كانت شاهدة على تطوّر الدولة ونموّها

الأسواق التقليدية.. مخازن التاريخ والتحف القديمة

صورة

«أقرأ عن وطني»

مساحة من المعرفة تخصصها «الإمارات اليوم» لتعريف القرّاء من مختلف الأعمار بدولة الإمارات، من خلال طرح موضوعات ترتبط بالهوية الوطنية، وتاريخ الدولة وثقافتها، وتراثها ولهجتها وإنجازاتها، وكل ما يرتبط بهوية ومكونات الدولة، والشخصية الإماراتية، وهو ما يصبّ في تحقيق أهداف نشر المعرفة والثقافة التي يستند إليها «عام القراءة».


رغم فخامة وتنوّع مراكز التسوّق الحديثة، وتضمنها لكثير من وسائل جذب الجمهور إليها، تظل للأسواق الشعبية مكانتها الخاصة لدى الناس من مختلف الأعمار، سواء من المقيمين أو الزوّار، بما تتميز به من طابع خاص، وبضائع شعبية وتراثية لا تُعرض في المراكز التجارية الحديثة.

- الأسواق الشعبية تتميز بطابع خاص وبضائع تراثية لا تعرض في المراكز التجارية الحديثة.

- الأسواق التقليدية جزء من ذاكرة المكان وسكانه فهي شاهدة على مراحل تطوّر المدن ونموّها.


السوق المركزي القديم

في عام 1968؛ تم إنشاء السوق المركزي القديم في أبوظبي، الذي خططه المهندس المعماري المصري عبدالرحمن مخلوف، وكان السوق يقع في منطقة وسط البلد، وضم في البداية 200 من المحال التجارية. ومع الوقت اصبح مركز جذب لسكان المدينة، وملتقى لكثير منهم، خصوصاً العمال من الجنسيات الآسيوية، وحتى بعد بناء مراكز تسوق وظهور محال مختلفة في أبوظبي، ظل السوق مقصداً لكثير من العائلات التي تذهب إليه مع اقتراب موعد الإجازات السنوية لشراء هدايا الأهل قبل السفر.

لا تتوقف أهمية الأسواق التقليدية على طابعها الخاص، ولكنها تعدّ جزءاً من ذاكرة المكان وسكانه، فهي شاهدة على مراحل تطوّر المدن ونموّها، ويظهر ذلك في مبانيها البسيطة المنخفضة ذات المحال الضيقة، وشوارعها التي تتخذ شكل الأزقة المتداخلة. أيضاً لم تقتصر وظيفة الأسواق قديماً على البيع والشراء والتجارة، فكانت بمثابة ملتقيات للسكان يلتقون فيها ويقضون أوقاتاً طيبة، ويناقشون فيها ما يشغلهم من موضوعات.

كانت الأسواق تشبه الحياة الاجتماعية في المكان في بساطتها، ومع الوقت وفي ظل اكتشاف النفط بدأت تتغيّر وتتطوّر مثل مختلف نواحي الحياة وأشكالها في الدولة. ويُعدّ سوق العرصة أحد أقدم الأسواق الشعبية في دولة الإمارات، وكان في ما مضى (قبل أكثر من نصف قرن) نقطة التقاء رحلات تجار البدو وجِمالهم المحملة بالبضائع. وتم إعادة ترميم السوق، الذي يحتوي حالياً على جميع المشغولات اليدوية الشرقية، وللسوق أبواب خشبية كبيرة وجدران مشيّدة من الحجر المرجاني والفوانيس المعلقة عليها. ويضم السوق أكثر من 70 متجراً تعرض الكثير من المشغولات اليدوية المحلية والمستوردة، والمقتنيات ذات القيمة التاريخية، والتحف الخشبية والصناديق العربية المطعمة باللؤلؤ، وأباريق القهوة النحاسية، والمصوغات اليدوية والمجوهرات التراثية، والعطور والبخور، والملابس المصنوعة يدوياً، والسلال المصنوعة من سعف النخيل، والأعشاب الطبية، والسجاد والهدايا التذكارية.

أيضاً تضم دبي عدداً من الأسواق القديمة التي تعدّ مركزاً مهماً للنشاط الاقتصادي، وساحة لعرض حاجات الناس، ومقصداً للقادمين إلى دبي من التجار للبيع والشراء، ويعدّ السوق الكبير في بردبي، وديرة من أكبر أسواق دبي، ويعدّان معلمين بارزين من معالمها. ويقع السوق الكبير في بردبي الذي شيّد عام 1830، في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ويضم ما يقارب 50 محلاً تقع على جانبي ممراته، وينتهي كلا جانبيه الشرقي والغربي ببوابة كبيرة. أما السوق الكبير في ديرة، فتم تشييده في عام 1850، ويعد أقدم وأهم الأسواق في منطقة ديرة، نظراً لاتصاله المباشر بالميناء الممتد على الخور، حيث يتم استقبال وتحميل السفن بالبضائع في رحلاتها البحرية إلى إفريقيا وشبه القارة الهندية، فكان السوق مسرحاً للمعاملات التجارية والتبادل التجاري، وتوفير ما يلزم أطقم السفن التجارية. وتتميز دكاكين السوق بتصميمها المعماري التقليدي، حيث تعلوها أبراج الهواء التقليدية. وبشكل عام تتميز مباني الأسواق القديمة بطابعها الخاص وبنيت بخامات من البيئة، فجميع المحال الموجودة في تلك الأسواق التي تعود لما قبل 1960 مبنية بالأحجار المرجانية أو الصدفية والمونة الجصية، وتحرص بلدية دبي على ترميم جميع المباني التراثية بالمواد نفسها المستخدمة في البناء.

وتضم أبوظبي عدداً من الأسواق الشعبية، منها سوق الخضراوات والفواكه في منطقة الميناء عبر الطريق القادم من سوق السمك، وتزخر بتنوّع لوني رائع مع استعراض الباعة لبضاعتهم خارج المتاجر. وتتنوّع خيارات الشراء هي الأخرى إلى حد كبير. أما سوق السجاد، الذي يقع على طريق الميناء قرب منطقة الميناء الرئيس، فيتميز بالمفارش اليمنية والسجاد المصنوع آلياً، ويمكن للزائر شراء منتجات تجمع بين الجودة العالية والسعر المناسب، إذا كان يعرف ما يبحث عنه بالضبط في هذا السوق. ويعكف بعض تجار السوق على صناعة وسائد وثيرة على طراز المجالس العربية التقليدية بأسعار مناسبة.

أيضاً تضم العين عدداً من الأسواق القديمة، منها سوق القطارة الذي يعود إلى منتصف القرن 20، وأعيد افتتاح السوق ليصبح مقصداً سياحياً. وسوق العين يعرف باسم السوق الرئيس، أو السوق القديم، وهو مكان متميز لاكتشاف الجو التقليدي، وقد يبدو السوق وكأنه آيل للسقوط، إلا أن له طابعاً يختلف تماماً عن الأسواق الحديثة مكيفة الهواء التي تجدها في أماكن أخرى. ويقدم سوق الزعفرانة نموذجاً يعكس الثقافة الإماراتية التقليدية، على الرغم من كونه سوقاً جديداً، فهو المقر الجديد لسوق العين القديم وقرية موبيديا، وهناك مكان مخصص للنساء فقط تدير المحال فيه نساء، ويتضمن السوق العديد من المنتجات التقليدية، مثل: العباءات التقليدية والبخور والتوابل والحنة والعود والدلة (أواني القهوة العربية).

تويتر