نجمات يرفضن التجميل.. وأخريات يستسلمن لتحدي العمر

«بوتوكس» المشاهير.. ضرورات عـــصر الصورة

«البوتوكس» وقائي وليس علاجاً.. وسن البدء به هي 25 سنة في حال كانت التركيبة الوراثية تسبب التجاعيد مبكراً. غيتي

في عصر تحكمه الصورة بشكل أساسي، وحيث بات التجميل مطلباً أساسياً لدى جميع السيدات، انتشر بين أوساط النجمات والممثلات استخدام حقن البوتوكس بشكل واضح ومفرط أحياناً، حتى إن بعضهن حصلن على لقب «نجمات البوتوكس»، بسبب المبالغات التي غيبت التعبيرات الأساسية لوجوههن. لكن بين تعدد الأسباب حول لجوئهن إلى هذا الإجراء سواء لأنه موضة سائدة، أو كونه يزيد الثقة بالنفس، ويؤدي لاستقطاب المزيد من العروض التمثيلية، يبقى المشاهد أمام حيرة بين طبيعية وجه الممثلة أو غياب التعبيرات. ومما لا شك فيه أن لكل ممثلة تعليلها لقرار التجميل وكيفيته، ليبقى في الأخير للطب التجميلي الرأي الفاصل في تحديد الشكل الطبيعي.

النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم، قالت لـ«الإمارات اليوم»، إنني «مازلت في عمر صغير لا يتطلب البدء بالتجميل، لكنني كأي امرأة تهتم بإطلالتها أولي أهمية قصوى للحفاظ على بشرتي ومظهري، وبالطبع أتابع حال بشرتي مع طبيب الجلدية، وأستخدم المستحضرات اليومية، للحفاظ على نضارة ورونق البشرة». ونوهت بأنها مع العمر لابد أن تلجأ لبعض التعديلات البسيطة، التي من شأنها الحفاظ على الشكل، وإنما بأسلوب يضمن لها الإبقاء على شكلها الطبيعي. وأشارت ملكة جمال لبنان سابقاً، إلى أن العمل في مجال التمثيل والتعرض للأضواء والكاميرات، يتسبب في ظهور الشيخوخة قبل الغير، لهذا فالحفاظ على البشرة يعد أساسياً، لأن الجمهور يحب أن يرى الممثلة بمظهر مثالي. وشددت على أنها ستلجأ إلى البوتوكس بعد سنوات، وستعتمد ذلك مع طبيب يحافظ لها على التعبيرات الضرورية خلال التمثيل، منوهة بأنه لا مشكلة للخضوع للقليل من حقن البوتوكس أو الفيلرز، من أجل تخفيف بعض التجاعيد، وليس لتغيير الشكل.

النجمة المصرية نشوى مصطفى لا تمانع استخدام ما تطرحه التقنيات الطبية المتطورة اليوم من حلول قد تكون ملائمة لاحتياجات البعض، وعلقت على تجميل الفنانات بالقول: «في الماضي كنت مقتنعة جداً بقيمة الجمال الطبيعي للمرأة، الذي أراه مقياسي الوحيد الذي لا تتدخل فيه المساحيق ولا أكثر تقنيات الطب تطوراً، لكن مع مرور الوقت ومع بلوغي مرحلة عمرية معينة أصبحت مؤمنة بقيمة هذه التغييرات الصغيرة، التي يحدثها التجميل أو ما يعرف بحقن البوتوكس في تحسين مظهر الوجه، فيمكن وصفها بالمساندة التي يقدمها الطب للجمال الطبيعي للمرأة، وهذا ما يجعلني مقتنعة إلى حد كبير بحقن البوتوكس في تحسين مظهر الوجه، وأتمنى أن أجربها». وحول المبالغات التي انغمست فيها بعض الأسماء الإعلامية والفنية، قالت «أؤمن بأن المبالغات تظل دائما محفوفة بالمخاطر، خصوصاً حينما يتحول الأمر إلى نوع من الإدمان الذي لا يمكن شفاؤه لدى بعض الفنانات اللواتي تحولن إلى مجرد أقنعة فاقدة للملامح، لكنني سأظل حذرة في التعامل مع وسائل التجميل، وإن اخترت الانصياع لغواية التحسينات، فسأتحمل ألم حقن البوتوكس لإخفاء آثار السن التي بدأت تظهر على جبيني من فرط استخدام ملامحي في التمثيل». وأضافت مازحة: «نفسي أجرب عشان أبوعبدالرحمن جوزي حقو بردو يشوف وشي من غير تجاعيد».

