معرض رقمي يغاير الصورة النمطية عن كائن بحري مهم

«أسبوع القرش».. الإنسان هو الخطر الأكبر

صورة

قال جو روميرو، الذي يعمل في تصوير أسماك القرش، إن البشر يقتلون ثلاثة قروش كل ثانية، مؤكداً أن المطلوب هو حماية القرش من الإنسان، وليس العكس. جاء ذلك في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، أمس، خلال افتتاح فعاليات «أسبوع ديسكفري للقرش»، الذي يقام في «دبي أكواريوم»، وحديقة الحيوانات المائية في «دبي مول»، بالتعاون بين «إعمار» و«ديسكفري» لمنتجات المستهلكين، وبالتعاون مع شبكة «أو إس ان». ويحمل المعرض مجموعة من الشاشات التفاعلية، التي تتيح للحضور التعرف إلى القرش والخصائص التي يحملها هذا الكائن، وكذلك البيئة التي يعيش فيها، إلى جانب التعريف بأنواع جديدة من هذه الأسماك.

تبدأ الجولة في المعرض مع القفص الرقمي الذي يقع تحت هيكل سفينة أبحاث، حيث تضم الواجهة الخارجية للقفص مجموعة من الشاشات التي تعرض مشاهد أسماك القرش الكبيرة وهي في حالة دوران حول قفص الغواصين. أما عند دخول هذا القفص، فيصبح الزوار أمام تجربة غوص مختلفة، فيشاهدون الأسماك حولهم، فيما تعتبر التقنيات الرقمية التي تتيح التحكم بالشاشات من أبرز ما يحمله المعرض، فتقدم لهم المعلومات التثقيفية حول القرش، لجهة طبيعته التكوينية أو حتى حواسه.

«أسبوع القرش»

يعتبر «أسبوع القرش» من أبرز البرامج التلفزيونية الصيفية التي تقدم قصصاً جديدة عن أسماك القرش، والتقنيات الحديثة المستخدمة في دراستها. وينطلق «أسبوع القرش» في الـ28 أغسطس، حيث يتيح للمشاهدين في مختلف أرجاء الشرق الأوسط التعرف إلى أسماك القرش، من خلال برامج وثائقية متخصصة. وبالتعاون بين «معرض أسبوع القرش» و«ديسكفري لمنتجات المستهلكين» تم تصوير فيلم وثائقي عن أسماك القرش في «دبي أكواريوم»، ويبيّن الفيلم الوثائقي كيفية نقل الأسماك إلى موطنها الجديد.

إلى جانب هذه الشاشة التفاعلية، يقدم المعرض من خلال الحوض الذي يمتد على ممر يصل طوله إلى 20 متراً، مجموعة من أسماك القرش التي تعد صغيرة الحجم، إلا أنها من الأنواع النادرة، التي تتميز بكونها متوافرة في المنطقة. ويتضمن «أسبوع القرش» عرض مجموعة من الفصائل الجديدة، منها قرش «رأس المطرقة الصدفي»، و«صائد الحيتان الرملي»، و«قرش الشعاب المرجانية ذو الأنف الأسود»، و«قرش البونيثيد».

وقال المدير العام والقيّم على «دبي أكواريوم» وحديقة الحيوانات، بول هاميلتون، لـ«لإمارات اليوم»، إن «المعرض يقدم الكثير من المعلومات حول أسماك القرش بطريقة تعليمية، ولهذا ركزنا على المضمون في الرحلة، وأتى الحوض محتوياً على أنواع متباينة من أسماك القرش، يصل عدد فصائلها إلى سبع، وهي كلها تعيش في مياه الخليج، وبالتالي فإننا نحاول أن نقدم المعلومات بأسلوب تفاعلي، كما ركزنا على جميع الفئات، فحتى الأطفال لهم حصتهم في المعرض من خلال الشاشات التفاعلية التي تتكامل فيها عناصر الترفيه بالتعليم». وشدد على أن المبادرة تؤكد التزامهم بحماية أسماك القرش، مع العمل على مبادرات أخرى، منها برنامج التلقيح الاصطناعي لأسماك القرش، الذي أطلق العام الماضي.

وقالت نائب الرئيس والمدير الإقليمي لشبكة قنوات «ديسكفري»، أماندا تيرنبول، إن العلاقة مع «إعمار» بدأت مع مجموعة من المشروعات، وإن الفيلم الذي صور في الأكواريوم، وسيعرض في الشهر المقبل، هو أحد وجوه التعاون، مشيرة إلى أن المهمة الأساسية للفيلم هي إشباع الفضول عند الناس، وكذلك تعليمهم وتثقيفهم. وشددت على وجود الكثير من سوء الفهم لهذا الكائن البحري.

ولفتت إلى أن الفيلم سيبرز أسماك القرش في الدول العربية، وسيعلم الناس كيف يعيشون، وكيف نساعدهم، وما أهمية وجودهم في المحيطات، معتبرة أن المعرض يقدم القرش للناس بشكل مختلف، وأن الشاشات التفاعلية تسهم في تعليم الناس أكثر، لأن الناس يتعلمون حين يستمتعون بما يرون. ولفتت إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ28 لأسبوع القرش الذي أصبح واحداً من أهم البرامج التلفزيونية، من حيث النجاح واستقطاب الاهتمام.

أما جو روميرو، الذي يعمل في تصوير أسماك القرش، فقال لـ«الإمارات اليوم»: «أبرز التحديات التي أواجهها في تصوير أسماك القرش تكمن في المعدات والتقنيات أكثر من كونها مرتبطة بهذه الأسماك، وكذلك من المكان نفسه، إذ إن البداية يجب أن تكون من خلال معرفة المكان جيداً قبل بدء التصوير». ولفت إلى أن أسماك القرش من الكائنات التي تفهم بشكل خاطئ، مشدداً على أنه لا يمكن وصفها بالخطرة، كما أنه لا يمكن وصفها بالأليفة، فما يصدر من خطر عن هذه الكائنات يكون نتيجة الحوادث، وليس لأنها تريد أن تفترس كل من يقترب منها، فالخطر من قناديل البحر أكبر من خطر أسماك القرش. وأشار إلى تعرضه مرة لخطر في أثناء التصوير، إذ أمسك القرش الكاميرا، وتدخل فوراً لاستعادتها، مشدداً على أنه حين يذهب للتصوير يكون خوفه الوحيد هو ألا يجد أسماك القرش في المكان الذي يقصد.

ولفت روميرو إلى أن أسماك القرش توجد في كل المحيطات، لكن هناك أمكنة توجد فيها أكثر من غيرها، ومنها في البهاماز، حيث يوفرون البيئة التي تحمي هذه الأسماك. وشدد في الختام على أنه لابد من حماية أسماك القرش من البشر، وليس العكس، حيث إن هناك تسعة أشخاص يموتون سنوياً بسبب أسماك القرش من بين ملايين الناس الذين يقصدون المياه، بينما هناك ثلاثة من أسماك القرش تموت في كل ثانية عالمياً، بسبب الإنسان، لاسيما أنهم يصطادونها من أجل إعداد «حساء القرش» الذي لا طعم له، وإنما للتباهي بأكل هذا الحيوان الضخم.

تويتر