Emarat Alyoum

آخر موسم لرامز جلال وعادل إمام على «إم بي سي»

التاريخ:: 19 يونيو 2017
المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي
آخر موسم لرامز جلال وعادل إمام على «إم بي سي»

علمت «الإمارات اليوم» أن هناك اتجاهاً داخل مجلس إدارة مجموعة «إم بي سي»، لأن يكون برنامج «رامز تحت الأرض»، هو آخر سلسلة برامج «المقالب» مع الممثل رامز جلال، وهو الأمر نفسه الذي من المرجح أن يُتخذ بشأن التعاقدات الحصرية لمسلسلات الفنان عادل إمام الملقب بـ«الزعيم»، وآخرها ما يبث خلال رمضان الجاري «عفاريت عدلي علام».

وفي مقابل مسلسلات نجوم كلفت إدارات كثير من القنوات ميزانيات هائلة، فإن عدداً من البرامج الهادفة التي لا تتعدى كلفتها الكلية 20% من أجر ممثل واحد في تلك المسلسلات، استحوذت على اهتمام المتابعين بشكل أكبر هذا العام، وهو ما تؤكده مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي، التي أشاد مستخدمون لها ببرامج على شاكلة «لحظة» و«الصدمة» و«دروب»، في مقابل سخرية لاذعة قوبلت بها برامج وُصفت بـ«المفبركة» و«المستخفة بالضيف والمشاهد»، مثل «رامز تحت الأرض»، و«هاني هز الجبل».

«دروب»

لا يمكن لمن يتابع برنامج «دروب» لعلي آل سلوم على تلفزيون دبي، يومياً عقب الإفطار، إلا أن يقيم جسراً من التواصل، ليس فقط مع مقدمه، بل مع ثقافات متنوّعة شتى، تطير إليها أسرة البرنامج، لتضع مشاهد حية منها، وانطباعات غير عابرة، في نحو 25 دقيقة تبوح بالكثير.

تشويق علمي

عبر فريق بحثي وعلمي متخصص، يطوف ياسر حارب في برنامجه “لحظة” على كثير من الحقول العلمية المختلفة، ليستعرض العديد من النتائج البحثية، مستعيناً بتقنيات غرافيك متقدمة، ليربط بين معظم ما يتم تقديمه، وبين حياة المشاهد بلغة علمية، لا تفتقر السلاسة والتشويق.حالة الإبهار التي تصيب المشاهد في «لحظة» حارب، سببها دهشة توظيف التقنية الفنية في خدمة المحتوى العلمي دون لجوء مقدم البرنامج إلى المبالغة، بل إن مبدأ الدقة ولغة الأرقام والإحصاءات الموثقة من كبرى مراكز الأبحاث العالمية، هي ما يضاعف تلك الدهشة، التي تنصب على معلومات شديدة الصلة بواقع وربما يوميات المشاهد.


«على خطى آدم وحواء»

عبر قارات العالم الست يتنقل آل سلوم، «على خطى آدم وحواء» كما يصف شعار البرنامج، ليتواصل مع الآخر، بحضور الهوية العربية والإماراتية، مقدماً رسالة تعرفها الإمارات جيداً، وهي التعايش مع شتى الثقافات، والاعتزاز بالهوية الوطنية، وقبول الآخر.

لا يمكن لمن يتابع برنامج «دروب» لعلي آل سلوم على تلفزيون دبي، يومياً عقب الإفطار، إلا أن يقيم جسراً من التواصل، ليس فقط مع مقدمه، بل مع ثقافات متنوّعة شتى، تطير إليها أسرة البرنامج، في نحو 25 دقيقة تبوح بالكثير.


• برامج لا تتعدى كلفتها 20% أجر ممثل واحد تحقق جماهيرية ملفتة.

• اتجاه لعدم شراء (إم بي سي) مسلسلات عادل إمام بعد (العفاريت).

«دروب» التي عرفها سابقاً تلفزيون أبوظبي، صارت أكثر نضجاً في جزئها الرابع، ودحضت فكرة من يظنون أن البرامج الهادفة لا تستهوي الجمهور العربي، فحققت رعاية مربحة للتلفزيونين، وقت بثها، وانسجمت في الوقت نفسه مع الرسالة المرجوة من الإعلام الهادف، الذي يقدم المعلومة جنباً إلى جنب الجرعة الترفيهية، في قالب فني جاذب ومشوّق.

ولم تأت رحلات آل سلوم تقليدية سياحية لتستعرض أبرز معالم البلد محور الحلقة فقط، بل جاءت إنسانية فكرية، في المقام الأول، عبر جسور من العلاقات الودودة التي يصل إليها، من خلال قدرته الذاتية على كسب ثقة الآخر، وتواضعه وسعة اطلاعه، من خلال الإعداد الجيد للبلد محور الزيارة، وهو الإعداد الذي يقوم به في كل حلقة الإعلامي الدكتور عبدالله الشويخ.

«سبحان الله»، هي العبارة الأكثر ترديداً على لسان آل سلوم طوال الحلقات السابقة، التي يسوقها مع ما يتم استعراضه على المشاهد من مواقف وعادات ومشاهد، في حين أن المرونة الممنوحة للحلقات، حيث تتعدد أجزاؤها وفق الحاجة لذلك، بعدت بالبرنامج عن تعمد الإطالة، بل على العكس، يأتي «دروب» اقرب للتكثيف والرواية التوثيقية المشوقة التي لا تُمل.