من جهته، أكد المخرج ياسر الياسري، أن الممثل أو الممثلة يحتاجان إلى كل تعبير موجود في الجسد لإيصال الشخصية، قائلاً: إن التعبيرات في الوجه هي النقطة الفارقة في تجسيد الشخصية أمام الكاميرا، لافتاً إلى أنها قد لا تكون النقطة الفارقة في التمثيل، لأن الأمر يعتمد على قدرة الممثل، وعلى معرفته بكيفية الاستفادة من القدرات الأخرى، وتعويض ما خسره من حركات في الوجه. وشدد الياسري على أنه كمخرج يهتم بلغة العين، كونها أكثر ما يوصل الممثل للشخصية التي يريدها، وحينما يدرك الممثل ما خسره من تعبيرات، لن يكون أمامه عائق كبير في تجسيد أي دور. واعتبر الياسري أن عمليات التجميل مهمة، وتكون في مصلحة الممثل، لاسيما لدى السيدات المتقدمات في العمر، إذ يحتجن الشكل المناسب في أدوار معينة، وقد يفيد في أن يشعرن بمزيد من الثقة جراء تحسين الشكل، لهذا فالاعتراض يكون في الحالات المبالغ فيها، لأنها قد تغير الشكل. ولفت إلى أن الدور والشخصية يفرضان نفسيهما، فإن طلب من الممثلة تقديم شخصية مسنة أو في الحياة اليومية والشارع والبيت، فالتجاعيد بلاشك ستجسد الواقع، وهذا جيد، مؤكداً أن الممثلات بعد سن معينة تصبح أدوارهن محدودة، مستشهداً بحديث النجمة ميريل ستريب عن محدودية الأدوار بعد التقدم في العمر حتى بالسينما العالمية، لهذا نجد السعي إلى التحسين في الشكل متواصل عند النجمات، لكن عليهن عدم الوقوع في فخ المبالغة.

الكلمة الفصل للطبيب

بين الحدود الطبيعية والمبالغة، تبقى الكلمة الفصل للطبيب، وعرف الأخصائي في الجراحة التجميلية والترميمية بمركز «كوكونا»، الدكتور مازن عرفة، البوتوكس الذي يخفف التجاعيد بالقول: «تعمل هذه المادة على إضعاف العضلة، وتخفف التجاعيد، والحركات غير المرغوبة، كالعبوس الزائد، أو رفع الحواجب الزائد، والحركات التي تضعف جودة الجلد، بينما يمكن الحديث عن مفعول آخر من خلال المبالغة عبر تجميد الوجه ومنحه مظهراً بلاستيكياً خالياً من التجاعيد». وأوضح عرفة أن فن العمل بالبوتوكس يحفظ للتعبيرات شكلها الطبيعي، مشيراً إلى أن الجزء الواعي من الفنانين والمشاهير يخضعون للبوتوكس دون أن يلاحظ أحد، منوهاً بأن عامة الناس يقلدون القدوة الخاطئة والمبالغين، لأنهم يعتقدون أن المظهر الطبيعي والوجه غير المجمد لم يخضعا للتجميل، ما يؤدي إلى اختيارهم تقليد الوجه المجمد على نحو أكبر. ولفت إلى أن الوجه البلاستيكي يتم الحصول عليه عبر طريقتين: أولاً بوضع ضعف أو ضعفي كمية البوتوكس التي توضع في حالات الحفاظ على تعبيرات الوجه، أو بحقنها في أماكن قريبة من عضلات يجب الابتعاد عنها، كي لا تتجمد.

