صاحبة إسهامات ومبادرات منوعة

شهد العبدولي: «النبطي» يلامسني أكثر

تصوير: إريك أرازاس

تتنوّع إسهامات الإماراتية شهد العبدولي، في المشهد الثقافي بين مشاركة في الحركة الشعرية (النبطي بشكل خاص)، بعد انتسابها لأكاديمية الشعر بأبوظبي، وكتابة عدد من الأفلام القصيرة، إضافة إلى المقالات التي تطرح من خلالها أفكارها ورؤاها الخاصة.

إلى جانب هذه الإسهامات التي اختارت التصدي لها، نجحت العبدولي في طرح تجربتها الفاعلة في عدد من المبادرات المجتمعية، التي كرّست قدرتها الكبيرة على التواصل مع الآخرين، وتجسيد «فعل الإيجابية» على أرض الواقع، من خلال مبادرة «صنّاع الأمل»، التي بادرت العبدولي بتعميمها على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن مشاركتها الدائمة في عدد من الأمسيات والندوات، وتقديمها عدداً من الأبحاث المتعلقة بتخصصها الأساسي ودراستها الأكاديمية في مجال نظم المعلومات الجغرافية، الذي تميزت فيه بشكل لافت، من خلال نهج المشروعات الذي انخرطت فيه مبكراً.

«أحببت الشعر النبطي الذي يلامس البيئة التي ترعرت بها، وهو أسهل بالنسبة لي في التعبير عما يختلج في نفسي، مقابل الشق الذي انحزت فيه إلى تجربة الكتابة الصحافية..»


عاشقة القهوة

في الوقت المستقطع بين استراحتين، تحب العبدولي «تعلّم كل جديد، ففي وقت الفراغ أحب تجربة ما أتابعه من وصفات الطهي، كما أرى في السفر مساحة أعيد فيها ترتيب اهتماماتي، إلى جانب ممارسة الرياضة والسباحة، ومشاهدة الأفلام السينمائية، إضافة إلى زيارة الحدائق واللعب في أوقات التوتر والضغط. وأحب القهوة فهي رفيقتي الدائمة في أوقات القراءة والكتابة والإعداد، وإدماني للقهوة جعلني أعد برنامجاً يحمل اسمها، إضافة إلى تخطيطي لنشر كتاب يحتضن صورتها واسمها».

الأفكار الخلاقة

ترى العبدولي أن «الأفكار الخلاقة والمبتكرة هي أساس البناء النفسي للأفراد، كما هي تجسيد فعلي لأثرهم الإيجابي ورسالتهم السامية ودورهم الريادي في التغيير». وتقول: «سأظل دوماً سعيدة بالاحتفاء بالقراءة وبآثارها، فهي المفتاح الأساسي لرفعة الإنسان وبناء الأوطان، فعندما نقرأ نعايش قلب وعقل الكاتب بشكل يضمن لنا حق التفكير والنقد والتعبير عن آرائنا».

(نوفمبرية) باكورة أعمالي في الفترة بين 2007 و2015، إذ تعمدت طرح كل ما في جعبتي في هذا الديوان.


2013 : العام الذي تخرجت فيه شهد العبدولي في جامعة الإمارات.

بدايات موفقة

تؤكد العبدولي أن «دراستها لنظم المعلومات الجغرافية وتخرجها في جامعة الإمارات عام 2013، جاءت بمحض المصادفة»، موضحة: «لم يكن هذا التخصص معروفاً في البداية، لكنه تحوّل في غضون سنوات قليلة إلى مصدر اهتمام شتى التخصصات العلمية كالهندسة والتخطيط والمساحة وغيرها، إذ يعدّ حاجة أساسية في نظام التخطيط والبلديات، وكل ما يخص الإحداثيات والخرائط وتوزيع الأراضي، وكيفية الاستفادة من المساحات، سواء كانت سكنية أو اقتصادية».

وتضيف: «مكنني هذا التخصص من التعامل مع العالم الخارجي، من خلال تنفيذ تسعة مشروعات تقنية ومجتمعية وصناعية، إذ تقدمت باسم جامعة الإمارات بمشروع عن الأقمار الاصطناعية بث في وقت لاحق على قناة الشارقة، كما أتيحت لي فرصة المشاركة في العديد من المؤتمرات المحلية والخارجية في قطر والسعودية وعُمان، بالتعاون مع الدكتورة خولة الكعبي، وعرض المشروع ومناقشته في المؤتمر الجغرافي الأميركي».

