يحافظ على الحرف البرية ذات التقاليد الأصيلة في الإمارات

«الشيخ زايد التراثي» رهان على إرث الأجداد

يسعى مهرجان الشيخ زايد التراثي من خلال عرضه للحرف البرية لشعب دولة الإمارات، إلى الحفاظ على إرث الآباء والأجداد من خلال نقل هذه الحرف والعادات والتقاليد للأجيال الواعدة. من المصدر

يحافظ مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، على الحرف التراثية الأصيلة ومنها الحرف البرية، التي يسعى من خلالها إلى إبراز ملامح الحياة التراثية لشعب دولة الإمارات الأصيل، ونقل رسالة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي لشعب دولة الإمارات.

عبق الماضي

فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي لهذا العام تستمر بأجواء تراثية مفعمة بعبق الماضي، وسط حضور وإقبال جماهيري متميز، يعبر عن حب الجمهور وتعطشهم للاطلاع على تراث الأجداد، خصوصاً أن المهرجان يهدف إلى تسليط الضوء على الإرث الإماراتي، وعرض ثراء التقاليد، والتراث، والثقافة الإماراتية، ومدى تنوّعها عبر طرق تثقيفية وتعليمية تفاعلية.

 ويسعى مهرجان الشيخ زايد التراثي من خلال عرضه للحرف البرية لشعب دولة الإمارات، إلى الحفاظ على إرث الآباء والأجداد من خلال نقل هذه الحرف والعادات والتقاليد للأجيال الواعدة من أبناء الوطن، وتعريف المقيمين والسائحين من زوار المهرجان بهذه الحرف، ومنها السدو والغزل والخرج، وحرفة البرقع التي تعد من أهم مكونات الأزياء التراثية التقليدية في الدولة، بالإضافة إلى حرفة قلي القهوة التي يعتبر تقديمها من عادات وأصول الضيافة لدى شعب الإمارات.

وتُعد حرفة نسج الصوف المعروفة «بالسدو» من الحرف التقليدية القديمة، التي كانت منتشرة في البادية ولاتزال، وذلك لارتباطها بوفرة المادة الأولية المتمثلة في صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز والقطن، ولهذه الحرفة استخدامات متعددة عند البدو، لأنها تعتبر من العناصر الأساسية في تكوين بيوت الشعر التي تعتبر مساكن متنقلة لهم، وتتناسب مع ظروف البيئة والحياة التي يعيشونها، إلى ذلك تعتمد حرفة «السدو» على جهد المرأة في المقام الأول، وتعبر من خلالها عن تقاليد فنية عريقة ضاربة بجذورها عمق التاريخ، حيث تتفنن المرأة البدوية في زخرفة ونقش «السدو» بنقوش كثيفة، وهي عبارة عن رموز ومعانٍ مختلفة يدركها أهل البادية ويعرفون ما تحمله من قيم، ويتميز «السدو» بألوانه الزاهية المتنوعة وزخارفه الجميلة.

كما أن حرفة «الغزل» تعتمد على المغزل، وهو قطعة من أعواد الشجر الأملس، ويكون في رأس المغزل قطعة حديدية تسمى «السنارة» ووظيفة المغزل الأساسية هي برم الشعر وغزله، أما «الدجة» فهي مجموعة من خيوط الشعر المغزولة والمبرومة بواسطة المغزل، وتشبه «الدجة» الكرة المدورة، حيث إنه من دون هذه «الدجة» لا تستطيع المرأة البدوية أن تصنع أي نوع من الأسدية.

ومن الحرف البرية الأصيلة لدى شعب الإمارات حرفة الخري «الخرج» والعتاد، الذي يوضع على جانبي الدابة وكثيراً ما يوضع على ظهر الجمل وتوضع به المعدات الخفيفة للبدو في السفر، والعتاد تعني عدة الشيء، وعتاد المطية «الإبل» هي الأدوات المرتبطة بها مثل الأدوات الخاصة بركوب واقتياد الإبل. ويعتبر البرقع من أهم مكونات الأزياء التراثية التقليدية، وأداة من أدوات الزينة عند النساء قديماً، التي دأبت على ارتدائه المرأة الإماراتية في الماضي عند عقد قرانها، وكان البرقع يغطي معظم الوجه باستثناء العينين اللتين تخصص لهما فتحتان ويفصل بينهما السيف، وهو عصا خفيفة تأخذ شكل المستطيل وتوضع في وسط البرقع لتثبيته وتكون على الأنف حين يتم ارتداؤه، وتمثل حرفة قرض البراقع إحدى أبرز الحرف التراثية التقليدية.

ومن رموز الضيافة الإماراتية القهوة العربية الأصيلة التي تكاد تكون رمز الضيافة اليومية الأول في الإمارات، وكلما كانت طازجة ومحضرة بالطريقة المناسبة وبدرجة تحميص معينة تكون النتيجة رائعة، كما تمر طريقة إعداد القهوة بمراحل عدة وهي، تحميص القهوة على الحطب بنار هادئة حتى الاحمرار، ثم تضاف إلى الماء حتى الغليان، ويضاف الهيل أو الزعفران حسب الرغبة، ثم تصفى في الدلة النحاسية وتقدم في فناجين صغيرة، بدءاً من الضيف الكبير مروراً بالآخرين.

تويتر