وأكد عرفة أن الأماكن، التي يستخدم عليها البوتوكس لتخفيف الخطوط بشكل بارز، هي الجبهة لإلغاء خطوط الحركة، ولتخفيف حركة الحواجب والعبوس، كما يوضع عند المناطق الخارجية للعيون لمنع خطوط الابتسامة من البروز، كما أنه يستخدم لتحديد الفك السفلي، أو لإلغاء خطوط الرقبة، أو لإلغاء تجاعيد الذقن، وإلغاء الضحكة اللثوية، أو الخطوط التي تظهر في أثناء الكلام حينما تنقبض عضلة الفم، مشدداً على أهمية وضع الكمية المضبوطة منه، لأن الإكثار قد يسبب أضراراً في الوظائف الحركية في الوجه، لاسيما حينما يستخدم قرب الفم أو الرقبة.

وشدد عرفة على أن الهدف من البوتوكس جعل الشخص أكثر نضارة وأصغر سناً، فهو يحافظ على نسيج الجلد، لهذا على الطبيب ألا يضع كمية خاطئة، ويحق له رفض تطبيق طلبات مبالغ بها، منوهاً بأن البوتوكس الصحيح يُبقي القليل من الحركة والخطوط في الوجه، لاسيما حول الحاجب، أو تجاعيد تحت العين أثناء الابتسامة. وحول مواجهته لمرضى يطلبون المبالغة، تقليداً لنجمات مبالغات، لفت عرفة إلى أن نسبتهم تصل إلى 20%، فمن بين خمسة مرضى يكون هناك مريض واحد لديه توقعات وطلبات غير طبيعية، مؤكداً أن ما نسبته 80% من أصحاب الطلبات المبالغ بها، يعودون عن قراراتهم بعد الاستماع لرأي الطبيب، مشيراً لوجود مرضى يحتاجون لعلاج نفسي، لتغيير رأيهم حول أنفسهم وجسدهم، وهؤلاء لا يسهل إقناعهم بالرأي الطبي الصحيح، لأنهم يعانون حالات نفسية، منها «المبالغة بالعيوب بالجسم الذاتي»، وهي تحل بالعلاج النفسي فقط.

ولفت إلى أن جزءاً من المبالغين بالتجميل يشكون مرضاً نفسياً، أو نقصاً اجتماعياً، ومنهم من لديه عقدة «القيمة المتدنية»، فلديهم حاجة دائمة لإثبات أفضليتهم نتيجة خلل اجتماعي.

واعتبر أن المشكلة الأساسية في المبالغات تكمن في النظام العالمي الحديث، وتدخل النواحي المادية بالطب، مشيراً إلى أن العالم العربي يمر بمرحلة خرج منها المجتمع الأميركي في مسألة المبالغة والأخطاء في الطب التجميلي، إذ بعد تدخل السلطات والنقابات الطبية، واتخاذها خطوات قانونية تمنع الأطباء من المبالغة حُلت المشكلة من جذورها، لكن في عالمنا العربي لاتزال هناك حاجة للقليل من الوقت، للتخلص من المشكلات البسيطة الموجودة في مجال التجميل. وأثنى عرفة على الأثر النفسي للبوتوكس أيضاً، لاسيما لجهة الثقة بالنفس التي ترتفع، مشدداً على أنه علاج وقائي أكثر من كونه علاجاً فعلياً، فالسن المبكرة أو الملائمة للبدء به هي 25 سنة، ويمكن البدء من سن 22، في حال كانت التركيبة الوراثية تسبب التجاعيد مبكراً، على أن تكون العلاجات في هذا العمر بكميات قليلة جداً، وفي أماكن خفيفة. وأوضح أن النظريات تميل إلى أن إعادة العلاج بشكل دوري تكون لها نتائج أفضل، موضحاً أنه مع الوقت قد يحدث لدى الإنسان مقاومة لمفعول البوتوكس، فالطبيب يجب أن يتابع الحالة، ومن الممكن تغيير نوع البوتوكس المستخدم، لضمان استمرارية الحصول على نتيجة جيدة.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر