مشروع بالتعاون بين «مجموعة أبوظبي للثقافة» و«جمعية الفنون التشكيلية»

«أرشيف الفن الإماراتي» يرى النور قريباً

صورة

السير الذاتية للفنانين الإماراتيين، صور الأعمال التشكيلية، بالإضافة إلى قوائم بالمعارض الجماعية والفردية؛ المحلية منها والخارجية، وكذلك المسابقات والجوائز المحلية والعالمية.. هذه العناصر بعض ما سيتضمنه مشروع «أرشيف الفن الإماراتي»، الذي يطلقه مهرجان أبوظبي 2016 في دورته الحالية، بالتعاون بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، باقتراح من رئيس الجمعية ناصر عبدالله، ليكون مرجعية شاملة ومصدراً تأريخياً رسمياً لساحة الفنون التشكيلية الإماراتية، بما يقدمه من توثيق لأكثر من 10 آلاف عمل فني إماراتي.

وعن «أرشيف الفن الإماراتي»، أوضح الفنان والناقد الإماراتي علي العبدان، الذي قام بإعداد وتحرير المشروع، لـ«الإمارات اليوم»، أن المشروع يهدف لإتاحة الاستفادة التفصيلية من تاريخ الفنون البصرية في الإمارات؛ بما يساعد في رصد وفهم مسارات التحول والتطور في حركة الفن في الإمارات، ويساعد على تذوق مجمل الإبداع الفني والقيَم الجمالية المقترحة، في عموم الإنتاج الفني التشكيلي في الساحة الإماراتية، التي تشهد زخماً متزايداً في الاهتمام بالفنون البصرية عاماً بعد عام، يظهر ذلك في المشروعات الفنية الجارية، والمعارض الكبرى التي تُقام في الدولة.

مسارات.. وتحوّلات

سيُتيح المشروع الفرصة للباحثين في حركة الفنون البصرية، للتعرف إلى مختلف المسارات، التي أثرت في حركة الفن في الإمارات والمنطقة عموماً، وربط تلك المسارات بالتحولات الجديدة في الفن العالمي المعاصر، والاطلاع على التجارب التي كان لها أثر كبير في تغيير النظرة الفكرية إلى تاريخ الفن ومجمل تطوراته بصفة عامة، وانعكاس كل ذلك على ساحة الفن في الإمارات والمحيط العربي، اعتماداً على أهمية البحث النقدي والفكري في تذوق الأعمال الفنية؛ القديمة منها والمعاصرة كذلك، وهذا من شأنه زيادة الوعي بالقيَم الجَمالية والتعبيرية والفكرية أيضاً، التي تقترحها الأعمال الفنية في الساحة الإماراتية، وكذلك تقريب إبداعات الفنانين في الإمارات من عامة الجمهور، عبر الاستفادة من مشروع الأرشيف في المناهج التعليمية؛ كمناهج وزارة التربية في ما يخص التربية الفنية، والتعريف بحركة الفن وروادها في الإمارات، وكذلك في التعليم العالي، إذ يمكن اعتماد الأرشيف كمرجع مهم لطلبة الفنون الجميلة في الأكاديميات المختصة، مثل كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة.


تاريخ

تعود أهمية المشروع إلى احتواء أرشيف جمعية الإمارات للفنون التشكيلية على تاريخ بعض الأنشطة المهمة، لأنواع فنية استقلت في ما بعد بأنشطتها، بعد أن كانت تعمل تحت مظلة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية؛ مثل فن التصوير الضوئي (الفوتوغرافي)، والخط والحروفية العربية والزخرفة الإسلامية، وفن الكاريكاتير، وفن تصميم الملصق (البوستر)، وغيرها مما سيكون متاحاً أيضاً للباحثين في هذه القطاعات من أنواع الفنون البصرية. ومن جانب حيوي آخر لا يقل أهمية؛ يمكن لزائر الأرشيف قياس نشاط سوق الأعمال الفنية في الإمارات، عبر الاطلاع على تاريخ عمليات الاقتناء، ومدى مناسبة العمل الفني لاختصاص الجهة المقتنية، وأهم المقتنين.

وأشار العبدان إلى أن المشروع سيعتمد، في مرحلته الأولى، على الأرشيف الخاص بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية؛ إذ احتفظت الجمعية بمعظم الإصدارات من كتب المعارض الجماعية والفردية، والملصقات الإعلانية للمعارض، ومجلة التشكيل، ومجموعة كبيرة من الأخبار الصحافية والمقالات النقدية والثقافية الخاصة بحركة الفنون البصرية؛ والتي نشرت على مدى الأعوام الـ40 الماضية، لافتاً إلى أنه سيتم، في مرحلة لاحقة، ضم كل أرشيف خاص بأي جهة حكومية أو أهلية ذات علاقة أساسية أو فرعية بقطاع الفن التشكيلي في الإمارات، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لكل فنان، أن يؤسس أرشيفه الخاص ضمن موقع الأرشيف العام.