اهتمام جديد

سعت العبدولي إلى تنمية مهاراتها، من خلال مزاولة البحث الاجتماعي وتجربة العمل كمدربة معتمدة في التنمية الذاتية من قبل الأكاديمية العربية و«ميديكس» الأميركية، إذ أبدت اهتماماً كبيراً بمجالات البرمجة اللغوية العصبية وعلم الطاقة، وقامت بالانتساب إلى العديد من الدورات التي أهلتها علمياً لتغدو مدربة محترفة في عدد من المجالات، مثل: «تطوير الذات والطاقة والبرمجة اللغوية العصبية والإيجابية وميدان القيادة والابتكار وبناء فرق العمل».

وتقول: «قدمت عشرات المحاضرات وورش العمل في العديد من الجامعات المحلية والشركات والدوائر المحلية، مثل جامعة الإمارات، شركة كهرباء ومياه العين، شركة أدنوك للتوزيع، المركز الثقافي بمنطقة دبا التابعة لإمارة الفجيرة، كما اتخذت سلك الاستشارات النفسية، بعد أن كنت عضواً مؤسساً في الأكاديمية العربية للكوتشينغ، والمسؤولة عن نشر هذا المفهوم في العالم العربي».

«نوفمبرية»

لا تنأى العبدولي بتطلعاتها بعيداً عن الشعر، في ظل الدور الكبير الذي لعبته والدتها في تكوينها الشعري، وذلك قبل انتسابها لأكاديمية الشعر في أبوظبي، التي أسهمت بشكل كبير في تطوير وبلورة موهبة شهد الشعرية وتخرجها في عام 2014، ومن ثم إصدراها لمجموعة «نوفمبرية»، التي وصفتها بالقول: «هي باكورة أعمالي في الفترة بين 2007 و2015، إذ تعمدت طرح كل ما في جعبتي في هذا الديوان الشعري لأحمي حقوقي الفكرية، بعد أن تعرّض بعض قصائدي للسرقة، فيما نسب البعض المتبقي لأشخاص آخرين».

وعن أبرز الاهتمامات التي ترصدها في أعمالها وقيمة الانحياز إلى الشعر النبطي، تذكر العبدولي: «أحببت الشعر النبطي الذي يلامس البيئة التي ترعرت بها، وهو أسهل بالنسبة لي في التعبير عما يختلج في نفسي، مقابل الشق الذي انحزت فيه إلى تجربة الكتابة الصحافية، بعد أن اكتشفت أن القلم والكلمة أمانة، وأننا الصوت القادر على مناقشة مختلف الموضوعات وطرح مختلف القضايا التي تلامس المجتمع، وفتح أبواب الحوار والتواصل مع مختلف فئاته».

ألق السينما

تتحدث العبدولي عن تجربة كتابة السيناريو والأفلام القصيرة، باعتبارها مكملة لتجربة الكلمة والشعر والقصة: «سعيدة وفخورة بتجربتي السينمائية الجميلة التي جمعتني بطلاب الإعلام، ولاشك أن السيناريو مرحلة متطوّرة عن القصة والرواية ففيها تجسيد لكل الحركات والأفعال الإنسانية. أما الرسالة التي أود إيصالها فهي توعية المجتمع بعدد من الأمور التي جسّدت بعضها في عملي السينمائي الأول (صدفة)، الذي دعا إلى عدم الحكم على ظواهر الأمور».

وعن تجربة برامج التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) في صناعة الأمل، تقول العبدولي: «ستبقى تجربة فريدة من نوعها ومواكبة لعصرها، بعد أن بدأ الإعلام الرقمي في سحب البساط من الوسائل التقليدية، لهذا السبب جاءت مبادرة (صنّاع الأمل) للحدّ من ظاهرة (المهرّجين) الذين غزوا الساحة الافتراضية اليوم». وتتابع: «كلي إيمان بأن هذه المبادرة المبتكرة ستكون بمثابة الحدّ الفاصل بين الصالح والطالح، كما هي فرصة لصنّاع الأمل لنشر الأمل والإيجابية والسعادة في المجتمع».

وحول إسهاماتها المختلفة، تتطرّق العبدولي إلى مشاركتها الأخيرة في مؤتمر الأمن وبناء السلام العالمي وتمكين الشباب، في ديسمبر الماضي، في المملكة الأردنية الهاشمية، الذي رشحت فيه من هيئة الرياضة والشباب لتمثيل دولة الإمارات: «كانت تجربة ثرية ركزت على نشر فكرة الأمن والسلام الذي ينشده العالم اليوم، كما كانت فرصة لطرح تجربة الإمارات الرائدة في ميدان تمكين الشباب، الذي جسده تعيين وزيرة خاصة بهذه الفئة».

تويتر