جاء تأسيسه عقب أيام من قيام الدولة

مجلس الوزراء تاريــخ من الإنجازات السبّاقة

صورة

لم تمرّ سوى أيام قليلة من إعلان الاتحاد وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر 1971، حتى بدأت سريعاً خطوات بناء الدولة ومؤسساتها من الداخل، ووضع اللبنات السليمة التي تسمح في ما بعد بتعلية البنيان، وتحقيق ما تطمح إليه الدولة الوليدة وقيادتها الفتية.

في هذا الإطار، وفي التاسع من ديسمبر أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مرسوماً اتحادياً بالتعيين الرسمي لأول مجلس للوزراء، وفي اليوم التالي عقد المجلس اجتماعه الأول برئاسة رئيس الاتحاد.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/02/Zayed-bin-Sultan-Al-Nahyan-(1).jpg

التاريخ هو الهوية الحقيقية للأمم والشعوب، وهناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول لا يتشابه ما قبلها مع ما بعدها، كما في تاريخ الثاني من ديسمبر 1971، الذي يمثل في حقيقته جوهر تاريخ دولة الإمارات، واللبنة الأساسية التي بُنيت عليها أسس قيام الدولة وتطورها ونموها، واستناداً إلى أهمية هذا التاريخ، وإلى حقيقة أن «تاريخ الإمارات المشرق لا يقل أهمية عن حاضرها الزاهي»، جاءت مبادرة «1971»، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف الإسهام في توثيق تاريخ الدولة في جميع المجالات.

واستلهاماً لهذه المبادرة المهمة، تأتي هذه الصفحة الأسبوعية التي تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، للتعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/02/29123_EY_11-01-2015_p28-p29-1.jpg


لمشاهدة صور تاريخية عن الموضوع، يرجى الضغط على هذا الرابط.


«حكومة المستقبل»

اعتمد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، منذ أيام، التشكيل الوزاري الجديد للحكومة الاتحادية الـ12 التي شهدت تغييرات هيكلية هي الأكبر في تاريخ الدولة، من حيث هيكلها التنظيمي، ووظائف وزاراتها الرئيسة، ورفدها بعدد كبير من وزراء الدولة للتعامل مع ملفات متغيرة. وشهدت الحكومة دخول ثمانية وزراء جدد لها، خمسة منهم من النساء، ويبلغ متوسط أعمار الوزراء الجدد 38 عاماً فقط.. وتبلغ أصغر وزيرة من العمر 22 عاماً. كما شهدت الحكومة الجديدة إضافة وزراء للتسامح والمستقبل والشباب والسعادة والتغيّر المناخي، ورفد قطاع التعليم بوزيرين جدد، إضافة إلى الوزير الحالي، وتشكيل مجلس أعلى للتعليم لمتابعتها، إضافة إلى تشكيل مجلس للشباب، ومجلس لعلماء الإمارات، وهي مبادرات تجعل من الحكومة «حكومة المستقبل» عن جدارة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/02/438880.JPG


مجلس الوزراء

يعدّ مجلس الوزراء الهيئة التنفيذية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويتولى تحت الرقابة العليا لرئيس الاتحاد والمجلس الأعلى تصريف جميع الشؤون الداخلية والخارجية التي يختص بها الاتحاد بموجب دستوره والقوانين الاتحادية. ويتكون مجلس الوزراء من رئيس المجلس ونائبيه والوزراء، ويقوم بأمانة السر فيه الأمين العام لمجلس الوزراء.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/02/438688.jpg

أول اجتماع لمجلس الوزراء (16-12-1971). أرشيفية

وعهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، بتشكيل ورئاسة أول حكومة بعد إنشاء الاتحاد، وذلك بتاريخ التاسع من ديسمبر 1971. وظل الشيخ مكتوم من ذلك التاريخ وحتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، في الرابع من يناير 2006، مشاركاً بصدق في المسيرة الوحدوية، متحمّلاً المسؤولية، حيث كانت بصماته المضيئة واضحة على الصعد القُطرية والعربية والعالمية.

لم يكن تشكيل حكومة ومجلس للوزراء عقب أيام معدودة من قيام الدولة عملاً سهلاً، فرغم الحماس القوي للدولة الجديدة، والرغبات الصادقة في تحقيق خطوات مهمة لترسيخ دعائم هذه الدولة، فإن الواقع كان يحمل كثيراً من الصعوبات والتحديات التي عمل الشيخ زايد بعزم لتذليلها، وهو يضع الملامح الأولى والتأسيسية للدولة. رغم الصعوبات، ورغم أن خيارات الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، في تشكيل الحكومة لم تكن واسعة، فإنه سريعاً ما أنجز المهمة وفق توازن دقيق، وقد وجد من الحكام تعاوناً ساعده على أن يأتي إلى حكومته بعدد من أذكى الشخصيات الوطنية وألمعها، فكانت النتيجة أن بعض هؤلاء الوزراء من الرعيل الأول لم يخدموا طويلاً في مواقعهم بحسب، إنما مازال بعضهم يخدم بلاده حتى يومنا هذا.

