هكذا كان يجند "الإخوان" الشباب في الإمارات

صورة

قال باحثون أن أهل الإمارات أهل فطرة سوية، تجعلهم يقربون أهل الدين وأهل التدين، وهو ما خلق مساحة لجماعة الإخوان المسلمين مساحة للتواجد والتمدد، مؤكدين في الحلقة الثانية من وثائقي "دهاليز الظلام" أن التنظيم السري لجماعة الإخوان الإرهابية فرض السرية والعمل في الخفاء على كل ما كان يقوم به من أنشطة، خاصة لعلمهم أن مجتمع الإمارات مجتمع متماسك ولا يقبل بالممارسات الغريبة عليه.

وكشفت الحلقة الثانية من الوثائقي الذي تعرضه قناة أبوظبي وحملت عنوان "الاستقطاب والبيعة"، الكثير من الأسرار والتفاصيل حول طرق استقطاب التنظيم لأعضائه، وتجنيد أفراده وفق المراحل العمرية، إضافة إلى شرح تفصيلي عن الأسر الإخوانية، وكيفية سعي التنظيم إلى إقامة جناح عسكري عبر تجهيز الطلبة لتلك المرحلة، ووصولاً إلى مرحلة البيعة لغير ولي الأمر، وذلك من خلال شهادات مهمة وحصرية لمجموعة من أعضاء التنظيم السابقين أكدوا فيها على اهتمام التنظيم باستقطاب الشباب باعتبارهم ضرورة لنموه وتوسعه، وبدونهم لا تستطيع حتى الدول أن تتقدم. مشيرين إلى أن الجماعة كانت تقوم بالتواصل مع المجتمع لنشر أفكارها في الأحياء السكنية والمدارس، مع التركيز بصورة كبيرة على الأطفال في مرحلة الصراع بين مرحلة الطفولة ومرحلة اكتمال النضج، باعتبارها السن التي يحتاج فيها الإنسان إلى من يرشده ويأخذ بيده.

 وقال محمد حمد العضو السابق في جماعة الإخوان: "كنا نتفاعل مهم لحديثهم عن الدين والأخلاق باعتبارهم صحبة صالحة، وكانت الأسر ترحب بأن ينضم أبناؤها بهذه الأنشطة ذات الصبغة الدينية معتبرين أنهم بذلك يسيرون على الطريق السليم".

أوضحت الحلقة أن الإخوان اطلقوا على مجموعات الطلاب اسم أسرة، وعلى رأس هذه الأسرة مشرف بمواصفات معينة من أهمها القدرة على الإقناع.

وأوضحت العضوة السابقة في الجماعة عائشة الرويمة أن كلمة أسرة مقصود بها خلية وهي تتكون من عدد يتراوح بين 6-10 أشخاص. وكانت اجتماعات الأسر تتم اسبوعيا وفي بعض الأحيان شهريا، وفيها يتم إعطاء مناهج للطلبة تتضمن أحاديث الرسول "ص"، وسيرته، إلى جانب مفاهيم ثقافية مبنية على رؤية واحدة هي رؤية الجماعة والانتماء لها. ومع الوقت كان يتم استبدال هذه المناهج بأخرى، فكان تفسير القرآن يعتمد على كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب، "والذي اكتشفنا فيما بعد أنه يقوم على تكفير المجتمع والجميع، لنتحول بهذا الفكر أوصياء على الناس، نكفرهم وندخلهم الجنة والنار وفقا لمصلحة التنظيم". لافتة إلى أن السرية كانت أصل في فكر وعمل التنظيم رغم أنها تتنافى مع الدين وتعاليمه.

وأشارت الرويمة أن الجماعة كانت تشترط، للحفاظ على السرية، إجراءات معينة خلال الاجتماعات، مثل إغلاق الهواتف المحمولة ونزع البطارية منها، والتظاهر بأننا مجموعة من الصديقات في رحلة خلال اجتماعات الخارجية. موضحة أن تعيينات الإخوان في مجال التعليم، الذي تعمل به، كانت تتم بالتسويات، وكانت المدارس والجامعات بيئة خصبة لاستقطاب أعضاء جدد.

