ينجز سيناريو روايته «شيرينا» ويتدرب على «مطر تصاعدي»

ياسر النيادي: امنحوا الشباب فرصة التجريب

صورة

استطاع الفنان الشاب ياسر النيادي أن يرسخ حضوراً واضحاً، تنوع بين الدراما التلفزيونية في أكثر من عمل متزامن،، فضلاً عن تجارب متنوعة في الإخراج السينمائي، وكتابة الرواية، والدراما المسرحية التي عرف عبرها طريق التمثيل الخارجي للدولة.

المسرح حياتي

وصف الفنان الشاب ياسر النيادي تجربة الإخراج المسرحي بالنسبة له بـ«الخط الأحمر»، مضيفاً «أهوى أن أُدار على الخشبة، قد تكون لي تصورات أو وجهة نظر، لكن للمخرج المسرحي أدوات لا أمتلكها».
وتابع: «أحرص على تجربة مسرحية واحدة على الأقل، كي تهذبني فنياً، وتوطد ارتباطي بجذوري كفنان وُدّد على الخشبة، واستمر على إخلاصه لطقوسها، حتى في أعماله التلفزيونية، وأيضاً السينمائية، لأن المسرح باختصار.. حياتي».

موظف.. فنان

لا تناقض عند ياسر النيادي بين عمله «موظفاً» في مركز القطارة للفنون، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة، وهويته الفنية، حيث يقول: «أتعامل وظيفياً مع قطع فنية ثمينة، وبرامج فنية لتهذيب ذائقة النشء، وهكذا الفنون عموماً، بما فيها الإبداع الدرامي والمسرحي».
ويتابع: «مع وجود مشروع فني، فإن الفنان يجب ألا يكون منفصلاً عن الحياة، وخلال كتابتي رواية (شيرينا) على مدار ثلاث سنوات، وأيضاً مشاركتي في مسلسلي (خيانة وطن) و(مكان في القلب)، ومسرحية (اللعبة)، كنت أنا الشخص ذاته المنتمي إلى مركز القطارة للفنون».

النيادي (26 عاماً)، الذي يبقى الإبداع الفني بالنسبة له موصولاً بالنصف الثاني من اليوم، وتحديداً بعد انتهاء دوامه في دائرة السياحة بأبوظبي، أوضح لـ«الإمارات اليوم» أن علاقته بالفنون عموماً بدأت منذ مرحلة الطفولة، فيما عرف طريق خشبة المسرح لأول مرة خلال مرحلة الدراسة الإعدادية، قبل أن تقوده التجارب الغضة إلى المسرح الجامعي، ثم مسرح «الشباب»، فضلاً عن ترشيحات متتابعة لأدوار مختلفة في أعمال درامية، في الوقت ذاته الذي كان يخوض فيه تجارب في الإخراج السينمائي.

وطالب النيادي المؤسسات المعنية بالشباب، بما فيها المؤسسات الثقافية والفنية، بتخصيص ميزانية تدعم الشباب، وتفتح أمامهم أبواب التجريب والاطلاع على التجارب في أرجاء العالم: «فهذه هي الفرص الحقيقية الكفيلة بتحريض أبناء جيلي على إفراز تجارب تشبهنا».

الموسم الرمضاني الماضي كان فارقاً في تعريف النيادي لمتابعي الدراما الإماراتية، من خلال مشاركته في عملين حققا متابعة جيدة، ويحمل كل منهما نمطاً مغايراً، بل إن مسمى شخصيته في أحدهما أصبح بمثابة «ماركة مسجلة» لازمته، وعلقت بأذهان المشاهدين، وهو دور «جوهر» في مسلسل «مكان في القلب» الذي جمعه بالفنان جابر نغموش، وجاسم الخراز وأحمد الأنصاري، على شاشة تلفزيون دبي في رمضان.

