حضر انطلاق عروض الملحمة الغنائية «الفارس» في مركز دبي التجاري

محمد بن راشد: الإبداع الهادف يرتقــي بالشعوب

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «الإبداع الهادف في شتى صوره وقوالبه، ذو أهمية كبيرة، لما له من أثر طيب يسهم في بناء الأمم ويرتقي بالشعوب»، منوهاً سموه بأن «الكلمة الصادقة مسؤولية كبيرة، لما لها من أثر بالغ في الارتقاء بالفكر وتحقيق ريادة الشعوب وتقدمها وتحفيزها على الإنجاز خصوصاً إذا ما اقترنت بإبداع خلاق يسهم في وصولها إلى الناس، وتشجيعهم على إعمال العقل في مضمونها وقيمتها».جاء ذلك، خلال حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العرض الأول للملحمة الشعرية الغنائية «الفارس» الذي أقيم أمس، في قاعة الشيخ راشد في مركز دبي التجاري العالمي. وتعبيراً عن دعمه وتقديره للإبداع والمبدعين، صعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى خشبة العرض وصافح فريق العمل.

كما حضر العرض سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخة الجليلة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الوزراء ومديري الدوائر وكبار الشخصيات وما يزيد على 2000 مشاهد.

طواف

عمل «الفارس» طاف في دول عدة في مرحلة الإعداد والتسجيل الموسيقي وتصوير المشاهد السينمائية التي تستخدم خلال المسرحية خلفية للعرض الحي. وشملت جولة الفريق الإمارات وأوكرانيا وماليزيا وبريطانيا ولبنان لتقديم عمل فني بالغ التميز بخبرات وطاقات فنية وإبداعية توزعت حول العالم، وبالاستفادة من المشاهد الطبيعية التي تخدم قصة العمل وتسهم في تأكيد ما يحمله من قيم وأفكار تدعو إلى عالم يسوده الود والوئام والسلام وتجمع فيه روابط المحبة والتعاون شعوب الأرض، ليكون الأمل حافزاً للناس على التطوير والبناء نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.


30 قصيدة

تم استلهام مسرحية «الفارس» من نحو 30 قصيدة من القصائد التي نظمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جاء اختيارها عقب فترة من البحث والدراسة المتعمقة لأكثر من 150 قصيدة لسموه، وذلك لاختيار الأبيات التي تحمل المعاني والرسائل المقصود توصيلها إلى الجمهور وتخدم الفكرة العامة للعمل، حيث جرى نسج قصة «الفارس» بمداد من تلك القصائد، بينما أشرف على إتقان الممثلين لنطقها بالأسلوب الصحيح الشاعر الإماراتي سيف السعدي، وتولى مهمة صياغة النص المسرحي كل من الفنان غدي الرحباني والشاعر مؤيد الشيباني.

وجاء العمل برؤية مبتكرة ومحتوى درامي غير تقليدي، إذ انتصر «الفارس» للحكمة والتعايش والتسامح والبناء والازدهار. واستعان المخرج بمشاهد مستوحاة من نبض الحياة في مدن عربية عديدة قبل أن يصل إلى دبي، لؤلؤة المدن، ليكون المشهد الختامي يحاكي سيرة دبي.

وخلال المسرحية الغنائية التي يقدمها «براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي بالتعاون مع «الرحباني للإنتاج» تألق في أداء دور «فارس»، وهي الشخصية الرئيسة في العرض، الفنان اللبناني غسان صليبا الذي شاركته البطولة الفنانة الإماراتية «بلقيس» في دور «شموس» ببراعة، على الرغم من كون هذه المشاركة التجربة الأولى لها في مجال المسرح الغنائي، لتثبت رجاحة رأي مبدع العمل ومخرجه مروان الرحباني الذي أضاف بمسرحية «الفارس» علامة فارقة جديدة في تاريخه الحافل بالنجاحات في مجال المسرح الغنائي، في حين تكاملت عناصر العرض لتقدم عملاً ملحمياً من طراز فني فريد قوبل باستحسان واسع من الجمهور الذي امتلأت به قاعة العرض الذي يستمر حتى التاسع من يناير الجاري.

