مبادرة هدفت إلى تحفيز الأطفال للتعبير عن واقعهم اليومي

لاجئون أطفال يوثقون آلامهم بـ11 فيلماً

صورة

قصص مختلفة يرويها الأطفال السوريون الذين يعيشون في مخيمات اللجوء، عبر مجموعة «أفلام من صنع الأطفال اللاجئين»، حيث وجدوا فيها طريقة للتعبير عن رؤاهم وأحلامهم بتلك الأفلام التي عرضها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل الذي تقدمه مؤسسة «فن»، ويختتم فعالياته.

وضمت قائمة «أفلام من صنع الأطفال اللاجئين» 11 فيلماً، وهي المبادرة التي أطلقها المهرجان في دورته الماضية، حيث جاءت هذه الأعمال متنوعة في حبكتها ونصوصها وحكاياتها التي يرويها أطفال سوريون ذاقوا مرارة اللجوء، وقد جاءت هذه الأفلام نتاج ورش عمل هدفت إلى تحفيز الأطفال اللاجئين على التعبير عن واقعهم اليومي وقضاياهم، مشرعةً الأبواب أمامهم لاستكشاف إبداعاتهم ومواهبهم، ليأتي ذلك متسقاً مع طبيعة توجهات المهرجان الذي أضاء الطريق أمام الأطفال بعرض أعمالهم أمام جمهور المهرجان.

ضمن هذه الفئة يقدم السوري محمد رامي فيلمه «بين الخيمة والزريبة» الذي ينشد فيه الدفء الأسري ويرى أنه القاسم المشترك الوحيد بين المنازل في سورية ومخيم اللاجئين في لبنان، في حين حاولت السورية راما شربجي أن تقدم نظرتها الخاصة حول الاعتقال والضياع في فيلمها «أحمد»، بينما نتابع في فيلم «أصدقاء للأبد» من إخراج مجموعة من الناشئة اللبنانيين، ما خلص إليه ستة من الشباب اللبنانيين الذين تضررت حياتهم جراء الصراع الدائر في الدول المجاورة، والذين اجتمعوا معاً في ورشة عمل لدراسة العلاقة بين صناعة الفن ومرونته.

ما يواجهه اللاجئون السوريون الشباب من إحباط شكل القاعدة الأساسية التي بنى عليها السوري يوسف الشمالي فيلمه «الزيز»، أما المخرجة بشرى دياتي، ففضلت في فيلمها «عالموضة» أن تسلط الضوء على لاجئة سورية شابة تعيش في بيروت وتجري مقابلة مع عدد من اللاجئين السوريين الشباب في لبنان حول أحدث اتجاهات الموضة. الشابة آية العواد اختارت في فيلمها «فرصة جبرية» أن تتناول قصة لاجئة تجبرها الظروف على التوقف عن دراستها، لتكتشف أن أقرانها اللاجئين يمرون بمثل ظروفها.

مأساة اللاجئين تظهر بشكل جلي في فيلم الطفل نادي الذي حمل عنوان «جبل محسن وباب التبانة»، الذي يدور حول طفل يسرد قصة مقتل أمه في حادث إطلاق نار متبادل بين اثنين من أحياء مدينة طرابلس، شمال لبنان. فيلم «خلينا ندرس مع بعض» شكل السر الذي جمع كلاً من الأطفال دلشان ودياب وسوزفين ومحمود وأماسي ولين وقصي ولاما وجميل وأمل، الذين ينحدرون من مناطق مختلفة في سورية.

في المقابل، نرى أن محمد السعيد حاول في فيلمه «المرجلة عالتنين» رصد الحياة اليومية لمحمد وموسى، وما يتعرضان له من مضايقات وتهديدات يومية في شوارع بيروت، بينما لم يجد محمد شربجي أحداً غير الكاميرا ليبوح لها بأعمق أسراره، وهو ما يصوره لنا في فيلمه «الاعتراف»، ليأخذنا محمد صياح هيلم الذي طالما حلم بأن يكون مهندساً، في فيلمه «الشحاطة السورية» في رحلة طويلة يقارن فيها بين حياته في سورية وما وصل اليه حاله في لبنان.

وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير فن، ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل: «أفلام الأطفال اللاجئين تأخذنا إلى أماكن عدة تفيض بالألم ومرارة العيش، وهي تعبر عن وجهات نظرهم للظروف والواقع الذي يعيشون فيه». وتابعت جواهر القاسمي: «للعام الثاني على التوالي يفتح مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل المجال أمام الأطفال اللاجئين للتعبير عن واقعهم من خلال سلسلة أفلام يصنعونها بأنفسهم، ويعكسون فيها طبيعة الظروف التي يعيشونها في مخيمات اللجوء، وقد استقبلنا هذا العام مجموعة جيدة من الأفلام التي تعكس بالفعل واقع هؤلاء الأطفال».

يذكر أن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل عرض في نسخته الرابعة نحو 121 فيلماً من مختلف دول العالم.

تويتر