شواطئ الرمال الذهبية إلى الأصداف الصخرية والواحات الخضراء

المغرب.. أرض الطبيعة والتراث والنكهات

صورة

قليلة هي البلدان التي تتمتع بتنوع طبيعي مثل المغرب، تنوع جيولوجي ونباتي وحيواني، إضافة إلى تنوع المناظر الطبيعية الخلابة، وتعدد التراث الحضاري والبشري. من سلاسل الأطلس الجبلية إلى سلاسل الريف، ومن السواحل المتوسطية إلى السواحل الأطلسية، ومن شواطئ الرمال الذهبية إلى شواطئ الأصداف الصخرية، ومن كثبان الجنوب الرملية الواسعة إلى الواحات الخضراء، حيث تفسح الطبيعة المجال لخيال واسع لا حدود له.

يوجد في المغرب أكثر من 4000 صنف من الأشجار البرية، بما في ذلك بساتين الفاكهة اللذيذة، التي يطلق عليها اسم شجر المستنقعات، التي تترعرع في مرتفعات الأطلس، يبلغ طول جذع شجرة الأرز 40 متراً، أما خشبها فيعتبر من أجود أنواع الخشب، وهو المفضل لدى حرفيي الخشب لصنع أفضل أنواع الأثاث المنزلي الفاخر، وتشتهر شجرة الأرز كذلك بطول عمرها، إذ إن شجر الأرز الذي ينمو في الأطلس المتوسط عاش أكثر من ثمانية قرون.

الرباط الأنيقة

الرباط عاصمة المملكة، وهي محطة ساحرة، يمتزج فيها الهدوء والسكون مع الأناقة وأسلوب العيش، فالرباط مدينة حديثة بامتياز، حيث حافظت على جانبها الأصيل، ومزجت بأناقة بين قلبها التاريخي ومدينتها الحديثة.

وتعود أولى آثار الإنسان بالرباط إلى القرن الثامن قبل الميلاد في الموقع الحالي لشالة. فقد أعطى الرومان هذه التسمية للمكان انطلاقاً من الكلمة اللاتينية «SALA» التي تعني «الحصن»، حيث قاموا بإنشاء ميناء نهري، اختفى مع نهاية حكم الإمبراطورية الرومانية.

واستطاعت مدينة الرباط النمو والتقدم بطريقة متناغمة، إذ إن الدقة الهندسية واضحة في كل مكان، سواء في شوارعها الواسعة التي تحيط بها الأشجار والزهور، والمباني نادراً ما تتجاوز خمسة طوابق، وكذلك أحياء إدارية وسكنية تنعم بالهدوء.

وتعد بقية صومعة حسان خير شاهد على ضخامة مسجد كان سيشكل أحد أكبر المعالم في العالم الإسلامي. فقد تم وقف بنائها بعد وفاة مؤسسها سنة 1199، إذ زادت تضرراً من جراء زلزال لشبونة سنة 1755، وقد كان المسجد يضم ساحة كبيرة شيدت فوق أحواض عميقة تمتد إلى أسفل المئذنة، وكذا قاعة كبيرة مكونة من أعمدة، حيث يتناسق 312 عموداً و42 عموداً من الرخام تشكل 19 سفينة، دون احتساب الشرفات الجانبية.

الدار البيضاء

زيت أركان

لا تنبت شجرة أركان الخالدة، ذات الجذوع الشوكية القصيرة، في أي مكان آخر غير ساحل منطقة سوس ماسة درعة في نواحي أكادير، والتي تم ترتيبها ضمن التراث الطبيعي من طرف منظمة اليونسكو. تغلف ثمرتها نواة تحتوي على زيت يعد الأغلى، لفوائده التجميلية والغذائية.

منافع حصرية تتوافر في زيت الأركان الغني بحامض دهني خالص و«أوميغا 6» و«فيتامين هـ» على خصائص مهمة مضادة للأكسدة تحارب شيخوخة البشرة. يستعمل للعناية بالبشرة والجسم والشعر والتدليك، كما تستعمل في المطبخ لتضفي لمسة سحرية على السلطات والأطباق الحلوة، أما مزاياها الغذائية فهي لا تعد ولا تحصى مقارنة بزيت الزيتون.

بعد بزوغ الفجر، تستفيق الدار البيضاء، فنلاحظ ازدحام سيارات الأجرة الصغيرة الحمراء، في العاصمة الاقتصادية، رئة الاقتصاد المغربي، وساهمت المدينة في تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة، من خلال نشاط الميناء، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، ما أدى إلى تكون مدينة حديثة، تسمى الآن العاصمة الاقتصادية للمملكة.