ومن بين البلدان والأماكن التي قصدها آل سلوم في هذا الموسم، ربما أماكن بعيدة، أو حتى مجهولة بالنسبة للكثير من المشاهدين، مثل جزيرة «تانا»، التي نقل منها رغم ذلك الكثير من المواقف والحكايات المؤثرة، بدءاً من المرشد السياحي الذي كان في استقباله، وتمكن من تخمين أنه قادم من الإمارات، مروراً بزوجة الرجل نفسه، التي قصت له حكايات عن إمارة أبوظبي، ليتبين أنها سبق وأن قصدتها ضمن وفد لأحد المنتديات العالمية، مروراً بظاهرة كونية تشتهر بها الجزيرة، وهي وجود بركان يقذف الحمم على مدار العام. التوصل إلى حكمة ومؤدى ما من أي حوار أو لقطة، لا يأتي بشكل تعليمي أو إرشادي من آل سلوم، الذي لايزال يرى أن ما يقوم به لا يخوله للقب «إعلامي»، حيث يستعرض على لسان ضيفه حقيقة أنهم في مأمن طالما ظل هذا البركان ينفث ما فيه من حمم، والقلق الحقيقي إنما يكون في حال توقفه عن ذلك، لأنهم لن يعرفوا حينها أين ومتى وبأي درجة من القوة ستكون ثورته القادمة، ليترك لمشاهديه استشفاف الحكمة من حقيقة المشهد.

وحينما يصل آل سلوم لمسجد «الجمعة» في دولة جورجيا، ويخبره المسؤول عن المسجد، بأنه مقسم لقسمين حسب المذهب، فإنه يستدعي عباراته الأثيرة «سبحان الله»، متسائلاً عما يمكن أن يسمى ذلك، قمة التعايش، أم خلاف هذا الأمر، تاركاً الفصل أيضاً للمشاهد.

الوقوف أمام بائعة ورد جورجية بسيطة، والتحاور معها نقل انطباع الآخر عنا بسهولة حينما أخبرته المرأة الكادحة «أنتم العرب تملكون الأموال والأبناء»، وحينما عرض عليها ما إذا كانت تحلم بالسفر، في حال تم توفير المال لذلك أجابت: «لا استطيع ترك عائلتي»، ومضت إلى عملها البسيط غير مكترثة. ومن الأقصر الى فنزويلا ينقل آل سلوم تباين «دروب» البشر، واختلاف طبائعهم وعاداتهم، لكنه يحرص دائماً على إبراز المتفق بينهم جميعاً، وهو البحث عن العيش في سلام، والسعي إلى ما قسمه الله لكل منهم، وتقديم الترحاب بالآخر، ما دام هذا الآخر، ودوداً ومراعياً لخصوصيتهم، دون تمييز أو تعالٍ.

«لحظة»

بعد موسم مبهر مع «إم بي سي»، يعود ياسر حارب ببرنامج «لحظة» إلى تلفزيون دبي، ليقدم ايضاً دقائق تحمل الكثير من الأسرار العلمية الشيقة، وهي الشاشة ذاتها التي سبق وأن قدم عليها برنامج «ما قل ودل» لنحو أربعة مواسم متتالية.

وعبر فريق بحثي وعلمي متخصص، يطوف حارب على كثير من الحقول العلمية المختلفة، ليستعرض العديد من النتائج البحثية، مستعيناً بتقنيات غرافيك متقدمة، ليربط بين معظم ما يتم تقديمه، وبين حياة المشاهد بلغة علمية، لا تفتقر السلاسة والتشويق. حالة الإبهار التي تصيب المشاهد في «لحظة» ياسر حارب، تتجاوز دهشة توظيف التقنية الفنية في خدمة المحتوى العلمي من الصورة ثلاثية الأبعاد إلى الغرافيك، إلى حالة النقاء الاستثنائية المصاحبة للصورة، ودقة المونتاج، وصولاً إلى الدهشة التي تتحقق دون لجوء مقدم البرنامج إلى المبالغة، بل إن مبدأ الدقة ولغة الأرقام والإحصاءات الموثقة من كبرى مراكز الأبحاث العالمية، هي ما يضاعف تلك الدهشة، التي تنصب على معلومات شديدة الصلة بواقع وربما يوميات المشاهد.

«الصدمة»

من قائمة البرامج الهادفة التي لا تعتمد على إغواء استضافة النجوم، سواء بحجة أنهم «ضحايا» كاميرا خفية، أو للحديث الذي يكاد يكون متكرراً عن محطات في حياتهم، يأتي أيضاً برنامج «الصدمة» في جزئه الثاني على قناة «إم بي سي»، حيث يواصل البرنامج تعرية بعض ردود الأفعال السلبية لعينات عشوائية من الجمهور في بلدان عربية مختلفة، ليحث بشكل مباشر على التمسك بالسلوك الايجابي.

«مقالب»

في المقابل، لاتزال بعض البرامج تراهن على اقناع المشاهد بأنهم أمام «مقالب» ضحيتها النجوم، وهي برامج بعضها فقد صدقيته بالأساس مثل «رامز تحت الأرض»، بكل ما أحيط به من ملاحظات تؤكد فبركته، فضلاً عن أن تلك المواقف تقع تحت طائلة السخرية من الضيف والاستهزاء به، دون أن تضيف جديداً للمشاهد، ومنها أيضاً «هاني هز الجبل»، الذي يستضيف فيه الممثل هاني رمزي ضيفاً يوهمه بأن سيارته على وشك السقوط من أعلى الجبل، لترصد الكاميرا ردود أفعال كثير منها غير صالح للعرض التلفزيوني.