مواطنة قضت 20 عاماً في التعليم ثم اتجهت للسوق

«أم حمدان» تتغلب على ضجر التقاعد بافتتاح مطعم

«أم حمدان» حذرت أبناء الوطن المتقاعدين من الاستسلام للفراغ. الإمارات اليوم

استطاعت المواطنة (أم حمدان) التغلب على عطالة التقاعد باقتحام مهنة ظلت حكراً على الرجال، عندما استثمرت في مجال المطاعم وحققت في ذلك نجاحاً مذهلاً.

وتقول (أم حمدان) «مما لاشك فيه أن البداية لم تكن سهلة، وإنما كانت مصحوبة ببعض المصاعب التي من أبرزها عدم قناعة الأهل بالاستثمار في مجال المطاعم، ليس لأنها مهنة يحتكرها الرجال فحسب، وإنما كانت حجتهم أيضاً في ذلك عدم الحاجة إلى البحث عن المال، لكنهم سرعان ما اقتنعوا بوجهة نظرنا التي مفادها عدم السعي لكسب المال، وإنما شغل الفراغ الناجم عن التقاعد من خلال الحفاظ على جزء من تراثنا الشعبي، وفي الوقت نفسه ممارسة هواية الطبخ».

استثمار التقاعد

كغيرها من بنات الإمارات تثمن (أم حمدان) عالياً جهود الدولة، ومنحها الفتاة الإماراتية كامل الحقوق، حيث فتحت لها أبواب العلم انطلاقاً من رؤية القيادة التي تنظر إليها باعتبارها إحدى ركائز المجتمع المهمة، وعنصراً فاعلاً في تحقيق التنمية، وانطلاقاً من تلك القناعات وفرت لها الوسائل التي تمكنها من التميز في خدمة بلادها، وتبوؤ أعلى المراتب القيادية في جميع مجالات الحياة، ونصحت (أم حمدان) أبناء وبنات الوطن بعدم الاستسلام للتقاعد، وباستثمار الفراغ الناجم عن ذلك في المشروعات التي تفيدهم وتفيد المجتمع.

التعليم قبل الطبخ

قبل الخوض في مجال المطاعم كانت (أم حمدان) تعمل في مهنة التدريس التي مكثت فيها 20 عاماً، وعندما تقاعدت قبل سبع سنوات تركت وراءها سجلاً حافلاً بالنجاحات المهنية، بل صعدت منصة التتويج مرات عديدة عندما فازت بجوائز التكريم، مثل «جائزة خليفة للتميز» و«حمدان للتميز».

وبحسب (أم حمدان) فإن تقاعدها من وظيفة التدريس كان نتيجة عدم وجود شاغر يمكنها من شغل وظيفتها الجديدة، وهي «موجهة مرحلة»، ولأنها تتمتع بالقدرة على العطاء وروح الابتكار رفضت أن تجلس في بيتها عاطلة، فاتجهت باحثة عن مجال عمل آخر يمكنها من استثمار وقتها وتحقيق طموحاتها الشخصية قائلة «لم أنتظر طويلاً فوجدت في هواية الطبخ التي أجيدها الهدف المنشود الذي بلغ ذروته بدخول زوجة أخي (أم سعيد) شريكةً معي»، محذرة في الوقت نفسه «أبناء الوطن المتقاعدين من الاستسلام للفراغ طالما هم يتمتعون بقوة الإرادة على العطاء في ساحة العمل، فالدولة لديها العديدة من المشروعات المتخصصة لدعم جهود المواطن المنتج».

في البدء اتخذت (أم حمدان) وشريكتها (أم سعيد) من المنزل ساحة لصناعة المأكولات الشعبية وتلبية طلبات الزبائن، لكن بإمكانات محدودة، ومع مرور الوقت اكتسبتا معاً الخبرة التي مكنتهما من إدارة العمل بالصورة المطلوبة، وتكونت لديهما قاعدة من الزبائن، وهو ما شجعهما على المضي قدماً في تطوير مهارات فن الطبخ وفق المواصفات الحديثة.

«صندوق خليفة»

وتتابع (أم حمدان): «في ضوء ما تحقق لنا من النجاح تملكتنا القناعة بأن عملنا لا يمكن أن يستقيم إلا بوجود مقر دائم، بيد أن تلك الطموحات كانت تحتاج إلى إمكانات مادية واسعة لم تكن وقتئذ متوافرة لدينا، علاوة على عدم وجود الكوادر البشرية المؤهلة جيداً في مجال أعمال الطبخ، لكن رائحة النجاح التي تحققت مع بداية انطلاق عملنا فتحت شهيتنا لعدم الاستسلام لمصاعب تطوير العمل فاتجهنا إلى (صندوق خليفة لتمويل المشاريع) الذي منحنا قرضاً مناسباً من غير فوائد، مكننا من استئجار مقر دائم أطلقنا عليه (مطعم الوليمة)، واستخرجنا رخصة لمزاولة العمل، ثم جلبنا المزيد من العمالة ووفرنا الخدمات المصاحبة، مثل المواصلات والنظافة، وفي غضون فترة وجيزة تمكنا من بناء قاعدة واسعة من الزبائن الذين وجدوا عندنا كل ما يروق لهم من المأكولات الشعبية وغير الشعبية، بنكهة مغايرة لما في المطاعم الأخرى».

وتكشف (أم حمدان) عن سر نجاحها وشريكتها قائلة «بالنسبة لنا فإن المهنة من صميم هواياتي المحببة، ولأنني من بنات الإمارات فأنا أفهم جيداً نكهة الطبخ الذي يشتهيه الناس، وعلاوة على ذلك يكون الإشراف بصورة مستمرة على سير عمليات الطبخ وهو الأمر الذي يلزم فريق العمل بتنفيذ التوجيهات المتعلقة بالمقادير المعدة للطبخ، فأكثر ما يميزنا عن غيرنا النكهة التراثية والبهارات التي نحرص على جودتها ونظافتها».

تويتر