بيل كانينغهام يرحل عن 87 عاماً بعد مسيرة مع التأريخ للموضة

مصور المترفين «الزاهد» يودع الكاميرا

صورة

توفي، أول من أمس، بيل كانينغهام مصور الأزياء الأميركي المعروف في صحيفة «نيويورك تايمز»، عن عمر يناهز 87 عاماً، بعد نقله إلى المستشفى مصاباً بجلطة.

وعمل كانينغهام لصحيفة «نيويورك تايمز» لـ40 عاماً، ونعته الصحيفة ووصفته بأنه كان «مؤرخاً متخصصاً في الموضة، ما مكنه من أن يتحول إلى خبير في الأنثروبولوجيا الثقافية».

وعرف عن كانينغهام تصويره الاتجاهات الجديدة للموضة في شوارع نيويورك، وكانت صوره المادة الرئيسة لصفحة الموضة في نيويورك تايمز. وأرّخ لتغيّر الموضة عبر اختياره موضوعات صوره.

المال هو الأبخس

لدى سؤال المصور الراحل بيل كانينغهام: «لماذا أمضى حياته وهو يمزق الشيكات المصرفية التي حصل عليها من المجلات لقاء عمله، نقلت عنه «نيويورك تايمز» قوله: «المال هو الأبخس.. الحرية والتحرر هما الأغلى».

وعلى مدار سنوات عمله التقط كانينغهام صور مشاهير نيويورك في المناسبات المترفة، كما تنقل في أرجاء المدينة على دراجته الهوائية على مدى عقود، وهو يرتدي في أغلب الأحيان معطفه الأزرق الشهير، بغية التقاط الصور لموضة الشارع. وقالت الصحيفة «أراد العثور على الموضوعات لا أن يكون هو الموضوع، أراد أن يُلاحِظ عوضاً أن يُلاحَظ، كان الزهد سمة مميزة لطبيعته». وخدم كانينغهام، الذي حاول العمل في صناعة القبعات، في الجيش الأميركي خلال الحرب الكورية، وبعد تسريحه عام 1953 وجد عملاً مراسلاً للموضة.

وفي منتصف الستينات اشترى كانينغهام كاميرا صغيرة لتساعده على عمله، وبدأ منذ ذلك الحين مسيرته في تصوير الموضة.

وكتب كانينغهام في «التايمز» عام 2002 «قضيت أروع الأوقات مع تلك الكاميرا، كنت قادراً على تسجيل كل ما رأيته».

وفي عام 2008 منحته الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف تقديراً لمسيرته، وبعد عام اعتبرته مؤسسة الحفاظ على معالم نيويورك أحد معالم المدينة الحية.

وتعرف العالم على كانينغهام بشكل أوسع بعد فيلم وثائقي أرخ لمسيرته المهنية عام 2010. وقالت فيه رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الشهيرة في عالم الموضة، آنا وينتور: «جميعنا نتأنق من أجل بيل».

وعاش كانينغهام حياة زاهدة، وكان ينام على سرير صغير في شقة من غرفة واحدة فوق كارنيغي هول. وكانت شقته تعج بالخزانات التي تحتوي على النسخ السالبة لصوره.

تويتر