بعد مسيرة 7 أيام في صحراء الإمارات

بالزعفران والورود.. «القرية العالمية» تستقبل رحلة الهجن الاستكشافية

صورة

مشهد مميز عاشه رواد القرية العالمية، أول من أمس، وهم يشاهدون على مقربة من بوابة «العالم»، «قافلة» من الجمال، تسير بانتظام، يقودها رحالة، يبدو من مظاهر لباسهم أنهم مواطنون وعرب، في حين أن ملامح بعضهم لا تشير إلى ذلك مطلقاً.

350

كيلومتراً، قطعتها الهجن على مدى سبعة أيام متواصلة.

من بين المشاركين رحالة من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة المتحدة، ومصر وغيرها، إلى جانب أعضائها الإماراتيين.

معظم رواد «القرية»، لم يكونوا ملمين بتفاصيل الحكاية، وهي أن وجودهم تصادف مع لحظة وصول رحلة الهجن الاستكشافية، التي ينظمها للعام الثالث على التوالي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بعد مسيرة استمرت سبعة أيام متتالية، قطعوا خلالها 350 كيلومتراً في صحراء الإمارات.

الطلاء بالزعفران تكريماً للهجن، تلك العادة البدوية الأصيلة، كانت أول مظاهر الفرحة، التي استقبلت العائدين، الذين دخلوا محاطين بالورود والأهازيج المعبرة عن مشاعر الفرح بسلامتهم، ووصولهم إلى محطتهم الأخيرة «القرية التراثية» في قلب القرية العالمية، مروراً بالبوابة المخصصة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في حين كان في استقبالهم مدير مكتب الرئيس التنفيذي للمركز، محمد بن حريز، الذي كان أول مهنئي أعضاء «الرحلة» على العودة السالمة، قبل أن يلتقي رئيسها، خليفة بن سبعين المعمري، بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية.

المعمري، الذي اكتست بشرته سمرة الصحراء على نحو ملحوظ، عبر عن غبطته لاختياره للمرة الأولى قائداً لرحلة الهجن الاستكشافية، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «تعلمنا وصادفنا الكثير من الحقائق، التي ربما تعجز التوصيفات المطلقة عن إصابتها، فالصبر والجلد، وحسن التنظيم، والإصرار، كلها معانٍ جميلة، لكن الأجمل أن تعايشها، وتخبرها كما خبرها الأجداد، في الأماكن ذاتها التي وصلنا إليها».

«العودة السالمة» هي أبرز ما ركز عليه بن حريز، في تصريحه لـ«الإمارات اليوم»، واصفاً إياها بـ«الغنيمة الكبرى الأولى»، مضيفاً: «فوائد ومغانم رحلة الهجن الاستكشافية عديدة، وأوسع من أن نحصرها في لحظة الاستقبال، لكن تبقى السلامة هي العنصر الأهم، الذي توافر بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم حنكة قائدها وكل المشاركين فيها من مختلف الجنسيات». وتابع: «كان التنظيم متكاملاً من جميع النواحي اللوجستية، ومعايير السلامة، وحصدنا رضا وسعادة المشاركين. فالرحلة تعود بالكثير من العبر والحكم على الفرد، وتعرف المشاركون بكل أجناسهم إلى تاريخ الدولة والمنطقة وهذا ما سعينا لترسيخه، لاسيما أن من بين المشاركين ضيوفاً من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة المتحدة، ومصر وغيرها، إلى جانب أعضائها الإماراتيين». ودلل بن حريز على نجاح الرحلة بورود استفسارات كثيرة تتعلق بموعد نسختها المقبلة، والرغبة في المشاركة بها، على الرغم من أن الموعد المقبل لن يكون قبل عام من الآن، مؤكداً حرص مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على أن تكون «رحلة الهجن الاستكشافية» كل عام على خطى الأجداد، بعيداً عن مظاهر الحياة العصرية، خصوصاً الانفصال التام عن حالة الاشتباك الدائمة مع وسائل التواصل الاجتماعي طوال الرحلة.

 

تويتر