استعرض تاريخ ملكات حكمن جنوب شرق الجزيرة العربية

«جناح أم الإمارات».. يتصفح تاريخ المرأة الإماراتية

صورة

صفحات من التاريخ ربما لا يعرفها كثير من الناس؛ يسلط عليها الضوء «جناح أم الإمارات» في الدورة الثانية من «مهرجان أم الإمارات» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على كورنيش أبوظبي، ويستمر حتى 4 أبريل المقبل.

صور نادرة

من الصور النادرة التي ضمها جناح "أم الإمارات" صورة للشيخة سلامة بنت بطي خلال رحلة من أبوظبي إلى البريمي عام 1949. وتظهر في الصورة قافلة تضم ثلاث سيدات على ظهور الإبل، ويصاحب القافلة عدد من الرجال يحمل بنادق لحمايتها، وآخرون يمسكون بزمام الإبل لقيادتها والعناية بها.

كما تضمن الجناح العديد من الصور القديمة التي تعبر عن الحياة في المجتمع قبل اكتشاف النفط.


«المنز» و«المهاواة»

من الأمومة والعادات التي ارتبطت بها لدى مجتمع الإمارات؛ يعرض نموذج ل«المنز» وهو السرير التقليدي للطفل في الستينيات، والذي كان يصنع عادة من الخشب المحلي، ويعلق في السقف أو الشجرة، وغالبا كانت عملية هز «المنز» تترافق مع الغناء للطفل، وهو غناء كان يسمى «المهاواة»، وهي كلمة مشتقة من الفعل «هوا» الذي يعني نم أو نام في اللهجة الإماراتية، حيث تبدأ جميع كلمات أغاني «المهاواة» بتكرار كلمة «هوه». وتعتبر «المهاواة» وسيلة للتعبير عن مشاعر الأم وحبها لطفلها، وكما تعد وسيلة لحفظ التراث ونقله للأجيال الجديدة، فهي تتضمن نماذج من التراث الشفاهي مثل الأمثال والأساطير والحكايات الرمزية والقصص الشعبية.

يركز «جناح أم الإمارات» هذا العام على دور المرأة الإماراتية في مجتمعها منذ آلاف السنين، مؤكدا على أنها لطالما شكلت عنصرا فاعلا وطرفا رئيسا في المجتمع المحلي، ومصدر فخر للدولة في المحافل العالمية. مستعرضا، بالصوت والصورة، صفحات من التاريخ تسطر إنجازات وإسهامات أجيال متعاقبة من النساء الإماراتيات الرائدات في تعزيز بناء دولة الاتحاد، وتأثيرهن على مر التاريخ. كما يسلط الجناح الضوء على جيل الحاضر والمستقبل من الفتيات والنساء اللواتي يواصلن مسيرة العطاء، مستلهمات رؤية وقيم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، حيث تعد سموها أحدى أبرز النساء القياديات والأكثر تأثيرا على مختلف المستويات محليا وعالميا، وجهود سموها على حماية وصون الموروث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم المرأة والطفل في مختلف أنحاء العالم.

خلال جولة تصفح تاريخ المرأة الإماراتية، يعود جناح «أم الإمارات» بالزوار إلى ما يزيد عن ألفي عاما مستعرضا تاريخ ملكات جنوب شرق الجزيرة العربية، من خلال العملات المعدنية والقطع الأثرية التي استخدمها المؤرخون لكشف وسرد قصص هؤلاء النساء، حيث عمل حكام هذه المنطقة من النساء على سك مثل هذه العملات لإظهار حكمهن السياسي الذاتي، وتأكيد استقلالية ممالكهن. وتتوسط القاعة عملة «أبي آيل»، وهو اسم محتمل للملكة الحاكمة، وترجع هذه العملة لموقع «الدور» في أم القيوين خلال الفترة بين عامي 300 إلى 100 قبل الميلاد، وهي من مقتنيات متحف العين الوطني. واعتمد تصميم عملة «أبي آيل» على نهج عملات الإسكندر الأكبر، مع تكييفها للاستخدام المحلي، حيث حمل وجه العملة بدلا من نقش الإله «زيوس» صورة إله الشمس «شماش». كما استبدل اسم الإسكندر الأكبر المكتوب باللغة الإغريقية باسم «أبي آيل» باللغة الآرامية، التي تمثل لغة القوة والسلطة. وحملت بعض العملات أيضا أسماء آباء الحكام مثل العملة التي تواجدت في منطقة مليحة بالشارقة والتي حملت اسم «أبي آيل بنت باغلان». كما تضم القاعة صورة لزجاجة رومانية على شكل عنقود عنب، وصورة أخرى لمصباح برونزي من أصل روماني وكلاهما مكتشفة في موقع «الدور»، ومن مقتنيات المتحف الملكي للفنون والتاريخ في بروكسل.