صعوبات التأسيس يصفها سموّ الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، الذي شغل منصب وزير المالية، منذ التشكيل الأول لمجلس الوزراء في التاسع من ديسمبر 1971 ولغاية تاريخه، قائلاً: «إن إنشاء الوزارات والمؤسسات الحكومية الاتحادية، مسؤولية كبرى وعبء لا يُستهان به»، مضيفاً في تصريحات وردت في كتاب «زايد رجل بنى أمة»، الصادر عن الأرشيف الوطني، للكاتب غريم ويلسون: «كنا أمام عوائق وصعوبات لا تقاس، صحيح أن الشيخ زايد كان يشجع كل من لديه مشكلة أن يأتيه بها لمساعدته على إيجاد الحل، لكن بالنسبة إلينا في مجلس الوزراء كنا نتردد في ذلك مخافة أن نزيد من أعبائه ومشاغله وهي كثيرة. كان تدخله فاعلاً حاسماً طبعاً، لكن لم نلجأ إليه إلا متى كنا بحاجة إلى الكلمة الفصل».

ويتذكر سموّ الشيخ حمدان الاجتماعات الأولى للمجلس قائلاً: «كان الشيخ زايد ينشر هالته فوق رؤوس الجميع، وكان المجلس ينهل من ينبوع حكمته، أما وقته فكان كريماً به، لا يتعب حتى نتعب. ولم يكن يسمح بأن يحول أي عائق مهما يكن دون تحرك مسيرة التقدم، لكنه كان مدركاً تماماً أن كل عضو من أعضاء المجلس كان في بيئة جديدة عليه وغير مألوفة. صحيح أن إنشاء الوزارات كان اختباراً جديداً بالنسبة للإمارات، لكن المجلس كان يضم بين أعضائه خيرة الرجال وأذكاهم، وكانوا محاطين بمساعدين هم أيضاً من أصحاب المواهب والكفاءات».

بينما يوضح ثاني عيسى بن حارب، الذي كان وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة الاتحادية الأولى، أولويات القيادة والحكومة في ذلك الوقت، مشيراً إلى أن «الشيخ زايد كان واضحاً وحاسماً في أن الإمارات لديها أولويات تأتي في الأهمية قبل الأبنية الفخمة للوزارات وفرشها بالأثاث الفاخر، فالرئيس يريد نتائج تنموية فورية على الأرض».

نقلة أخرى شهدها تاريخ مجلس الوزراء في الإمارات في 30 من أبريل 1979، مع قرار المجلس الأعلى للاتحاد بتكليف المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، بتشكيل مجلس الوزراء الجديد، وقد أعلن الشيخ راشد، طيب الله ثراه، عقب تشكيل الحكومة في الأول من يوليو عام 1979 الخطوط العريضة للسياسة التي تنتهجها الحكومة فقال: «إنني أقدر ضخامة المسؤولية، وأرى لزاماً عليّ أمام أهلي وبلدي أن أكون واضحاً بما أنادي به، وبما أعتقد أنه كفيل بتحقيق الأهداف التي من أجلها تقبلت حمل الأمانة. إنني والوزراء لا نعد بتحقيق المعجزات، ولكننا سنبذل أقصى ما نستطيع للسير باتحادنا قدماً في شتى الميادين، وهذا يتطلب أولاً مشاركة المواطنين كل في اختصاصه وميدان عمله في تحمُّل المسؤولية وأداء الواجب، فالمسؤولية بيننا مشتركة جميعاً».

في الخامس من يناير 2006، انتخب أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتكليف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة. وأدى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأعضاء حكومته الجديدة، في 11 فبراير 2006 اليمين الدستورية أمام صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. ومنذ تولي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مهامه نائباً لرئيس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء وحاكماً لإمارة دبي، تسارعت وتيرة الإنجازات وتعدّدت أوجه المبادرات.

ومازالت الإمارات تبهر العالم، بما تحققه من إنجازات غير مسبوقة، ليصبح شعب الإمارات «أسعد شعب» في «أسعد وطن».

أرقام وأحداث

4

تعتمد «رؤية الإمارات 2021» أربعة مبادئ رئيسة: شعب واثق طموح متمسك بتراثه، واتحاد قوي يجمعه المصير المشترك، واقتصاد تنافسي بقيادة إماراتيين يتميزون بالمعرفة والإبداع، وجودة حياة عالية في بيئة معطاءة مستدامة.

21

كان أول قانون يصدره المجلس، هو التشريع الخاص بقوة الاتحاد الدفاعية في 21 ديسمبر 1971.

9

في التاسع من ديسمبر أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مرسوماً اتحادياً بالتعيين الرسمي لأول مجلس للوزراء، وفي اليوم التالي عقد المجلس اجتماعه الأول برئاسة رئيس الاتحاد.

8

في الثامن من ديسمبر 1971 زار الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، أبوظبي وقدم إلى الشيخ زايد أول حكومة في تاريخ الإمارات، ليعلن عنها رسمياً في اليوم التالي.

إنجازات متفرّدة

شهد عام 2007 إنجازات متفرّدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على المستويين المحلي والإقليمي، ففي 17 من أبريل كشف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن ملامح استراتيجية حكومة دولة الإمارات، التي وضعت ضمن أهدافها تحقيق تنمية مستدامة في جميع مناطق الدولة، واستثمار الموارد الاتحادية بشكل أكثر فاعلية، إضافة إلى ضمان أكبر قدر من المتابعة والمحاسبة والشفافية في عمل الأجهزة المختلفة.

«الإمارات 2021»

أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في فبراير 2010، وثيقة وطنية بعيدة المدى هي «رؤية الإمارات 2021»، التي تطمح إلى جعل الإمارات في مصاف أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد. تستلهم الرؤية مبادئها من برنامج العمل الوطني، الذي أعلنه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتقتدي بسيرة الآباء المؤسسين، وتشكل الإطار العام لجميع خطط العمل الحكومية خلال السنوات المقبلة.

تويتر