وأكدت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المري، أن «الملحمة الغنائية المستوحاة من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ترسخ مكانة دبي وجهة رائدة للإبداع، وأن المسرحية رسالة خير من دبي إلى العالم تحمل بين ثناياها معاني إنسانية رفيعة نابعة من ثقافتنا العربية الأصيلة وقيمنا الإسلامية السمحة، وتقدم دعوة إلى العالم أجمع لإحياء تلك القيم لتكون عوناً لشعوبه على تجاوز التحديات التي أثقلت كاهل الناس، ولتشيع الأمل في النفوس وتدعو للخير والنماء وتبشر بآفاق أرحب حافلة بالفرص يعمها الوئام وتظللها السعادة».

وأضافت المري أن «دبي مدينة عالمية يقطنها ويعمل فيها جاليات أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، وما نقدمه لهذا المجتمع بالغ التنوع وهو في واقع الأمر مخاطبة لكل تلك الشعوب الممثلة في نسيجها المجتمعي، لذا حرصنا على أن يكون العمل مصحوباً بترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وإن كانت الرسائل التي يحملها تعبر عن نفسها من خلال عناصر العمل التي تم اختيارها بدقة وغزلها بمهارة فائقة من خلال المزاوجة بين الأشعار والحوار والديكور والأزياء والموسيقى السيمفونية والمشاهد السينمائية التي دعمت العرض الحي على المسرح». وأوضحت أن العمل أقرب ما يكون في ذلك إلى فن الأوبرا الذي يتابعه الجمهور ويتلقى معانيه، بغض النظر عن اللغة المستخدمة في العرض.

وتُعد مسرحية «الفارس» التي تعرض في قاعة الشيخ راشد بمركز دبي التجاري العالمي التعاون الثالث للرحابنة مع دبي، حيث سبق أن قدموا في عام 2001 مسرحية «أبوالطيب المتنبي» وفي عام 2007 مسرحية «زنوبيا» لتأتي ملحمة «الفارس» تتويجاً لهذا التعاون وعلامة فارقة في سجل المسرح الغنائي العربي وإضافة مهمة لتاريخهم الفني الطويل والحافل بالإنجازات الفنية المتميزة.

وأعرب مروان الرحباني عن سعادته بالتعاون مع «براند دبي» في تقديم هذا العمل الذي يأتي في أعقاب تعاون ناجح مع دبي خلال السنوات السابقة قدم من خلاله أعمالاً ستظل علامات مضيئة في رصيده الإبداعي. وقال إن «من دواعي سروري أن يكون لي إسهام في تقديم هذا الإنتاج الفني المتميز الذي حرص الجميع فيه على تقديم أفضل ما لديه، كل في مجال تخصصه، ولا شك أن المصدر الذي استوحينا منه فكرة العمل وهو أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي قدمت لنا ركيزة مهمة عززت ثقتنا بنجاح العرض الذي راعينا فيه التعبير عن الأفكار والقيم التي حملتها القصائد بأسلوب إبداعي جديد في إطار من الخيال الذي يبتعد عن حدود الواقع إلى آفاق المأمول، لتقدم للعالم رسالة سلام ووئام تصلح لكل زمان ومكان».

موسيقى سيمفونية

تعتبر الموسيقى الملحمية من أبرز ما يميز العمل الفني الرفيع «الفارس» حيث حرص «براند دبي» على الاستعانة بأفضل الأوركسترات العالمية لتسجيلها، حيث وقع اختيار الرحباني على الأوركسترا السيمفوني الأوكراني، الذي يعد من بين أهم وأشهر الفرق العالمية المتخصصة في الموسيقى السيمفونية. كما تم اختيار استوديو «ذي دي دي» في كييف لتسجيل الموسيقى، لأنه الأشهر في أوروبا ضمن هذا المجال علاوة على الاستعانة بالأوركسترا السيمفوني اللبناني لتسجيل الموسيقى ذات الطابع الشرقي.

وشارك في إعداد العمل الفني الكبير فريق عالمي يضم أكثر من 800 فنان وعارض وخيّال وموسيقي وتقني يمثلون ما يزيد على 30 جنسية مختلفة، بالتعاون مع فريق من الكوادر الوطنية الشابة المتميزة التي اجتهدت لتقديم أفضل ما عندها للخروج بالعمل في أفضل صورة ممكنة، حيث عكس هذا المزيج الثقافي المتميز روح مجتمع دبي المتنوع والمتناغم الذي تذوب فيه حواجز الثقافة واللغة ليكونوا جميعاً جزءاً فاعلاً من هذا النسيج المجتمعي الفريد.

تويتر