تقاليد الرماية التراثية أبهرت جمهور ختام بطولة «فزاع للرماية»

المهارات الإماراتية والعُمانية تنفرد بـ «السكتون»

صورة

حققت بطولة فزاع للرماية بوساطة البندقية التراثية «السكتون»، الأهم في ختام منافساتها، مساء أول من أمس، في ميدان الرماية المخصص لشرطة دبي، بمنطقة الروية، وهو إثارة الاهتمام بهذا الموروث المحلي من قبل شرائح عديدة في المجتمع، سواء على صعيد الممارسة الفعلية من قبل هواة ومحترفين، أو عبر الاستمتاع الجماهيري بمتابعة هذا الموروث.

وجاءت كثافة طلبات المشاركة في البطولة، التي يقوم بتنظيمها سنوياً مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بمثابة مؤشر مسبق إلى هذا النجاح، قبل أن تضطر اللجنة المنظمة إلى زيادة عدد أيام البطولة من أجل استيعاب الأعداد الإضافية في نسخة اعتبرت الأكثر زخماً من حيث أعداد المشاركين، في مختلف فئاتها التي ضمت رجالاً وسيدات وناشئين، وأيضاً فئة كبار السن، فضلاً عن وجود مسابقة خاصة للفرق، وهي مسابقة إسقاط الصحون.

الموروث «قادم»

قال رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، العميد محمد عبيد المهيري، إن هناك ردة إيجابية لدى قطاعات واسعة من الشباب إلى الموروث، وهو ما يؤشر إليه حجم الإقبال على منافسات الرماية للناشئين بصفة خاصة، فضلاً عن النتائج الإيجابية التي تحققت عبر البندقية التراثية «السكتون».

وأضاف: «حظيت البطولة بنتائج مميزة في مرحلة التصفيات، وتحديداً ضمن فئة الناشئين بتسجيل أفضل زمن قدره 78 من 80، وهي النتيجة الأفضل في هذه الفئة، وفضلاً عن ذلك فقد تم تسجيل نتيجة مميزة أيضاً في مرحلة التصفيات ضمن فئة «إسقاط الأطباق»، وكانت 7.84 ثوانٍ.

وأشاد المهيري بالاهتمام الجماهيري أيضاً بمتابعة فعاليات البطولة التراثية، فضلاً عن التغطية الإعلامية الواسعة التي تعكس رسالة الإعلام الهادفة في دعم كل ما من شأنه الحفاظ على الموروث المحلي الإماراتي.


مشاركة نسائية مميزة

قالت مدير إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن النسخة الحالية من بطولة الرماية بالسكتون جاءت الأقوى من حيث كم ونوعية المشاركة النسائية في البطولة.

وأضافت: «وصول هذا الشكل المهم من أشكال الموروث المحلي إلى شرائح واسعة من الفتيات والسيدات، فضلاً عن الناشئين، يعني أن أحد أهم أهداف إطلاق مختلف بطولات فزاع التراثية، يتحقق بالفعل، بعد أن ظل الرجال هم الأكثر مشاركة في هذا النوع من البطولات، نظراً إلى طبيعته الخاصة التي قد يستغربها البعض بالنسبة لفئة السيدات».

وأضافت: «بطولات فزاع التراثية كانت سباقة حينما أصرت على أن تكون بطولة الرماية تحديداً مفتوحة للجنسين، وبعد أن كانت المشاركات محدودة في الدورات الأولى، أصبحنا بصدد مشاركة نسائية مرتفعة الوتيرة، ومتميزة أيضاً من الناحية الفنية».

وعاد مشاركو سلطنة عمان ليتقاسموا التألق في بطولة السكتون، مع المشاركين الإماراتيين، حيث يعد الرماة العمانيون الأكثر تميزاً بين الرماة الخليجيين المشاركين في المسابقة، لاعتبارات كثيرة، أهمها توغل موروث الرماية بالسكتون بشكل كبير بين شرائح مختلفة في المجتمع العماني، لدرجة أن وجود البندقية السكتون أحد مظاهر التمسك بالتراث والهوية المحلية لدى قطاعات واسعة من أبناء سلطة عمان. في المقابل برزت المشاركة النسائية بشكل لافت خلال فعاليات البطولة، حيث حققت عفراء بنت خميس المقبالية، من سلطنة عمان، المركز الأول ضمن فئة السيدات بنتيجة 76 من أصل 80 هدفاً لتحافظ المقبالي على المركز الأول الذي حققته في نسخة البطولة السابقة العام الماضي أيضاً.