وعمق حضور النيادي فنياً هذا الموسم أيضاً مشاركته في مسلسل «خيانة وطن»، الذي حاز إشادة جماهيرية ونقدية ملحوظة، فضلاً عن مشاركته في مهرجان «دبي لمسرح الشباب»، ثم مهرجان «شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب»، من خلال دوره في مسرحية «اللعبة».
طلب المشاركة في عمل خط أحمر لدى النيادي، الذي قال: «الفنان الحقيقي لا يمكن أن يستجدي أو يطلب دوراً ما، فهي وصفة الممثل (الفاشل)، وبالنسبة لي كنت أترقب دوراً في عمل وطني، لكن شاءت الأقدار أن يتم ترشيحي في مسلسل (خيانة وطن)».

وأكد النيادي، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن الجيل الشاب بحاجة ماسة إلى فرص حقيقية لاستعراض رؤاه الخاصة، سواء أمام كاميرات الدراما التلفزيونية والسينمائية، أو فوق خشبة المسرح: «امنحونا فرصة التجريب، الشباب في شتى المجالات، لاسيما في مجال الفنون، يحملون رؤى جديدة، الكثير منها يأخذ منحى تجريبياً، وبعضها على الأقل يستحق أن يرى النور».

وتابع: «الشباب هم الأقرب للتجريب، لذلك يجب أن يُقبل في النتاجات الشابة، عموماً، هذا الحس الابداعي المغاير، دون تهميشه، لذلك فعملي المقبل في مهرجان دبي لمسرح الشباب كممثل يدخل في إطار هذه المظلة، لكن على نحو مغاير تماماً لما شهدته مشاركتي السابقة، وهذا التعدد هو أحد الأسرار الجمالية في المسرح التجريبي».

وأشار النيادي إلى أنه دعي للمشاركة في مسلسل «خيانة وطن»، وكان للتو قد انتهى من أداء واجب «الخدمة الوطنية»، ويقضي فترة ما يسمى «الخدمة الإنعاشية» في القوات المسلحة، ليعيش ثنائية الدور الوطني الفعلي، ودوره النقيض في المسلسل من خلال شخصية «سعيد عامر»، مؤكداً أن «الفنان الحقيقي قادر على صياغة أدوار لا تشبهه بالمرة». وتابع النيادي: استعددت لهذا العمل بمذاكرة بعض الأعمال الدرامية الكبرى، مثل «دعاة على أبواب جهنم»، «الجماعة»، «الطريق الوعر»، فكنت أقضي الفترة النهارية منذ السادسة صباحاً في «الخدمة الإنعاشية» بالقوات المسلحة، وأتفرغ مساء لتصوير مشاهدي كواحد من كادر التنظيم السري في «المسلسل»، وهي ثنائية تمثل جوهر العمل الفني، من وجهة نظري. دور «جوهر» في مسلسل «مكان في القلب»، يبقى بمثابة فرصة أخرى قدمت النيادي هذه المرة في قالب كوميدي، ذي شخصية غريبة الأطوار، وهو العمل الذي جمعه بالمخرج خالد باسم شعبي، من إنتاج سلطان النيادي، حيث يشير النيادي إلى أن «شعبو» منحه مساحة كبيرة من الحرية، في رسم معالم شخصية، بدت بالنسبة له «هلامية» منذ قراءة السيناريو، وبعد استغراقه في تفاصيلها اختار أن يحتفظ بملامحها الهلامية، وهو ما انتقده البعض بوصفه لها «باردة»، لكنها أصابت المراد منها من وجهة نظر فنية، لاسيما بالنسبة للرؤية الإخراجية». إضافة إلى ذلك يمتلك النيادي عدداً من التجارب السينمائية في مجال الإخراج، من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة التي حظيت بمشاركات مهرجانية عدة، لكن مشروعه الأهم، في هذا المجال، حسب إشارته يبقى مرهوناً بإنجازه سيناريو روايته الأولى «شيرينا»، التي قال عنها: ما يبهرني أنني حينما عرضتها على بعض المختصين في هذا المجال، اندهشوا من أن يكون شاباً، هو من خبر هذه التفاصيل والهواجس الأنثوية، ما يعني أنني استطعت نسج عالمي الروائي المغاير».

تويتر