الدراما المحلية.. طاقات فنية ثرية وإمكانات مادية وتسويقية شحيحة (1- ‏‏3)

الممثل الإماراتي: الفن لا يُطعم خبزاً

صورة

مع كل حملة للإعلان عن إطلالة مسلسل جديد، يبدو الأمر وكأننا أمام فتح درامي، أو كأن الدراما المحلية تمر بمرحلة جديدة أكثر تألقاً، سيغدو فيها الممثل المحلي منعماً بوفرة الطلب عليه، ليدخل دائرة «الكبار» وفق معايير الأجر، بعد عقود ظل فيها ضمن فئة الأقل أجراً، قبل أن تهدأ فورة التصريحات الوردية، ويعود الممثل الإماراتي الى معاناته الدائمة من ندرة العروض وقلة الطلب عليه، مقارنة بنظرائه العرب أو حتى الخليجيين.

«الإمارات اليوم» فتحت ملف المعاناة الدائمة للفنان الإماراتي؛ الذي أصبح مقتنعاً وفق تعبير أوساط العاملين في الدراما المحلية بأن «الفن لا يطعم خبزاً»، وكأنه «إبداع مرتبط بدوائر كساد»، سواء في ما يتعلق بقلة العروض، أو ضعف المقابل المادي الذي يتقاضاه نظير أجره، وحتى «النص» الذي يعتبره البعض الحلقة الأضعف في «إنتاج الدراما»، وغيرها من العوامل المرتبطة بأزمات عديدة يعيشها الفنان الإماراتي، وستقوم «الإمارات اليوم» بعرضها تباعاً، وفقاً لوجهات نظر الفنانين أنفسهم.

«الفنان الإماراتي هو الأقل أجراً على الإطلاق في أوساط الفنانين الخليجيين، وعلى عراقة الدراما الإماراتية إلا أنها لم تفرز نجوماً يحصلون على الأجور ذاتها للنجوم الكويتيين، على سبيل المثال»، حسب الفنان بلال عبدالله الذي يؤكد أن «لعنة تدني الأجور تلاحق الإماراتيين حتى في أعمالهم الخارجية».

وتابع «لا أتحدث هنا عن نجوم من وزن حياة الفهد وسعاد عبدالله، بل الممثل الكويتي العادي يتقاضى أجراً لا يقارن بنظيره الإماراتي، وإذا ذهبنا إلى بيئات أخرى عربية، خصوصاً في مصر، سيتبين لنا مدى الغبن الذي يعيشه الفنان الإماراتي».

فكرة الأجر المتدني يؤكد عليها أيضاً الفنان منصور الفيلي، لكنه يشير في المقابل إلى إشكالية أخرى يراها مرتبطة ومؤثرة في هذا المعيار، وسواه، وهي ضعف أو انعدام تسويق الدراما الإماراتية، على الرغم من الإمكانات الفنية الهائلة التي تزخر بها، وهو أمر أثر من دون شك في المردود المادي للفنان الإماراتي وانتشاره.

ويرى الفنان الإماراتي الشاب مروان عبدالله أن ضعف المردود مرتبط بالفعل بضعف التسويق، معتبراً شركات الإنتاج والتلفزيونات المحلية التي بها قطاع لإنتاج الدراما مسؤولة جزئياً عن هذا الواقع، لافتاً إلى انه على الصعيد الشخصي فإن جانباً من الجمهور العربي لم يعرفه ممثلاً بقدر ما عرفه مقدماً لبعض البرامج التلفزيونية.

الفنان والمنتج أحمد الجسمي أكد أن ضعف الميزانيات عائق اساسي أمام الدراما الإماراتية عموماً، لافتاً إلى أن المنتج المنفذ، وحتى شركة الإنتاج، لا يمكن أن تعمل بمعزل عن فرص التسويق المتاحة، ولا يمكن أن تحل مشكلة التمويل، إلا بحل مشكلة التسويق لاسيما أن معظم شركات الإنتاج المحلية، أقيمت من خلال مجهودات أو مبادرات فردية.

وأشار الجسمي إلى ان بعض شركات الإنتاج الإماراتية يمر عليها أكثر من موسم أحياناً، دون أن تتمكن من تقديم مسلسل وحيد، بسبب غياب أو ضعف التمويل، حيث جرت العادة في معظم الشركات أن يتم تأمين عرض المسلسلات من خلال سياسة «المنتج المنفذ»، التي تتبعها الكثير من إدارات التلفزيونات الخليجية.

وبعد أن ظل لسنوات طويلة، بعيداً عن كواليس الدراما التلفزيونية، منذ أن كان مديراً لتلفزيون أبوظبي، عاد رئيس جمعية المسرحيين بالدولة، الفنان إسماعيل عبدالله، مجدداً لدراما الشاشة الصغيرة، من بوابة «النص» و«السيناريو»، لكنه رغم ذلك لا يتردد في أن يقر بأن ندرة النص الجيد واحد من ابرز معوقات الدراما المحلية، إلا أنه ضم إليها أيضاً إشكاليتي «ضعف التسويق» و«التمويل»، مضيفاً «وجود الدراما التلفزيونية الإماراتية على واقعها الحالي، سواء من حيث الكم أو الكيف، رغم كل هذه المعوقات، يؤكد ثراء الإمكانات البشرية المرتبطة بأدوات الممثل والمخرج، وسواهما من الطاقات البشرية التي تزخر بها الساحة الفنية عموماً في الإمارات».

تويتر