في القاعة التالية، ينتقل الزائر إلى بدايات ومنتصف القرن العشرين للتعرف على ملامح من الحياة الاجتماعية في الإمارات في تلك الفترة، والدور الذي كانت تقوم به المرأة في مختلف المجالات؛ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما كانت تتميز به من صفات مثل العزيمة والشجاعة والإبداع، كما تلقي القاعة الضوء على جوانب من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع وقتها.

من الأمومة والعادات التي ارتبطت بها لدى مجتمع الإمارات؛ تبدأ الرحلة في القاعة، حيث يعرض نموذج ل«المنز» وهو السرير التقليدي للطفل في الستينيات، والذي كان يصنع عادة من الخشب المحلي، ويعلق في السقف أو الشجرة. كما تتضمن القاعة مقتنيات أخرى تقدم للزوار صورا عن المجتمع قديما، والأدوات التي كانت تستخدم في المناسبات المختلفة «مشط القرن» الذي كان يستخدمه الرجال والنساء في البادية وكان يصنع من قرن الغزال لتقسيم وتجديل الشعر، خصوصا تجديل وتعطير شعر العروس في ليلة الحناء التي تسبق العرس. كما يعرض «طوق الجمل» الذي يعد من أدوات زينة الأبل، ويتميز بزخارفه ونقوشه الجميلة، وهو مصنوع من شعر الماعز، من خيوط بالوان ذهبية وبيضاء وسوداء وحمراء.

كذلك تستعرض القاعة إسهامات المرأة في مجالات أخرى مثل الاقتصاد؛ حيث كانت حياة سكان المنطقة في تلك الفترة قائمة على صيد اللؤلؤ، وكان الرجال يخرجون في رحلات صيد طويلة، وخلال تلك الفترة كان تتولى المرأة رعاية الأسرة وتقوم بممارسة مهام عدة لتوفير احتياجاتها، مثل ممارسة الصناعات التراثية والحرف التقليدية كالسدو، وجلب المياه من الآبار. كما تلقي القاعة الضوء على تعليم الفتيات في المجتمع وجهود مكافحة الأمية.

نقلة أخرى يقدمها جناح «أم الإمارات» لزواره؛ مستعرضا إنجازات المرأة منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، بفضل تشجيع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لها للوصول إلى أعلى المراتب التعليمية والمهنية وتحقيق التميز والنجاح، بدعم من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. حيث الزوار في ممر مغطى بصور لسيدات إماراتيات استطعن تحقيق نجاحات مميزة في مجالات مختلفة، وان يقدمن نماذج للجد والاجتهاد يقتدي بها الجيل الجديد.

في حين يسلط الجزء الأخير من الجناح على عطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وأياديها البيضاء لتشمل النساء والعائلات في مختلف أنحاء العالم، وقد شكلت أعمالها الخيرية المتعددة ومشاريعها الإنسانية الواسعة نموذجا ملهما للفتيات الإماراتيات. وتضم القاعة ركنا يحمل دعوة للزوار لتقديم مقترحات وأفكار حول كيفية إحداث تغيير في المجتمع، وكيف يمكن أن يخدم الفرد مجتمعه ووطنه، وعلقت في هذا الركن ألواح بيضاء، وتم توفير أقلام ليتمكن كل زائر من تدوين الأفكار التي يرى أنها يمكن أن تغير في المجتمع.

تويتر