وفي فئة الرجال التي تعد الفئة الأبرز والأقوى، تعادل المتنافسان سليمان الدرعي ومبارك السلطي بنتيجة 79 هدفاً لكل منهما، ما تطلب إجراء جولة إضافية حاسمة بين المشتركين، حيث فاز سليمان بنتيجة 79 إصابة، وذهب المركزان الثاني والثالث للعمانيين مبارك السلطي وعبدالله الحمر، بنتيجة 79 و78 على التوالي.

وجاءت بطولة الناشئين عمانية بامتياز، مع مشاركة إماراتية في الجوائز، حيث فاز العماني، أسامة المعشني، بالمركز الأول، محققاً 78 إصابة صحيحة للهدف، وهي المرة الأولى التي يفوز بالمسابقة، علماً بأنه يشارك في البطولة للمرة الثالثة. وعبر أسامة عن سعادته في الفوز، مؤكداً حقيقة صعوبة المنافسة هذه السنة مقارنة مع دوراتها الماضية، حيث إن العديد من المشاركين يشاركون للمرة الثانية أو الثالثة فيها.

وقال المعشني إن فوزه جاء بفضل التدريب المتواصل بواقع مرتين في الأسبوع، لمدة ساعتين في اليوم الواحد. وحل في المركز الثاني مواطنه العماني بشار الحمر، بنتيجة 78، وكان المركز الثالث من نصيب عبدالله المقبالي من الإمارات بنتيجة 77.

بطلة رماية السيدات، عفراء بنت خميس، وصفت رحلتها مع التتويج قائلة: «أحرص على التدريب بواقع ثلاث ساعات يومياً تقريباً، لاسيما أن هذه البطولة تعد الأصعب والأقوى في المنطقة. وكان للتكنولوجيا المستخدمة دور في تحقيق الفوز هذه السنة، لأنها تساعد على إصابة الهدف بطريقة أسهل من الأعوام الماضية». وكان المركز الثاني في فئة السيدات من نصيب مواطنتها موزة الكعبية، بينما حلت المتنافسة الإماراتية غسية الدرعي في المركز الثالث.

أما بطل رماية «الرجال، سليمان الدرعي، الذي يشارك في هذه البطولة للمرة الثالثة، فقد أكد أنه اكتسب خبرات كبيرة في هذه البطولة، الأمر الذي لعب الدور الأكبر في فوزه». وأضاف: «يحمل هذا الفوز طعماً ونكهة خاصة لم أشعر بهما في السنوات الماضية».

وفي فئة رمي الأطباق، فاز الفريق المكون من خميس ونعمان الدرعي من عمان، في المركز الأول، وحققا رقماً قياسياً جديداً، وهو 7.10 ثوانٍ. وأعرب المتنافسان عن سعادتهما بالفوز، علماً بأن هذه هي المرة الثالثة التي يشاركان في المسابقة، وحققا العام الماضي المركز الثاني.

وفي المركز الثاني حل العمانيان غيث وهلال السيابي، وجاء في المركز الثالث الإماراتيان سيف وعلي الكعبي.

وحرص مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع في شرطة دبي، اللواء محمد سعيد المري، على حضور فعاليات المرحلة الختامية للبطولة، يرافقه الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله بن دلموك، ومدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة، مدير إدارة الدعم المؤسسي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، محمد عبدالله بن دلموك، وأعضاء اللجنة المنظمة في المركز. وقال اللواء محمد سعيد المري: «تعد بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين (السكتون) من أنجح البطولات التراثية التي تقام في الدولة نظراً إلى كونها تعكس جانباً مهماً من موروثنا الأصيل حيث تمثل بندقية السكتون بداية تطور الرماية في دولة الإمارات، بشكل عملي».

وأعربت مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، عن فخرها بالمستوى اللائق الذي ظهرت به نسخة هذا العام من البطولة، الجميع لمس هذا المستوى العالي الذي وصلت إليه البطولة في دورتها الأخيرة بشكل خاص، وهو نجاح جماعي لكل من شارك في خروجها على هذا النحو، سواء من حيث خوض المنافسة أو في تنظيمها».

تويتر