تفرغت للفن بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على الالتزام بوظيفة يومية

هند بن دميثان: مرسمي هو حياتي

صورة

تخصصت الفنانة الإماراتية هند بن دميثان في المسرح المرئي في كاليفورنيا، وعندما عادت إلى الإمارات لم تجد مكاناً تعمل به، لذا أقامت الاستديو الخاص بها في المنزل، حيث تضع كل الرسومات الأولية للأعمال، إلى جانب الأعمال التركيبية والتفاعلية. هذا الاستديو هو الأول لدميثان، ومازال موجوداً إلى اليوم، الى جانب استديو آخر في مركز تشكيل، حيث التقت «الإمارات اليوم» بها، وتعرفنا الى علاقتها بالمرسم، التي تختصرها بكلمة «هو حياتي». تمنح دميثان الكثير من وقتها للمرسم دون أن تتخلى عن الكثير من الأساسيات، لاسيما أنها تفرغت للفن، بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على الالتزام بوظيفة يومية، كونها تكسر من الحس الإبداعي لدى الفنان.

- لا أعمل من دون وجود الموسيقى لاسيما الشرقية، وتحديداً أم كلثوم، فأنا أعشق الاستماع إلى موسيقى أغنياتها.

- أستلهم أعمالي من بعض التجارب الخاصة بي، وأترجم في الاستديو ما أعيشه من تجارب.


32

دقيقة العمل الأطول لهند بن دميثان.

4

ساعات تمضيها يومياً في الاستديو للعمل والاختبار.


الإلهام الأول

أكدت هند بن دميثان أن السلحفاة كانت أساس إلهامها الأول لتقديم الفيديو آرت، لكنها لم تدرك الأمر إلا بعد تخرجها في الجامعة، وشددت على أنهم جلبوا لهم سلحفاة رقمية في صف الرابع ابتدائي، وكانت تجمع بين التكنولوجيا والفن، ولم تتوقع إطلاقاً أن تكون هي الأساس في فنها، لتقدم أعمالها الأولى عن السلحفاة.

أعمال مفضلة

على الرغم من كون هند بن دميثان تقدّم مجموعة كبيرة من الأعمال المرتبطة بالعنصر البشري، والتي تحاكي الماضي، الا أنها تحب مسألة الاختبار، فلديها مجموعة كبيرة من الفيديوهات القصيرة التي كانت عبارة عن اختبارات، ولا تعرضها لأنها تشعر أنها ليست مكتملة.

تقسم بن دميثان وقتها في المرسم من خلال قسمين، أولاً في العمل على «همزة وصل»، وهي التي تنتج من خلالها المشروعات التي تقوم بها اليوم، إلى جانب الوقت الذي تخصصه من أجل التطوير في عملها، فهي تسعى الى الاختبار في الفن، وتمنح جلّ وقتها لهذا الغرض وبغية استكشاف التقنيات الحديثة. كما أكدت بن دميثان لـ«الإمارات اليوم»، أنها غالباً ما تسعى الى أن تمضي الوقت الأطول في الاستديو الخاص بها في المنزل أكثر من الاستديو في مركز تشكيل، لكنه في الآونة الأخيرة بات شديد الزحمة، وتمضي فيه ما يقارب أربع ساعات من أصل ساعات عملها اليومية، وتمنح ساعتين للاجتماعات، ولكن خلال هذا الوقت تأخذ الوقت الكافي للصلاة والرياضة، فهي من الأمور التي لا تنحيها عن الجدول اليومي. أما التصوير فهو يتبع المشروع الذي تعمل عليه، فأحياناً من خلال الاستديو تضع الكثير من التجارب، وتشاركها عبر صفحتها على «التواصل الاجتماعي»، حيث تلتقط مجموعة من الأفلام القصيرة، وأحياناً تستغرق منها الأفلام عاماً كاملاً، علماً أن أطول فيديو أنتجته لا تتعدى مدته 32 دقيقة.

تعتبر بن دميثان أن تنظيم الوقت هو جزء من الخبرة في العمل، فكانت في السابق تنسى نفسها في العمل، لكنها اليوم باتت تعتمد نظام تنظيم الوقت لأنه قادر على جعلها أكثر إنتاجية، الى جانب الساعة اليومية التي تمضيها مع عائلتها، لاسيما والدها.

لا تعمل بن دميثان من دون وجود الموسيقى في الاستديو، لاسيما الموسيقى الشرقية، وتحديداً أم كلثوم، فهي تعشق الاستماع الى موسيقى أغنياتها، مشيرة الى أنها لا تحب الموسيقى الغربية، بل تفضل الشرقية التي تجدها تبث الكثير من الطاقة في المرء وتحفزه على العمل. كما أنها أحياناً تخرج من الاستديو الى المقهى برفقة الكمبيوتر، لأنها تحتاج الى الطاقة الموجودة في الناس والبيئة المحيطة، موضحة ان الفنان يعمل أحياناً لوقت طويل، وقد يستيقظ متعباً وبحاجة الى حركة تشعره بالطاقة كي يعمل بشكل فيه الكثير من التركيز.

يُعد التصوير جزءاً أساسياً من يوميات بن دميثان، وإن لم يكن لمشروع فني، لهذا عندما تكون في رحلات أو في زيارة لأماكن عديدة، تقوم بتصوير فيديو لدقائق، وتعمل على إنتاج الفيديو من خلال التطبيقات الحديثة المستخدمة عبر الهاتف، الى جانب العدسات الخاصة بالهاتف، التي تتواجد معها في الحقيبة أينما ذهبت، منوهة بأن التصوير متاح لكل الناس، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي الجميع يعرض صوره، ولكن الفنان يبرز اختلافه من خلال الأشياء غير التجارية، فالزاوية التي يأخذها الفنان، وكذلك الرؤية والتقنيات، كلها عوامل تمنحه التميز.

تستلهم بن دميثان الأعمال من بعض التجارب الخاصة بها، فهي تترجم في الاستديو ما تعيشه من تجارب، فمثلاً عمل «الإدراك المتأخر»، قدمته بعد عودتها من أميركا، وبعد أن بدأت تقرأ كتب المسرح العربي، والأدب العربي، حيث أدركت متأخرة جماليات النصوص العربية في المسرح والشعر والأدب، بعد أن كانت قارئة للمسرح والأدب الغربي فقط. أما أعمالها الأولى، فكانت ذات صبغة تفاعلية، حيث أدخلت العنصر البشري بشكل أساسي في العمل، وهذا ما جعلها تعود للعمل المسرحي لفترة.

يوجد في الاستديو راديو يأخذ شكل قطع الانتيك، وأوضحت بن دميثان أنها تعشق قطع الانتيك، فهي لديها هوس في التلفزيونات القديمة الشكل، ولديها مجموعة كبيرة منها اشترتها من الأسواق الشعبية، مشيرة الى أنها تميل للأشياء البسيطة والشعبية، وكذلك تعشق المدن ذات الشكل الشعبي، فتعد زيارتها الى الهند من أفضل الزيارات التي قامت بها.

تويتر