يستخدم أولى كاميرات تصوير فوتوغرافي عرفها الإنسان

ستوديو باكستون في بروكسل.. صورتك قبل 160 عاماً

صورة

كان التعريف التقليدي للصورة الفوتوغرافية دوماً أنها لحظة زمنية تم تثبيتها على الورق.

وفي عصر الديجيتال فإن تلك اللحظة الزمنية تم تثبيتها رقمياً وبدقة متناهية، وبين الصورة الفوتوغرافية والرقمية تاريخ طويل من تطور فن وصناعة الصورة، وبقي المبدأ الأساسي في فلسفة الصورة قائماً على لعبة الضوء وانعكاسه.

لكن، ستوديو باكستون بطابقيه الصغيرين في بروكسل، قرر تحويل غرفة إلى ما يشبه آلة الزمن التي تعود فينا إلى الوراء، لندخل من خلاله متحفاً حياً للتصوير الفوتوغرافي في أول عهده، حيث كانت الصورة تطبع على المعدن، وبكاميرات أثرية قديمة هي فعلياً اولى كاميرات تصوير فوتوغرافي عرفتها البشرية، وبتقنية التصوير ووضعيات الجلوس نفسها تكون الصورة نسخة بأثر رجعي عمره 160 عاماً تقريباً.

«يمكنك أن تفعل ما تشاء و تجلس كيف تشاء، ما دمت لا تبتسم»، يقول سيلفانو ماغنوني أحد الشركاء الثلاثة في ستوديو باكستون الشهير في بروكسل، ويضيف «مبتسماً»: «نحن ستوديو التصوير الوحيد الذي يطلب منك ألا تبتسم رجاء»!

ويوضح سيلفانو سبب هذا الطلب الغريب في ستوديو باكستون بقوله إن اللوحات التي يتم استخدامها في طبع الضوء عليها ليست ذات حساسية شديدة للضوء، ما يجعل الابتسامة تظهر بعد المعالجة والتحميض بشكل كشرة غريبة وبشعة.

ويستطرد خبير التصوير الضوئي بكاميرات عمرها يزيد على 150 عاماً أن التصوير يتم عن طريق مقاعد خاصة لها مساند خاصة لرقبة الشخص يتم تثبيت رأسه خلالها لمدة خمس ثوانٍ، وهي فترة التصوير الضوئي.

التصوير بلوحات الكوليديون المبللة، هو الاسم المتعارف عليه لهذه التقنية، والكوليديون هو خليط كيميائي من مادة النتروسليلوز مخلوطة بالكحول وسائل الإيثر سريع الاشتعال، وستوديو باكستون لا يقدم فقط خدمة التصوير الفوتوغرافي بهذه الطريقة، بل يقدم دورات للمختصين من المصورين والفنانين الراغبين بتطبيق هذه التقنية فنياً، ويقيم لهم المعارض في طابقه الثاني.

وبالإضافة لذلك كله، فإن ستوديو باكستون هو بحد ذاته متحف لتاريخ التصوير والكاميرات المستخدمة عبر التاريخ، ويعرض في داخله أغلب أجهزة التصوير التي اخترعتها البشرية وتطورها عبر التاريخ.

المشروع كان فكرة مشتركة لثلاثة مصورين من جنسيات محتلفة جمعهم حب التصوير واحترافه، فكان ستوديو باكستون خلاصة التقاء الايطالي سيلفانو ماغنوني مع البلجيكي نيكلاس لامبرت والفرنسي فنسنت بوكيندوم، وباستقطاب خبرات عالمية لعقد ورش عمل ودروات متخصصة كان ستوديو باكستون أحد معالم بروكسل التي لا يُضيع زيارتها محبو التصوير.

لامبرت، الشريك البلجيكي، يوضح لـ«الإمارات اليوم» فلسفة لافتة وراء فكرة التصوير على لوحات معدنية بالتقنية البدائية للصورة الفوتوغرافية بقوله: «لقد وصلنا إلى مرحلة أصبح الناس فيها يتوقون إلى إحساس حقيقي بالصورة وتفاصيلها بدلاً من الرتوش الرقمية في جهاز الآيفون، والتي يمكن تناقلها ونسخها بشكل غير محدود، الصورة المطبوعة فريدة ومميزة وإنسانية بكل تفاصيلها وبدائيتها».

وفعلاً، ومع تأمل تلك الصور المطبوعة كان التوقف أمام كل واحدة منها كافياً للتفكير في تلك التفاصيل والملامح على الوجوه، ما أعاد للصورة اعتبارها كتوثيق حقيقي للّحظة الزمنية.

تويتر