هالة خياط : عززنا الثقة العالمية بالفن العربي

«كريستيز دبي».. 10 سنوات في دعم فنون المنطقة

صورة

تحتفل دار «كريستيز» بمرور 10 سنوات على انطلاق مزاد الدار في دبي، الذي يقدم في هذه الدورة التي تحمل عنوان «الآن و10»، مجموعة من الأعمال التشكيلية والتصويرية يصل عددها الى 140 عملاً من الفن الحديث والمعاصر من الشرق الأوسط وإيران وتركيا. وقدمت مديرة المزاد، هالة خياط، ملخص الدورة الجديدة، متحدثة عن دور المزاد الذي يلعبه في مجال السوق الفني، وكيف أسهم في ايصال فن المنطقة للعالمية.

وحول وجود الدار في المنطقة منذ 10 سنوات، قالت خياط لـ«الإمارات اليوم»: «نحتفل اليوم بوجودنا منذ 10 سنوات في الإمارات، ونوجد لهذه الاحتفالية مجموعة من الأعمال المميزة، لأننا في كل مزاد ننتقي ونختار لوحات كثيرة، وفي هذه المرة أخذنا مجموعة من الأعمال المتميزة جداً في الفن الحديث، الى جانب مجموعة متنوعة من الفن المعاصر». ولفتت الى أن البدء في المنطقة منذ 10 سنوات، كان عبارة عن خيار بحاجة الى اختبار النجاح أو عدمه، ولكن المزاد تمكن من خلال السنوات هذه من إيجاد العالمية لفن المنطقة، فالفن أصلاً موجود وليس لدينا أي فضل في ايجاده، ولكن دورنا الأكبر والمفصلي كان في ايجاد حركة محلية باتت عالمية. وأضافت «فن الحداثة في المنطقة الذي يعود الى ثلاثينات القرن الماضي، يشبه الى حد كبير الحداثة الأوروبية، ولا يختلف عما قدمه أي فنان انطباعي بفرنسا في الفترة نفسها، كما أن من استثمر بفن المنطقة في تلك الفترة، كان استثماره مجدياً أكثر من اقتناء لوحات من الغرب». وأشارت إلى أن المشكلة التي كانت لدى المقتنين العرب، هي البحث عن التأكيد الأجنبي لقيمة الفن العربي، وهذا الدور الذي لعبته «كريستيز»، اذ عززت الثقة بإيمان العرب بالفن العربي.

حقائب وساعات

تحمل الدورة الحالية من المزاد قسم الحقائب والساعات، وقالت مديرة المزاد هالة خياط عن هذا القسم «لدى دار كريستيز 80 فئة من المزادات حول العالم، ولهذا قررنا من خلال الاحتفالية بالعام العاشر في المنطقة تقديم مزاد خاص بالمجوهرات، والساعات خصوصاً الساعات الخاصة بالسيدات والحقائب المعاد بيعها من دور أزياء معينة وتتميز بارتفاع الطلب عليها، وكذلك كونها استعملت لفترة قليلة، وكذلك أنواع معينة من الجلود النادرة، كجلد التماسيح والأفاعي، ويقارب عدد القطع في هذه الفئات 150 قطعة».

تحمل الدورة المقبلة من المزاد الذي سيُقام في 16 مارس، مجموعة من الأسماء التي لا تغيب عنه، ومنها لؤي كيالي، فاتح مدرس، بول غيراغوسيان، وشفيق عبود، وعمر النجدي، وحمد عويس، ومحمود سعيد، وصليبا دويهي. ولفتت خياط الى ان اللوحة الأهم والأغلى من حيث القيمة التقديرية في هذه الدورة، هي للفنان عمر النجدي، وتحمل اسم «سراييفو»، التي قدمها حول مجزرة سراييفو، موضحة أن جمالية اللوحة وأهميتها تكمن في تجسيد فنان مصري لما كان يحدث في تلك الفترة في أوروبا الشرقية وتحديداً في البوسنة والهرسك. وأشارت الى أن الدار حصلت على اللوحة من مقتنية فرنسية كانت سفيرة في مصر في بداية عمر النجدي الفنية، وآمنت بالفنان ودعته الى فرنسا، ومنحته مكاناً للعمل وأصدرت له كتاباً، وتعد هذه اللوحة الأغلى من حيث القيمة التقديرية التي تراوح بين مليون ونصف المليون، ومليونين و200 الف درهم، وهذا بسبب حجمها الكبير الذي يتجاوز ثلاثة أمتار، اذ تعد من أكبر القطع التي قدمها المزاد في المنطقة.

