بعضها يقتل الصياد بالصعقة الكهربائية.. والبعض يطارده 10 كيلومترات

«سمك اللخمة».. صيد لا يرحب به أحد

صورة

بين الفينة والأخرى يجلب الصيادون إلى أسواق السمك في رأس الخيمة كميات كبيرة من صنف الأسماك التي تسمى «اللخمة»، ولأنها حصيلة صيد غير مرغوب فيه استهلاكياً لا تجد لها مكاناً على دكات البيع، فمكانها دائماً يكون خارج السوق.

اللخمة..

اللخمة سمكة يتم اصطيادها في مياه رأس الخيمة، ولا تجد من يشتهي أكلها، وفي أحسن الأحوال يستخدمها بعض الناس كسماد للأرض الزراعية، وبعض الفنادق أيضاً لتصنع منها «الشوربة».

راشد الحسيني وهو أحد المهتمين بالثروة السمكية، يقول بنوع من الحسرة «في السابق كانت سمكة اللخمة ضمن الوليمة الغذائية ويتناولها جميع السكان، لكن مع تطور الحياة المعيشية فقدت مكانتها كمادة غذائية على طاولة الطعام؛ لذا لا تسترعي إليها انتباه المستهلكين في المجتمع المحلي».

ومن المفارقات الغريبة أن اللخمة سمكة يتم اصطيادها في مياه رأس الخيمة ولا تجد من يشتهي أكلها، وفي أحسن الاحوال يستخدمها بعض الناس كسماد للأرض الزراعية، وبعض الفنادق أيضاً تصنع منها «الشوربة» لتقديمها للزوار والمقيمين الأجانب، كما يتم تصدير سمكة اللخمة الى بعض الدول الآسيوية التي تعتمد عليها كغذاء، بحسب ما يذكر «أبوناصر» تاجر الأسماك.

وبعكس أصناف السمك الأخرى فإن عملية اصطاد اللخمة لا تتم بالقراقير لأن حجمها الكبير لا يسمح بدخولها عبر فتحاتها، بيد أن عملية اصطيادها تتم بواسطة الألياخ، ولأن الكثير من الصيادين يعتبرها صيداً غير مرغوب فيه فإنهم يسعون للتخلص منها حية في عرض البحر، عندما يجدونها في شباكهم، لكنهم يجدون مشقة في ذلك، وبالتالي يرمونها على الشواطئ كما يحدث دائماً في منطقة شعم والجير، أو ينقلونها الى الأسواق على أمل أن تغري أسعارها الزهيدة من يقوم بشرائها.

ومن وجهة نظر المصادر البيئية فإن القضية ليست في صيد سمكة لا تؤكل فحسب، وإنما رمي اللخمة على الشواطئ يعد عملاً غير مقبول لأنه ينعكس بنتائج سلبية على البيئة البحرية، كما تلحق أشواكها الأذى برواد الشواطئ.

ووفقاً لسالم الباطني وهو دلال الأسماك في رأس الخيمة، فإن أسماك اللخمة التي تسمى أيضاً الرقيطة هي غضروفية قليلة اللحم، وفي الغالب تكون ساكنة في قاع البحر، وتدفن نفسها في رمال القيعان، ولا يظهر منها سوى العينين، وإذا وطئها المرء فإنها تؤذيه بأشواكها.

والسيئ جداً في سمكة اللخمة، الذي يحذر منه الباطني نفسه، هو النوع الذي يسمى الرقيطة الكهربائية، فهي ذات ذيل بطول متر وفي الغالب الأعم تكون منبطحة على بطنها، وعديمة الحركة وتدفن جسمها في الرمال، وخطورتها تكمن في قدرتها على إطلاق شحنة كهربائية تصل الى 500 فولت تصدرعن خلايا بجسمها يصل عددها الى نحو 100 ألف خلية موجودة على جانبي الجسم، وتبدأ من خلف الرأس وعندما تتعرض الرقيطة للخطر تدافع عن نفسها بتحريك ذيلها بسرعة، ما يساعدها على غرس الشوكة في جسم الشخص الذي يهددها، ومن ثم تفرغ شحنتها الكهربائية كاملة فيه، وبعد ذلك تعيد شحن خلايا جسمها، مشيراً الى أن الشخص الذي يتعرض لهجوم من الرقيطة الكهربائية تظهر عليه أعراض التسمم فيشعر بالرعشة والتشنج، ومن الصعوبة بمكان إخراج الشوكة من الجسم الا بإجراء عملية جراحية.

أما بالنسبة للأنواع الأخرى من اللخمة فنجد ذات السوط الطويل وهي إحدى أنواع اللخمة، ويمكن تمييزها بلونها الذي يميل من الرملي الى البني القاتم، ولديها ذيل أسطواني وفي طرفه أكثر من 40 حلقة داكنة اللون، وتحت الذيل توجد شوكة كبيرة أشبه بالمنشار. أما اللخمة الصغيرة فهي ذات شكل مستدير وعيون كبيرة جاحظة ويغطيها لون بني خفيف وذات ملمس ناعم تنتشر عليه بقع زرقاء كبيرة، ولها ذيل سميك كما لديها زوج من الأشواك المتجهة الى أعلى.

ويشرح الباطني أكثر قائلاً: «من بين أنواع سمكة اللخمة المعروفة التي تسمى الشرس، الغرابي، تيس الغرابي، المر، جفعان، ثم صنف الفتر. ويخشى الصيادون الصنف الذي يسمى الشرس لأنه يعد مصدراً للإيذاء بواسطة ذيله الذي يحوي ثلاث أشواك حادة متقاربة من بعضها، فلا تبعد أكثرعن سنتيمترين ويستخدمها في الدفاع نفسه، والأخطر من ذلك ان الشرس يضمر الشر للصياد الذي يؤذيه، فيسعى للانتقام منه بالمطاردة من غير توقف حتى لمسافة أكثر من 10 كيلومترات».

ويضيف الباطني: «أما الصنف الذي يسمى الجفعان فهو هادئ الطبع ولا يشكل خطراً على الصيادين، ويستسلم لهم بينما «الفتر» الصغير الحجم يخفي نفسه عن الصيادين بدفن جسمه كاملاً في الرمال، بحيث لا يظهر منه سوى عينيه.

تويتر