خبيرة تدعو إلى التخلص من المشاعر السلبية التي تدفع إلى تناول الطعام

الأزمات العاطفية تحول دون خسارة الوزن

صورة

بعيداً عن الأسباب المباشرة التي تحول دون خسارة الوزن، التي قد ترتبط بأسلوب الحياة والعادات، تؤكد أخصائية تنمية الذكاء العاطفي في «رايت بايتس»، تانيا فاخوري، الارتباط الكبير بين المشاعر والطعام، وكيف تحول العوائق العاطفية دون خسارة الوزن، لأن خسارة الوزن تتركز في العقل بشكل أساسي وفي التحكم بالمشاعر التي تؤثر في الإنسان وتدفعه الى تناول الطعام. ولفتت في حديثها لـ«الإمارات اليوم»، الى أن العمل الأساسي يكون من خلال تخليص المرء من المشاعر السلبية التي تعد السبب الأساسي وراء تناوله للطعام، لأن حاجة الانسان للطعام قليلة جداً.

وقالت تانيا فاخوري: «وفق المنظومة الثقافية، نحن نربط الأكل بكل الاحتفالات، وبالتالي لا شعورياً الإنسان يربط اللحظات في حياته بالأكل الذي يتناوله، ويصبح الأمر غير طبيعي عندما يصبح الطعام، هو البديل الوحيد لكل ما يحدث معنا في حياتنا». ولفتت إلى أن «العلاقة بين الأكل والمشاعر ممتدة عبر العصور، ولكنها عندما تصبح الوسيلة الوحيدة لإخراج الضغط النفسي، عندها يطرح السؤال حول ما يدفع المرء للأكل بطريقة مبالغ بها، تماماً كما يفعل المدخن مع ادراكه ضرر التدخين، لأن العادات أقوى من العقل».

ورأت فاخوري أن تناول الطعام يكون المرحلة الأخيرة من التأثير العاطفي، لذا فإن التحكم بالعواطف هو الذي يقود الى التحكم بكمية الطعام التي نتناولها، وأن طريقة التغيير تكون في أسلوب تفكيرنا بالطعام وماذا نتناول، فلابد من وجود وعي حول مصادر الازعاج، وتغيير الأفكار عن النفس، فيجب أن نجلب مصادر أخرى للفرح، لأنه فعلياً حاجة الانسان لتناول الطعام قليلة جداً، ولكن هناك الكثير من المحفزات في الحياة هي التي تدفع المرء للأكل، منوهة بأن الوجبات التي نتناولها يومياً كثيرة، وبالطبع يمكن أن يتناول المرء أقل منها، ولكن هناك اختلاف في طبيعة الأيض من جسم لآخر، وهناك من يمكنهم حرق السعرات الحرارية بسرعة كبيرة، وبالتالي نمنحهم الأطعمة التي لا يتم حرقها بسرعة، بينما إن استمع الانسان لجسمه، سيتناول كميات قليلة جداً من الطعام.

واعتبرت فاخوري أن العقل الباطني والعقل الواعي هما من يحركان إرادة الطعام، فالعقل الباطن هو الذي يشمل العادات، وهو عبارة عن 90% من العقل، بينما الإرادة تكمن في العقل الواعي، وهو يمثل 10%، لذا فإن العادات تغلب القرارات، ولهذا فإن التغيير في أسلوب الحياة ينبع من اكتساب عادات جميلة، لأنه في الأخير العقل يمتلك مهمتين فقط، الخروج من الألم، واللجوء الى المتعة، وبالتالي كل الحياة تتمحور حول الهروب من الألم، واللجوء للسعادة. وأردفت بالقول: «هناك ثلاثة مغريات يتعرض لها المرء، منها الحواس، والضغط الاجتماعي، ثم الجانب الجسماني، فبعد أن نرى الطعام تبدأ الرغبة بالتكون، وبعد الرغبة يحضر التصرف، فإما أن نأكل أو لا نأكل، لهذا فإن العمل على الأشخاص يكون بالعمل على جعلهم يتخذون القرار الصائب، وليس الندم بعد القرار الخاطئ، لأن الندم يولد الشعور بالذنب، والفشل المتكرر، وبالتالي فإن زيادة الوزن لا تمكنه من عيش حياة صحية، ويصبح المرء غير قادر على عيش حياة متوازنة».

ولفتت فاخوري الى ان تغيير العادات في الحياة يكون من خلال برنامج تقدمه على مدى ستة أسابيع، ويتكون من خطوات بسيطة، فكل يوم هناك خطوة صغيرة يقوم بها الانسان تجاه هدفه، ومجرد ان يكتب المرء ما يتناوله في يومه، يمكن ان يبدأ بالتغيير، اذ يدرك بعدها مكامن الخلل وتغيير العادات. وأشارت الى وجود خيط دائم بين تناول الطعام والبحث عن الفرح، لذا فإن التسلية والفرح ترتبطان دوما بالأكل، وبأنه لابد من قطع هذا الخيط، وإيجاد خيط جديد لربط الفرح بمصدر آخر غير الطعام، منوهة بأنه لابد أيضاً من التخلص من الرواسب الموجودة في العقل، ووضع الكثير من الأساليب الجديدة، فهناك 20 طريقة لإقناع الناس بالتغيير عبر مهارات تجعله قادراً على اتخاذ القرار بتناول الطعام، فلا يصبح مسيّراً بل قادر على اختيار تناول الطعام. أما الهدف الذي يضعه المرء أمامه فهو الذي يكون نقطة الانطلاق، لانه من الضروري أن نجعل المرء على وعي بما يحدث معه.

الظروف والحياة هما اللتان تجعلان المشاعر والعوائق العاطفية لا تعرف أعماراً محددة، وأكدت فاخوري انها واجهت مريضة في سن المراهقة بعد ثلاث جلسات اكتشفت انها كانت تجرح يديها بسبب الضغوط النفسية، بينما الفشل وعدم الإحساس بالثقة والكفاءة، كلها ضغوط تؤثر في الانسان، ويكون لها ردود أفعال مختلفة في إلغاء هذا الشعور، اذ يلجأ كل شخص الى أسلوب كي يمحو المشكلة. ونوهت بأن النساء عاطفيات أكثر، ولكن هذا لا يعني أن العادات والمشاعر لا تسبب المشكلة عند الرجال، لأن الثقافة تعزز لدى الرجل فخر وجود الوزن الزائد، كما ان الحياة الاجتماعية لدى الرجل تجعله يأكل أكثر.

 

 

 

تويتر