أحيا «ليلة الصعود الأول» في أمسية شهدت تأهل الأحبابي

فايز السعيد: «يولة فزاع» منصّة مثالية للفنان الإماراتي

صورة

لايزال الفنان فايز السعيد، الملقب بسفير الألحان الإماراتية، الفنان الأكثر ارتباطاً ببطولة فزاع لليولة، وتحديداً منذ اقترانها بقلعة الميدان في القرية العالمية، الموقع الذي بدأت معه إطلالة مختلفة عن دورتها الأولى، ليصبح لها أغنية ولحناً يطلان بنغم مغاير كل عام، لكنه لا يخرج عن نمط اللون المحلي الأصيل المرتبط بإيقاع اليولة الشعبي.

بين مشاركتين

بين مشاركتين متابعتين، كبر المتسابق سيف سهيل السماحي، الذي انتقل من المنافسة في بطولة الناشئين، بنسختها الأخيرة العام الماضي، إلى المشاركة في بطولة فزاع للكبار في الجولة، التي استضافتها قلعة الميدان، مساء أول من أمس.

أداء السماحي اتسم بالنضج «المبكر» والرصانة، حسب أعضاء لجنة التحكيم، وتمكن المتسابق الصاعد، الذي حقق المركز الرابع في بطولة الناشئين، من أن يكون نداً قوياً لزملائه «الكبار»، بل وانتزع تصفيق الجمهور عبر ثلاث رميات ناجحة قرع بها جرس البطولة، لتمنحه لجنة التحكيم الدرجة الأكبر في البطولة حتى الآن وهي 49 علامة كاملة.

«لدبي».. ثانية

مرة أخرى يعود الشاعر أحمد المناعي بقصيدة عنوانها «لدبي»، عبر استضافته في الفقرة الشعرية للبطولة، وهو ما فسّره المناعي بأنها «الجزء الثاني من القصيدة، التي حملت الاسم نفسه، وألقاها على جمهور الميدان في الدورة السابقة».

وأضاف: «هذه المشاركة الثانية لي في البرنامج عبر الجزء الثاني من قصيدة (لدبي)، التي أهديها لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي..

وسعيت في القصيدة للتعبير عن المشاعر التي تغمر كل مواطن وكل محب لدبي، وتترجم مشاعر فياضة، امتناناً لما وصلت إليه دبي من مكانة نفتخر بها».

وحلّ السعيد، الليلة قبل الماضية، ضيفاً على الفقرة الفنية لبطولة فزاع لليولة، في جولة توصف بأنها «ليلة الصعود الأول»، كونها تكشف اسم أول متسابق يتمكن من انتزاع أولى البطاقات المؤهلة لنهائيات البطولة، الذي كان حمدان الأحبابي.

لكن مشوار السعيد مع البطولة هذا العام، لم يبدأ في هذه الليلة، حسب إشارته، فالسعيد الذي اعتاد أن يضع ألحان الأغنية الرئيسة للبطولة في كل عام، كان جاهزاً بجديده، عبر لحن الأغنية الرسمية للبطولة هذا العام، قبل أشهر، وهي من كلمات الشاعر سعيد بن مصلح الأحبابي، ليقوم بغنائها الفنان ميحد حمد، وهي أغنية «الله على دبي»، التي يتنافس المتسابقون على عرض مهاراتهم على أنغامها في كل فقرة.

صون التراث

قال السعيد لـ«الإمارات اليوم»: «أحرص أن أكون في هذه المنصّة التراثية الملهمة والمهمة للفنان الإماراتي، لما تشهده من رعاية واهتمام كبيرين من قبل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي يولي أهمية كبيرة لكل ما من شأنه الحفاظ على الهوية الوطنية، وصون التراث، والتحفيز على ممارسته ومتابعته من قبل الأجيال الجديدة، لضمان بقائه نابضاً حياً».

وأكد السعيد أن «البطولة تقدم فرصة كبيرة للمطرب الإماراتي للقاء جمهوره وعرض جديده، في ظل بطولة تشهد اهتماماً ومتابعة جماهيرية وإعلامية واسعتين».

وأبدى إعجابه بالتطورات التي أدخلت هذا العام على قلعة الميدان، مضيفاً: «المبهر أننا أمام لوحة تراثية خاصة قادمة من عبق المورث، تقدم برؤية عصرية توظف وتسخر التقنية لخدمة هذا المشهد المفعم بالخصوصية المرتبط بالهوية، من خلال تقديم فن إماراتي أصيل، في سياق لوحة فنية تحتفي بالمورث في كل تفاصيلها».

وتابع السعيد: «أدقق كثيراً في اختياري لما سأقدمه للجمهور عبر منصّة (الميدان)، وأحرص على أن يكون العمل المختار ذات خصائص مناسبة للون الشعبي، وهو الأنسب بكل تأكيد لهذه الأجواء التراثية البديعة».

