كشف عن مهرجان دولي يستوعب إبداعات الشباب

جمال الشريف: دبي عاصمة مستقبلية للإعلام الرقمي

قمة الإعلام الرقمي الأولى ناقشت آفاق الإعلام الجديد وآليات عقد شراكات جديدة خلال المرحلة المقبلة. تصوير: مصطفى قاسمي

قال رئيس لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، جمال الشريف، إن هناك استراتيجية متكاملة، تسعى لها مؤسسات رسمية عدة، لترسيخ مكانة دبي عاصمة مستقبلية للإعلام الرقمي.

وأضاف الشريف، لـ«الإمارات اليوم»، أن صناعة المواد المصورة تتجه بشكل متسارع - أكثر من أي وقت مضى - إلى الإعلام الرقمي، الذي أصبح مستقطباً لقطاعات وشرائح واسعة، ما استدعى تغيير الكثير من الخطط والأهداف، التي اعتمدتها لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، على نحو ينسجم مع استراتيجية إمارة دبي 2020.

مركز للمواهب

كشف رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، جمال الشريف، أن هناك اتجاهاً لتأسيس مركز متخصص لتدريب الكوادر الإماراتية والخليجية، للعمل في مجال صناعة الإعلام الرقمي.

وأضاف، لـ«الإمارات اليوم»: «نسعى الآن لعقد شراكات مع كبريات الشركات العالمية، لاستقطاب خبرات يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، حيث تم اختيار مقر في مدينة دبي للإنتاج السينمائي لهذا الغرض».

وأكد الشريف قدرة البنية التحتية لإمارة دبي، بما في ذلك الخدمات المتقدمة التي تقدمها مدينة دبي للإنترنت، و«دبي للاستوديوهات»، وغيرهما من المؤسسات ذات الصلة، على استيعاب تلك الصناعة، والانطلاق بها نحو آفاق جديدة في المنطقة.

وكشف الشريف عن التجهيز لمهرجان دولي، يتضمن لجان تحكيم متخصصة، وجوائز في فروع مختلفة، تستوعب إبداعات الشباب في مجال الإعلام الرقمي، سيتم الإعلان عن تفاصيله خلال المرحلة المقبلة.

وتابع: «تمتلك دبي بنية تحتية متطورة، قادرة على استيعاب مختلف المشروعات المرتبطة بصناعة الإعلام الرقمي، سواء في ما يتعلق بالمشروعات الكبرى، أو المتوسطة، أو الصغيرة، ليبقى التحدي متعلقاً باستيعاب ذوي المبادرات الملهمة والمتميزة وتطويرها، فضلاً عن إيجاد آليات للربط بين تلك المكونات، وفق منظومة تراعي البعد الاقتصادي والتسويقي، وغيرهما من معطيات أي صناعة مستقلة».

جاء ذلك على هامش مؤتمر قمة صناعة الإعلام الرقمي، الذي أقيم تحت عنوان «عقد الصفقات في قطاع الإعلام والمحتوى الرقمي»، واستضاف فعالياته، أمس، فندق «دبليو - مدينة الحبتور» بدبي، ونظمته لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وتحدث فيه بشكل رئيس، إلى جانب الشريف، كل من: ميثاء بوحميد، المدير التنفيذي للتسويق في سلطة دبي للمجمعات الإبداعية، والسعودي قسورة الخطيب الرئيس التنفيذي لشركة «يوتيرن»، الذي يدير أكثر من 50 قناة تستحوذ على 33 مليون مشاهد، على موقع «يوتيوب»، ووسام ويك، رئيس مشاريع وكالة المواهب المتحدة في أميركا، وفيليب ألبيرستات، الشريك والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة كونتند، وآن سيم.

وتابع الشريف: «هناك ما يزيد على 50% من المتفاعلين مع الإعلام عموماً، يلجأون إلى الإعلام الرقمي عبر شبكة الإنترنت يومياً، كما أن هناك تواتراً كبيراً في نسبة اعتماد العلامات التجارية على هذا الإعلام، من أجل الترويج لمنتجاتها، وفي المقابل هناك العديد من المنصات التي تستوعب هذه النتاجات وتبثها، قبل أن يُعاد انتشارها من خلال المستهلكين أنفسهم».

وشدد الشريف، في الوقت نفسه، على أهمية دراسة التعاطي المختلف مع الواقع الجديد الذي يفرضه الإعلام الرقمي، مضيفاً: «هناك الكثير من الثوابت التي أبدلها الإعلام الرقمي، فلم يعد مقبولأً بالنسبة للمستغرقين في هذا النوع من الإعلام، أن تفرض عليهم منتجاً ضعيفأً أو غير مرغوب فيه، وسط كم كبير من الخيارات والبدائل، لذلك هناك حاجة إلى توازن حقيقي تقترن فيه فائدة المحتوى بجاذبيته، وقدرته على إقناع متلقيه».

من هنا رأى الشريف أن هناك حاجة ماسة لفهم تجارب الإعلام الرقمي، سواء في ما يتعلق بالجوانب التقنية، أو الإبداعية، وهو ما يسعى إلى توفيره ملتقى صناعة الإعلام الرقمي.

واستعرض الرئيس التنفيذي لشركة «يوتيرن» للترفيه، قسورة الخطيب، تجربته في الإعلام الرقمي، منطلقاً من مسلمة رئيسة، مفادها أن هناك «جماعة بشرية هائلة، لا تنتمي إلى جيل بعينه، أصبحت مستغرقة تماماً في الإعلام الرقمي»، مشيراً إلى أن هؤلاء لا يقبلون وصاية تؤطر ما يشاهدونه أو يتواصلون معه في إطار أو بوتقة محصورة، لأنهم في الأساس منفتحون على العالم، ويمتلكون كل الخيارات المتاحة.

وتابع: «أذاب الاتصال الرقمي شعور الانتماء لمجتمع خاص، فمجموعات فن بعينه، يجمع عشاقه ومحترفين من أي مكان في العالم، دون الالتفات لأي حدود جغرافية، كما أن الحديث عن المشاهير وتتبع أخبارهم، لم يكن في أي مرحلة سابقة مثلما هو حادث الآن، بفضل الإعلام الرقمي».

وأشار قسورة إلى أنه يهدف، من خلال شركته الخاصة، إلى زيادة المحتوى العربي المتوافر عبر الإعلام الرقمي، في مقابل الطغيان الواضح للمحتوى الأجنبي عموماً، على نحو لا يتناسب مع الإقبال الكبير لدى مختلف الشرائح في المنطقة العربية على استخدام المحتوى الرقمي.

وتحدث الخبير في الإعلام الرقمي، سام ويك، عن تجربته الممتدة مع شركات أميركية كبرى عدة في هذا المجال، كاشفأً عن أنه اختار، أخيراً، دبي لتأسيس مشروعه الجديد، الذي سيستفيد فيه من هذه التجربة الممتدة من الاستثمار في الإعلام الرقمي. ورأى ويك أن عصر شبكات التلفزيونات المعتمدة على خدمات «الباقات» قد انتهى، مضيفاً: «لماذا تدفع لـ500 قناة، ثم تشاهد 17 منها فقط، وهذا هو السؤال الذي التفتت له صناعة الإعلام الرقمي المدفوع».

تويتر