كشفت الحلقة أن الشاب المستهدف من جماعة الإخوان كان يمر بمراحل مختلفة تبدأ بمرحلة خارجي، ثم مرحلة تمهيدي 1 و2، تليها مرحلة التكوين وتنقسم إلى ثلاث مراحل، ثم مرحلة الجامعي 1 و2. وأشار العضو السابق في الجماعة خالد السويدي أن المناهج كانت تختلف وفقا لكل مرحلة، لتبدأ بمباديء عامة تحث على عمل الخير، وتتدرج لتصل إلى فكر سيد قطب ورسائل حسن البنا. لافتا إلى انه حتى الزواج كان يتم بناء على مشورة أعضاء التنظيم، وكذلك اختيار التخصصات الدراسية، فكانت الأولوية للتعليم في فترة معينة، ثم تم التوجه لدراسة الشريعة والقانون والإعلام.

واستعرضت الحلقة مشاهد تمثيلية توضح صورة لما كان يحدث في المعسكرات السرية التي كان ينظمها التنظيم في الإمارات لأعضائه في مناطق نائية وسط الجبال.

وأوضح علي الدقي شقيق حسن الدقي القيادي في التنظيم، أنه كان يقام مخيما شتويا يجتمع فيه أعضاء التنظيم في دول الخليج، وكان يقام في مناطق بعيدة خفية ويتم نقل المشاركين بسيارات تتبع الجماعة، وكانت تتسم الأنشطة التي تقام فيه بصبغة عسكرية واضحة.

وذكر حميد خليفة "عضو سابق في الجماعة"، أن التنظيم كان له مكاتب إدارة في مختلف إمارات الدولة، وهي مرتبطة بمكتب رئيس يتابع عمل التنظيم وهو مكتب غير علني حتى لكثير من أعضاء التنظيم.

وتطرقت الحلقة إلى البيعة التي تعد من أساسيات التنظيم السري، والتي كانت تقوم على 10 أركان من بينها الفهم والإخلاص والعمل..ألخ. ولم يكن يصل إلة هذه المرتبة إلا عدد قليل من الأعضاء.

وكشف الدكتور أحمد بن كليب «عضو سابق في الجماعة»، أنه قام بأداء البيعة، حيث كان لابد منها، مشيرا إلى أنها كانت جائزة في فكر الجماعة، ولكن القراءة الموسعة في الدين كشفت له عدم شرعيتها.

بينما تحدث أنس العتيبة «عضو سابق في الجماعة» عن طلب أحد الأعضاء منه مبايعة الجماعة على السمع والطاعة، «وقتها تشعر وكأنك في زاوية لا تقدر أن تتراجع أو تتقدم إلى الإمام».

اشار رئيس تحرير جريدة الاتحاد محمد الحمادي إلى أن البيعة والعمل السري كلاهما من أساسيات التنظيم ومن الصعب ان يتم الاستغناء عنها. مشككا في ما يردده بعض الإخوان عن إيقاف البيعة. كما استنكر أن يكون ولاء الفرد لشيء آخر غير وطنه، فأفراد الجماعة لا يهتمون بالدفاع عن وطنهم في الوقت الذي يكشرون عن أنيابهم إذا ما مس أحدهم شيئا.

الدكتور خليفة السويدي تحدث عن استقطاب التنظيم للشباب من خلال الدين، ليدخل في مراحل متدرجة. لافتا إلى أن كل التنظيمات السرية تدخل أعضائها في مقارنة بين ما يرد في كتبها، وبين المجتمع وهو ما يؤدي إلى تكفير الفرد للمجتمع. وأوضح أن عضو التنظيم يمر بمراحل تقييم لانتقاء كوادر المستقبل، "لو تخيلنا ان هناك 600 شاب يشاركون في أنشطة الجماعة، نجد ان أقل من 50 منهم يمكن أن يصبح عضوا في الجماعة ويسير في مساراتها، وهو أمر يتوقف على معايير منها قرب الشخص من مشرفين على الأسر، وفكره وقابليته للسمع والطاعة وهو مبدأ تقوم عليه التنظيمات السرية".

وتحدثت الدكتورة موزة غباش عن محاولات التنظيم للتغلغل في جامعة الإمارات فيما يشبه السرطان الذي يدخل إلى الخلايا ويتعمق فيها.

تويتر