تضم أنواعاً من الكائنات الخجولة المهدّدة بالانقراض

«بوطينة».. أرض الكائنات النادرة

صورة

على بعد 130 كيلومترا تقريبا غرب مدينة أبوظبي، تقع جزيرة بوطينة التي تعد من أبرز المحميات الطبيعية في الإمارات، وهي جزء من محمية مروح للمحيط الحيوي التي كانت أول محمية محيط حيوي بحرية في المنطقة يتم ضمها لشبكة محميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو.

" بوطينة"

تعتبر جزيرة بوطينة، التي تتم إدارتها من قبل هيئة البيئة منذ عام 2000، جزءًا رئيسياً من محمية مروح للمحيط الحيوي التي اختارتها اليونيسكو كأول محمية محيط حيوي بحري في المنطقة. ويمكن الوصول بسهولة لجزيرة بوطينة، التي تقع على بعد 130 كيلومتراً غرب مدينة أبوظبي، من المدن الساحلية كالمرفأ وجبل الظنة.


• تتميز الجزيرة بالأحياء البحرية، خصوصاً المهدّدة بالانقراض عالمياً، مثل أبقار البحر.


5750 من السلاحف البحرية تستقر في مياه أبوظبي شتاءً، ويزداد العدد إلى 6900 صيفاً.


«أقرأ عن وطني»

مساحة من المعرفة تخصصها «الإمارات اليوم» لتعريف القرّاء من مختلف الأعمار بدولة الإمارات، من خلال طرح موضوعات ترتبط بالهوية الوطنية، وتاريخ الدولة وثقافتها، وتراثها ولهجتها وإنجازاتها، وكل ما يرتبط بهوية ومكونات الدولة، والشخصية الإماراتية، وهو ما يصبّ في تحقيق أهداف نشر المعرفة والثقافة التي يستند إليها «عام القراءة».


جزيرة بوطينة، والمياه المحيطة بها، هي منطقة محمية ومغلقة أمام الجمهور، وتُمنع فيها ممارسة الأنشطة البشرية مثل صيد الأسماك. ما يمنحها قدراً كبيراً من الخصوصية، ويتيح للحيوانات النادرة والخجولة العيش بحرية في الجزيرة والمياه المحيطة بها، على الرغم من درجات الحرارة القاسية والملوحة العالية، فإن الحياة البحرية في هذه الجزيرة مزدهرة، ويسكنها العديد من الحيوانات والنباتات البحرية الفريدة.

تتميز جزيرة بوطينة، التي تشبه خريطتها حدوة الحصان، وتحتوي على أنظمة بيئية غنية بحرية وبرية جديرة بالاعتراف الدولي، بما تضمه المياه المحيطة بها من الشعاب المرجانية والحشائش البحرية النادرة وأشجار القرم، إضافة إلى الأحياء البحرية وخاصة المهددة بالانقراض عالمياً مثل أبقار البحر، التي تضم أبوظبي ثاني أكبر مجموعة منها بعد أستراليا وبالتحديد في محيط جزيرة بوطينة. كذلك تتميز (بوطينة) بـ بيئة جافة جدا ودرجة حرارة عالية، ورغم ذلك، تعيش الشعاب المرجانية في الجزيرة في درجة حرارة 35درجة مئوية، بينما من المعروف أن الشعاب المرجانية تعيش فقط في درجة حرارة لا تتعدى 23 درجة مئوية. وهو أمر غير معتاد، مما يفتح الباب لإجراء الدراسات العلمية للمهتمين بتفسير هذا الوضع الاستثنائي، وبالتالي هناك نتائج علمية كامنة في الجزيرة وتستقطب اهتمام علماء الأحياء البحرية والتي سنتمكن من خلالها معرفة آليات المقاومة النباتية لتأثيرات التغيرات المناخية.