وأضاف: «اخترت أغنيتين جديديتن أنجزا خصيصاً لـ(الميدان) هما: (عيونا جارحة) من كلمات ركاض بن عبدالله العامري، وأغنية (عيال زايد) وهي من كلمات ناصر النيادي».

جمهور.. ومنافسات

وشهد مسرح المنافسات في الجولة الثانية، التي احتضنتها قلعة الميدان بالقرية العالمية، حضوراً جماهيرياً كثيفاً قبل أن يعلن مقدم «الميدان»، الذي تم نقله مباشرة على شاشة «سما دبي» مسلم العامري، نتائج تصويت أول المتأهلين، وهو حمدان حمد بن مصلح الأحبابي، من مجموعة خليفة بن سبعين المحرمي، ليكون أول المتأهلين للمرحلة الثانية بالنهائيات.

وتفوّق الأحبابي على حمد ثاني عبيد بالكديده الفلاسي، وسعيد عبيد سعيد الوهيبي، من سلطنة عُمان، اللذين ودعا المنافسات وسط هتافات الجماهير.

وجاءت بداية الجولة الجديدة مع محمد علي سيف سويدان القايدي، من مجموعة حمد بالعوس الدرعي، الذي تميز بفنون اليولة الأرضية والاستعراض بالسلاح، لكنه عجز عن قرع الجرس، على الرغم من محاولاته.

وقدم المتسابق عبدالرحمن محمد السراح، من مجموعة راشد الخاصوني، فاصلاً من المهارات المتنوعة، ونجح في المحاولة الأولى بقرع الجرس، لكنه لم يتمكن من التقاط السلاح لاحقاً، لما أفقده بعض الثقة، وأدى ذلك إلى سقوط السلاح منه في الحركات الأرضية، ليعود بقوة وبثقة كبيرة، ويتمكن من قرع الجرس ثلاث مرات متتالية، ويرفع مجموع قرع الجرس إلى أربع مرات، لكن السلاح سقط منه مجدداً، ليعود وينجح بالتعويض، حينما اختتم عرضه بقرع الجرس للمرة الخامسة بنجاح، ليحصل على 48 درجة.

وكان ثالث المشاركين في سيف سهيل سيف السماحي، الفائز بالمركز الرابع في بطولة فزاع لليولة الصيفية للناشئين بموسمها الأخير، ضمن مجموعة خليفة بن سبعين المحرمي، وأبدع السماحي في إبراز مهاراته وتناقل السلاح بكل خفة وحرفية ودقة، ونجح في قرع الجرس ثلاث مرات متتالية لينال 49 درجة، وهي العلامة الأعلى في هذه الجولة.

من جانبها، قالت مديرة إدارة البطولات البطولات بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش: «تجسد منافسات اليولة مبادرات المركز لتعزيز وترسيخ الفنون التقليدية والتراثية، بأبهى حُلة، عبر الجمع بين روعة أداء المتنافسين الذين يقدمون العروض التي ارتبطت تاريخياً بالدولة والمنطقة، مع المزيج من الترتيبات الإلكترونية الحديثة، والمسرح المجهز بشاشات العرض، التي تمنح الجماهير الفرصة لمتابعة المنافسات بأسلوب أنيق يجمع بين الأصالة والحداثة».

وأشادت بأداء متسابقي الجولة الثانية، مضيفة: «ما قدمه الفرسان الثلاثة في الحلقة الثانية، سيرفع دون شك من مستوى المنافسات والتحدي، وتجعلنا نترقب عروضاً أقوى في الحلقات المقبلة، نظراً لرغبة كل مشارك في تقديم أفضل ما لديه من مهارات».

النصحية الأهم

من جهته، أكد راشد الخاصوني، عضو لجنة التحكيم، أن «تقييم المشاركين ومنحهم العلامات النهائية، يتم وفقاً لعوامل أساسية، بما فيها طريقة المشية على الأرض، وكيفية تأدية الحركات والتحكم بالسلاح، إلى جانب محاولات قرع الجرس، لتكتمل جميعها من أجل تحديد العلامة النهائية، التي يسعى كل محكم إلى أن يضعها بناء على رؤيته وتجربته الطويلة في اليولة، إلى جانب مراقبة كل مشارك لتقديم النصائح له للاستفادة منها، والعمل على تطوير مهاراته الفردية».

وأوضح الخاصوني أن «النصحية الأهم دائماً لكل مشارك أن يركز على ما يبرع فيه، ويحاول أن يبرز المهارة المتخصص بها، وعدم القيام بحركات غير معتاد عليها، من أجل الظهور بكل أريحية وثقة على مسرح المنافسات».

تويتر