في الدار البيضاء، كل حجر في كل حي يروي تاريخاً، فطوال زيارتك للمدينة تمر بعصور متعددة، حيث يختلط شعور الماضي والحاضر معاً. أمام المرفأ، نجد سكالا، وهي قلعة محصنة، بناها السلطان محمد بن عبدالله في القرن الـ18.

ويعد مسجد الحسن الثاني أكبر مسجد في العالم من بعد مسجد مكة المكرمة ومسجد المدينة المنورة. حيث تمّ بناء جزء من هذه التحفة المعمارية على سطح الماء، بناء على طلب الملِك الراحل الحسن الثاني.

فاس الساحرة

عندما تستقبل أعرق المدن المغربية ضيوفها، فهي تقاسمهم أحلى أساليب الحياة، وبكونها متحفاً مفتوحاً، تنافس فاس مدن فينيسيا وفلورنسا وأثينا كتراث عالمي حي، بروعة قصورها وغنى متاحفها ورفعة مدارسها.

ونجحت فاس، المركز العلمي والثقافي للمملكة، والمدينة المتعددة الوجوه، في الإبقاء على رونقها، فأولويتها الحفاظ على تقاليدها وعلى روح أحجارها القديمة. أما مدينتها القديمة التي صنفتها منظمة اليونسكو كإرث إنساني عالمي، فقد عرفت كيف تحافظ على أصالتها وطابعها الأصلي منذ أكثر من 1200 سنة.

مراكش لؤلؤة المغرب

يلفت النظر تباين ألوان المدينة، بأسوارها من الطين الوردي، وجدرانها المغطاة بالنباتات، حيث تظهر باقات من النخيل والخضرة، مشهد رائع وسط قمم الأطلس الكبير المغطى بالثلوج، تحت سماء صافية زرقاء، توحي بالطبيعة الحقيقية لمراكش، واحة خصبة مشمسة، حيث تفوح رائحة الزهور، كالياسمين أو زهرة البرتقال التي تنبعث من الحدائق النضرة.

داخل أسوار الطين هذه، وفي ظلال الأزقة المكتظة، التي تتخللها أشعة الشمس، تعم حركة كثيفة ممتزجة بهتافات وأصوات وألوان زاهية ورائحة خشب الأرز والتوابل، كل هذه الأصوات والألوان والروائح تجتمع لتؤلف سيمفونية مذهلة.

مراكش مدينة أسطورية، عاصمة ثقافية وملهمة للفنانين، كما أنها تحتوي على صالات للعرض، مهرجانات ومعارض، مراكش بمشاهيرها وقصورها الباذخة ولياليها الراقية.

مكناس.. أرض العجائب

نقطة التقاء بين الهضاب الأطلسية والمرتفعات الشرقية، وبين الأطلس المتوسط الشمالي والتلال الريفية، تنعم بروعة التناقض الطبيعي.

ويجذب سحر هذه المدينة العريقة زوارها، وتعد المدينة القديمة بمكناس تراثاً عالمياً للبشرية، حيث الاختلاط بين العظمة التاريخية ونعومة العيش والنكهات الأصيلة.

وتسحر مكناس بجدرانها الكبيرة، وقصورها الفخمة، والقصبة والمساجد والمدارس الدينية، والحدائق والأحواض المائية والمتاحف. وتعبر الثروة المعمارية بمكناس عن روعة التحفة المنجزة لعشاق التاريخ.

إفران

يعد إفران المكان المفضل لدى كثير من السياح الذين يزورون المغرب، حيث تقع على علو 1650 متراً، وتعد إفران «سويسرا المغرب»، وذلك نظراً لأسلوبها الحضري الشبيه بأوروبا (البيوت الحجرية وسطوح القرميد الأحمر).

وتتوافر المدينة على ممرات واسعة، ما يعطيها طابعاً جميلاً وطبيعياً. فعشاق صيد سمك الترويت، والمشي مسافات طويلة، سيقدرون روعة المشهد الهادئ والجميل، وفي فصل الشتاء يمكن للمتزلجين التوجه إلى سفوح المحطات القريبة: «ميشليفن» 2036 متراً و«جبل حكة» 2104 أمتار، التي تبعد 17 كيلومتراً و27 كيلومتراً على التوالي جنوب إفران.

تويتر