كذلك تستقطب جزيرة بوطينة، التي تتم إدارتها من قبل هيئة البيئة منذ عام 2000، أبقار البحر التي تم تسجيل وجودها في مواقع الأعشاب البحرية بالجزيرة، وتعتبر أبقار البحر من الأنواع المهددة بالانقراض وهي من الكائنات الخجولة، وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة. وتمت مشاهدة 650 بقرة بحر في فصل الصيف، بينما شوهدت 835 بقرة خلال فصل الشتاء. وتعتبر الجزيرة ملاذاً طبيعياً لأبقار البحر نظراً لقلة الأنشطة البشرية في المنطقة. أيضا تعتبر المياه المحيطة بجزيرة بوطينة موطناً لمجموعات الدلافين بما في ذلك دولفين المحيط الهندي – الهادي الأحدب والدولفين قاروري الأنف والدولفين الشائع. وعلاوة على ذلك تستخدم العديد من الطيور المهاجرة الجزيرة كمحطة توقف للراحة والتغذية خلال مسار هجرتها من وسط آسيا إلى أفريقيا. ولقد تم تسجيل 4إلى5 من أعشاش العقاب النسارية بصورة منتظمة على الجزيرة خلال مواسم تكاثر متتالية. وتستضيف الجزيرة أيضا مجموعة صغيرة من طائر الخرشنة بيضاء الوجه و25000 من طيور الغاق السقطري والذي يعتبر أيضاً من الطيور المهددة عالمياً. من جانب آخر؛ تضم الجزيرة عددا كبيرا من أشجار القرم حيث يتعرض الجانب المحمي من الجزيرة بانتظام لغمر المد والجزر مما يسمح بوجود وبقاء مجموعات أشجار قرم مزدهرة ويصل متوسط ارتفاعها إلى 5 أمتار، وترجع أهمية هذه الأشجار إلى قدرتها على توفير كميات كبيرة من الأوكسجين مما يسمح للكائنات والنباتات البحرية بالنمو والعيش بالقرب منها.

وفي يوليو من العام الماضي؛ قررت سكرتارية مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، إدراج جزيرة بوطنية ضمن شبكتها كأحد المواقع الهامة للسلاحف البحرية، لتصبح الجزيرة بهذا القرار واحدة من 10 مواقع تم اختيارها من قبل السكرتارية، وهي جزء من برنامج الأمم المتحدة للبيئة في آسيا والمحيط الهادئ ومقرها بانكوك في تايلاند، بناء على 18 معيارا من معايير التقييم التي تم تقسيمها إلى أربع فئات بما في ذلك الأهمية البيئية والبيولوجية والحوكمة والتمثيل الإقليمي والعالمي. ولقد تم اختيار هذه المواقع وفقا لأهميتها للسلاحف البحرية وغيرها من عناصر التنوع البيولوجي، وذلك بعد عملية تقييم صارمة تم خلالها تقييم كافة الصفات الايكولوجية بعناية. ويمثل هذا الاختيار إنجازا يتوج جهود دولة الإمارات في مجال المحافظة على البيئة والحياة الفطرية والتنوع البيولوجي، وتأكيدا على أهمية هذه المنطقة للتنوع البيولوجي على المستوى الوطني والعالمي.

وتشير نتائج المسح الجوي والميداني التي نظمتها هيئة البيئة - أبوظبي إلى أن حوالي 5,750 من السلاحف البحرية تستقر في مياه الإمارة خلال موسم الشتاء، فيما يزداد العدد إلى 6,900 خلال موسم الصيف، حيث تعشش السلاحف البحرية على ما لا يقل عن 17 جزيرة في أبوظبي وفقا للدراسات والمسح الجوي. ومن بين سبعة أنواع من السلاحف البحرية في العالم، يمكن العثور على نوعين اثنين منها في مياه أبوظبي: سلحفاة منقار الصقر المهددة بالانقراض، والسلحفاة الخضراء المهددة بالانقراض.

وجزيرة بوطينة والمياه المحيطة بها هي منطقة محمية ومغلقة أمام الجمهور ويمنع فيها ممارسة الأنشطة البشرية مثل صيد الأسماك. وهو ما يمنحها قدرا كبيرا من الخصوصية ويتيح للحيوانات النادرة والخجولة العيش بحرية في الجزيرة والمياه المحيطة بها، وبالرغم من درجات الحرارة القاسية والملوحة العالية، إلا أن الحياة البحرية في هذه الجزيرة مزدهرة وتسكنها العديد من الحيوانات والنباتات البحرية الفريدة مثل أشجار القرم وسلاحف منقار الصقر والدلافين وطيور الغاق السقطري، وتشهد أعدادها نمواً مستمراً ما يجعل الجزيرة موقعاً هاماً ومركزاً حيوياً لدراسات تغير المناخ. والجزيرة أيضا موطن لواحدة من الثدييات البحرية الأكثر شعبية ولكن المهددة بالانقراض، أبقار البحر (الأطوام).

تويتر