جناح الصين في القرية العالمية.. رحلة برفقة «التنين» والينابيع المدهشة

يعدّ جناح الصين في القرية العالمية بوابة تعبر بالزائر نحو تاريخ بلاد التنين ونهضتها وحضارتها. وترسم واجهة الجناح عبر هيئتها التي يطغى عليها اللون الأحمر، ملامح التراث المعماري الغني للصين، وتستقي إلهامها من سلالة تانج القديمة وأبرز المعالم التاريخية لمختلف الحقب، التي تشمل أبراج قوانغتشو، ومعبد دينغوي في منطقة سوتشو في الصين، أما في الداخل فتتوزع مجسمات الجنود الشجعان، ومجسم التنين في أرجاء الجناح.

ويستقبل الجناح زائره عند البوابة عبر مضيفين يرتدون الزي الصيني التقليدي، الذي يمثل أسلوب سلالة هان، ويطلق عليه ثوب «هان فو»، ويحتوي على عناصر يتم ترتيبها بطريقة مميزة ومحددة تتألف من الياقة (جياو لينغ) وطية الصدر وحزام الخصر.

ويتميز الركن التراثي بتصميمه ،الذي يجسد الينابيع المنعشة والقمم الصخرية لحديقة الغابات الوطنية تشانغجياجيه في شمال مقاطعة هونان، وهي واحدة من المتنزهات ذات المناظر السياحية الخلابة، وأحد المقاصد السياحية الشهيرة في الصين ويطلق عليها أيضاً جبال فينكس، علاوة على ذلك يستعرض الركن التراثي عدداً من صور وتماثيل من الأوبرا الصينية والفوانيس السحرية، والتنين الصيني التقليدي، الذي يرمز إلى السلطة والحكمة وحسن الحظ.

وتعدّ الأصناف المتنوّعة من الشاي الفاخر من أبرز المنتجات في الجناح، إذ إنّ شرب الشاي في الصين فن أصيل له طقوسه الخاصة، وتختلف أنواع الشاي فمنه الأسود والأبيض والأخضر، كما تتوافر منه أصناف بنكهات غير تقليدية، مثل الياسمين، وتختلف طرق تقديمه بحسب المناطق، حيث يتم إعداد أوراق الشاي عبر التجفيف والتبخير، ما يجعلها متفردة.

ولا تكتمل متعة شرب الشاي دون أواني التقديم، لذا يوفر الجناح تشكيلة واسعة من الأباريق والأكواب المزيّنة، ولكل نوع من الشاي أوان خاصة به، وذلك نظراً للمواد المستخدمة التي تؤثر في النكهة والمذاق فتجعلها أغنى وأفضل.

كما تشتهر الصين بعروض الألعاب البهلوانية الاستعراضية العالمية، ويستضيف الجناح عروضاً يومية تؤديها فرق وأفراد محترفين من مقاطعة خبي المعروفة بـ«موطن فرق الألعاب البهلوانية» منذ 2000 سنة، وتتفرد العروض بالحركات البهلوانية الصعبة التي تخطف الأنفاس، وتشمل: الجمباز وأداء التوازن على الأيدي والحركات الإيقاعية، وعرض اليويو الصيني، الذي يطلق عليه «ديابولو»، والعروض البهلوانية على الكراسي.

ويقول تشانغ جيان، المحترف في الألعاب البهلوانية: «لقد جئت من مكان تعد فيه الألعاب البهلوانية جزءاً لا يتجزأ من التراث. واليوم فإنني أقوم بهذه المهنة منذ أكثر من 24 عاماً، وعبرها أتيحت لي فرصة السفر حول العالم لتأدية العروض البهلوانية. وتعدّ هذه مشاركتي الأولى في القرية العالمية، وإنني سعيد أن أتمكن من تقديم مهاراتي الاحترافية أمام جمهور عالمي، وأمر مدهش أن تتمكن القرية العالمية من جمع ثقافات العالم تحت سقف واحد».