلان كبير في سبتمبر المقبل، وسوف نقوم بمزيد من العمل في إفريقيا.»

وفيما أثارت بريجيت ماكرون إعجاب الكثيرين في فرنسا، خصوصاً بين النساء، لا يرحب آخرون بما تقوم به السيدة الأولى، ويرونه خروجاً عن التقاليد، ومن غير جدوى. ولم يعتد الفرنسيون على رؤية زوجة الرئيس المنتخب، وهي تقوم بنشاطات شبه رسمية، على الرغم من أن سيدات أول قمن في السابق بأدوار لافتة، لكنها لم ترق لشغل منصب رسمي في (الإليزيه)، فقد كانت بيرندات، زوجة الرئيس السابق جاك شيراك، حاضرة بقوة في الوسط الثقافي والاجتماعي، وكانت تحضر الفعاليات برفقة زوجها، وتسهم بشكل فاعل في الشؤون الثقافية.

من جهة أخرى، انتقد مرشح اليسار للانتخابات الرئاسية الأخيرة، بونوا هامون، زيارة ريحانا، وعلق على تويتر قائلاً: «إنها دبلوماسية العلاقات مع الشخصيات الفاعلة، وفي الوقت نفسه يتم قبل أيام إلغاء ميزانية بقيمة 136 يورو مخصصة للتنمية المحلية.. لا تعليق!»

تويتر