أما السوق الفني في الإمارات، فوصفته خياط بالمتميز، معللة نجاح المزاد في المنطقة بوجود السوق الآمن في الإمارات، خصوصاً ان السوق الفني يعد من الأسواق التي تحمل رفاهية الشراء. واعتبرت فرصة الاستثمار الفني من خلال المزاد تعد مميزة بالنوعية المنتقاة من خلال فريق عمل متكامل يضع 100 لوحة أمام المقتني، وهي فعلياً أعمال لا يسهل الحصول عليها من سوق الفن العادي، ففي الصالات هناك آلاف اللوحات المتاحة، ولكن من يبحث عن النوعية سيشتري من المزاد. وأشارت الى ان الاستثمار بالفن على المدى الطويل، هو الأنسب، لأن الفن هو المكسب الأكبر كونه طويل الأمد وقابلاً للمضاعفة مع الخيار الصحيح والجيد. أما الفترة الزمنية المناسبة لبيع اللوحات بعد اقتنائها، فبحسب خياط تصل الى خمس أو ست سنوات على الأقل، مشيرة الى أنه لابد من الالتفات لطبيعة الفن الذي نشتريه، وإذا ما كان الفنان حياً أو متوفياً، فالاستثمار مع الفنان المتوفي مربح دائماً.

وحول ثقافة الاقتناء في المنطقة، أكدت خياط ارتفاع الوعي، وكذلك الجهات الفنية التي تقتني، فبات هناك متاحف في الدوحة، ومؤسسة بارجيل في الشارقة، ومشروع السعديات في أبوظبي، وهذا كله يشير الى المناخ الفني الرائع، كما أن المقتنين وأصحاب المجموعات وثقوا مجموعاتهم عبر مواقع إلكترونية ونشروها، ومنهم من يشارك في معارض. وتتوزع نسبة المقتنين بين المنطقة والغرب بالتساوي، 50% من المنطقة، و50% من الغرب ولاسيما المؤسسات الثقافية والمتاحف الصغيرة، وهذا يشير الى وصول أعمال المنطقة لمتاحف العالم. أما اللوحات الأكثر مبيعاً، فهي لوحات الحداثة، وهذا مرتبط بالثقة بهذه المرحلة، وكذلك ندرة هذه الأعمال. وأشارت الى أن الدار تحرص على ايجاد الأعمال الحديثة من خلال الأعمال التي يصعب وجودها في السوق، فالمزاد يحمل عملاً للفنانة سامية حلبي يعود الى الستينات، وعلى الرغم من كون الفنانة على قيد الحياة ولكن أعمالها التي تتوافر من خلال الصالة التي تعمل معها ليست قديمة، وكذلك قدمنا عملاً للفنان صفوان داحول يعود الى التسعينات، فيما كانت لوحات الفنانة هادية شافعي من الأعمال المعاصرة اللافتة، فهذه الفنانة تعمل على الورق الملفوف والملون، ولكنها تنتج خمس لوحات في السنة. ونوهت خياط بوجود عملين من تركيا في هذا المزاد، مؤكدة ان غيابها الدورة الماضية، وقلتها في هذه الدورة ناجم عن الأمور اللوجستيكية المرتبطة بالتصدير والشحن، في حين عللت غياب الحركة الإماراتية بتقصير من قبل الدار، وقالت «قدمنا أعمالاً اماراتية في دورات سابقة وإن بشكل محدود، ولكن الإمارات بشكل عام بلد يافعة وحركة الفن فيها معاصرة جداً، وهناك معارض ووعي لدى الجمهور الإماراتي والفنان الإماراتي نفسه، ولكن لسنا نحن من يبحث عن اللوحات، بل غالباً ما يعرض علينا الكثير من اللوحات، ونحن ننتقي من الذي يعرض علينا ما هو أفضل».

تويتر