فترة زمنية

وأضاف العبدان: «لم ينتهِ العمل في المشروع بعد، ونتوقع الانتهاء منه بعد سنة كاملة من بداية العمل فيه، ومع انطلاق موسم هذا العام من مهرجان أبوظبي في شهر أبريل المقبل، سيتم طرح المشروع للجمهور عبر موقع إلكتروني، يتم تحديث معلوماته كل فترة، وسيكون مصمماً ليناسب طبيعة البحث والتوثيق في الفنون البصرية؛ خصوصاً في الساحة الإماراتية»، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك صعوبات في عملية جمع المعلومات في أرشيف جمعية الفنون على الأقل؛ إذ تم بجهود الإدارات السابقة حفظ المعلومات بشكل توثيقي جيد.

وعن الفترة الزمنية التي يغطيها «أرشيف الفن الإماراتي»؛ أشار مدير تحرير المشروع إلى أن العمل يتناول الفترة الزمنية منذ بدايات الحركة التشكيلية في الإمارات، فيحاول استقصاء تجارب الفنانين الذين أنتجوا أعمالاً منذ الخمسينات إلى يومنا هذا، وذلك حسب المعلومات المتوافرة.

وأفاد بأنه اعتمد، في جمع المعلومات الخاصة بأرشيف الفن الإماراتي، على مصادر عدة، أهمها: أرشيف جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وهو أهم مصدر في هذا السياق، وكذلك أرشيفات الفنانين أعضاء الجمعية، على أن يتم التعاون مع الجهات الأخرى ذات الصلة، للمشاركة بالأرشيف الخاص بكل واحدة منها، مثل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومؤسسة الشارقة للفنون، وهيئة دبي للثقافة، وغيرها.

تصنيف

وبخصوص التصنيف الذي اعتمده الأرشيف؛ أوضح العبدان أنه تم تصنيف الأرشيف مبدئياً، ليلبي احتياجات الباحثين والفنانين وغيرهم من المهتمّين بتاريخ الحركة التشكيلية في الإمارات؛ فيتضمن الموقع الإلكتروني صفحة خاصة بكل فنان وسيرته الفنية وأعماله، وهناك الصفحة الخاصة بكتيبات المعارض وملصقاتها الإعلانية على اختلاف أنواعها، وصفحة لمجلة التشكيل، وهي مجلة فصلية مهمة تصدرها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية. كما يضم صفحة لتاريخ الفعاليات الفنية المختلفة، التي تحكي مسيرة الفنون البصرية في الإمارات، كما ستكون هناك صفحة خاصة بأنواع الفنون الأخرى التي احتضنتها الجمعية في بداياتها ثم انفصلت كأنشطة مستقلة؛ منها التصوير الفوتوغرافي، الخط العربي والحروفية والزخرفة، الكاريكاتير وغيرها. على أن التصنيف يخضع للتطوير بحسب تجدد الرؤية الأرشيفية، كما روعي في تصميم الموقع سهولة الوصول إلى أي معلومة يضمها.

وعن المحاولات السابقة لتأريخ حركة الفن في الإمارات؛ يوضح العبدان أن المحاولات السابقة لم تكن بمفهوم الأرشيف؛ وإنما كانت كتابات، سواء في شكل مقالات، أو في شكل كتب متوسطة المحتوى، منها كتابات الفنان حسن شريف، و«موجز تاريخ الحركة التشكيلية في الإمارات» للفنان عبدالرحيم سالم، وكتاب للفنان د. محمد يوسف، ومنها كتاب «القرن الجديد.. اتجاهات الفن التشكيلي في الإمارات بعد العام 2000» لعلي العبدان، وغيرها «ولاشك أنها كتابات قيّمة، وقد استعنا بها كمراجع».

مشروعات أخرى

ذكر الفنان والناقد الإماراتي علي العبدان أن التعاون بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، لن يقتصر على «أرشيف الفن الإماراتي»، إذ إن هناك مشروعات أخرى، يمكن أن تكون موضع تعاون بينهما في هذا المجال التوثيقي المهم، مشيراً إلى أنه يعد كتاباً نقدياً كبيراً، عن مسيرة فن النحت الإماراتي وأعمال النحاتين الإماراتيين، ولعله يكون مناسباً للنشر والدعم من قِبل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، حسب رؤيتهم في سياق التعاون المذكور.

تويتر