24 فناناً في معرض جماعي بـ «آرت بلس» غاليري في دبي

«تعبير».. حوار بين التجريد والواقعية والرسم على الفساتين

صورة

تحت عنوان «تعبير» انطلقت صالة «آرت بلس» في منطقة القوز، مقدمة من خلال المعرض الجماعي الأول، مجموعة فنانين تنوعت مدارسهم التشكيلية، بين التجريد والواقعية. أوجد المعرض الذي افتتح أخيراً بمشاركة 24 فناناً من ألمانيا واليابان والعالم العربي، يقدمون 43 عملاً، وأنماطاً فنية متباينة، منها ما كان شديد الالتصاق بالواقع، فترجم من خلال التراث والوجوه، ومنها ما أتى على التصاق تام بالمنحى التجريدي المشرق الألوان، فأبرز جماليات الطبيعة. كل هذه الأعمال نجحت في نقل المتلقي الى عوالم متباينة بقدر ما هي متلامسة مع الواقع، تبعدنا عنه، وذلك لفرط جمالية الطرح الفني.

أزياء

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/413610.jpg

أقيم على هامش المعرض عرض أزياء، شاركت فيه المصممة التايلاندية عايشة، التي قدمت مجموعة من التصاميم التي تمزج بين الخيال والواقع، فقدمت القصات التي تحمل الكثير من التطريز، والغرابة في تركيب الأجنحة للعارضات على الملابس، أو حتى الفستان الذي يتحول الى طائر الطاووس، بواسطة الحبال التي ترفعه من الخلف. إلى جانب هذه التصاميم، حملت العروض مجموعة من التصاميم التي رسمت عليها الفنانة المغربية لمياء منهل بالأكريليك بأسلوب تجريدي.


منصة جديدة

أكّد مؤسس صالة آرت بلس، ياسر الفرا، أن الصالة منصة جديدة تمنح الفرصة لمجموعة من الفنانين لعرض مهاراتهم، وتطوير المستوى الفني من خلال ورش العمل التي تعتمد على جلب فنانين من الخارج، وتبادل الخبرات. ولفت الى أن الصالة ستركز على المعارض الجماعية، مع انفتاح على البلدان على اختلافها، وعلى تبادل الخبرات بين الأجيال الفنية المتنوعة، مع التأكيد على استقطاب الشباب. ولفت الى أن الصالة ستنظم معارض ذات طابع خاص، ومنها معارض خاصة بالمرأة في يوم المرأة، وستتم رعاية المشاركين، بينما تترك لهم الحرية في اختيار أعمالهم. وشدد على أنه يحرص على منح الناس فرصة التعرف الى موضوعات جديدة، ومنها عرض الأزياء والرسم، والورش التي تقدم أنواعاً متباينة من الفنون، ومنها صناعة الورود التي ستقام الشهر المقبل.

لا يمكن إيجاد التقارب في المعارض الجماعية، فلكل فنان أسلوبه الخاص، ولكن يبقى التشابه بين المناهج الفنية هو حلقة التواصل بينها في المعرض، فالتقت الوجوه من خلال أعمال عديدة، ومنها أعمال الفنان الإماراتي فيصل عبدالقادر، والسورية فاليا أبوالفضل، وشيرين بزي، وفهيمة فتاح، وحيدر القسام. أتت الوجوه مثقلة بهموم الحياة، وتنشد الفرح والحب. أما الفنان السوري سيمون معروف فأتت لوحاته الزيتية شديدة الشبه بلوحات آندي وارهول. بينما تأخذنا الفنانة المغربية لمياء منهل الى عالمها التجريدي مع الألوان المشعة والمشرقة بالأمل، والتي تترك فيها جسد الأنثى يفيض بعذوبته من خلال الألوان.

شارك الفنان الإماراتي فيصل عبدالقادر بلوحات تراثية المنحى، وقال عن مشاركته: «شاركت من خلال ثلاث لوحات، واعتبر المعرض فرصة لمعرفة ردود فعل الناس حولها، لاسيما أنها لوحات أنجزتها خلال العام الجاري، وهي تعبر عن المرأة وكيف تعبت في الماضي، فهي تحمل رسالة خاصة عن تعب المرأة بعملها في الماضي». ولفت الى أن اللوحة الواقعية اليوم لها جمهورها، وتفرض نفسها، وهي ليست نسخة عن الصورة، إذ يضيف الكثير الى الصور التي يلتقطها حين يبدأ بعملية الرسم عليها.

وأشار الى كونه يعمل على جلب الواقع الى فن الحداثة، فهناك محاولة للمزج بين الاثنين، مشدداً على أن البيئة الإماراتية خصبة وملهمة، فهناك أماكن كثيرة يمكن تصويرها وتقديمها في الإمارات.

أما الفنانة العراقية ومنظمة المعرض، ندى الهاشمي، فلفتت الى أن مشاركتها أتت بعملين تجريديين، تبرز من خلالهما الحياة، منوهة الى أنها توجهت اليوم الى الفن التجريدي لأنها باتت تعمل على تقنية اللون. أما تنظيمها للمعرض، فشددت على أنه ليس الأول لها من حيث التنظيم، موضحة أنها تسعى الى إيجاد التقارب بين المدارس الفنية المتباينة، وتحرص على جمع التنوع في الأعمال.

جمعت الفنانة فرح اليوسف الواقعية مع التجريد، وقالت عن المدرسة التي تتبعها، إن «الأعمال هي نتاج تجربة طويلة، وهي مستوحاة من البيئة التي تحيطني، ولهذا قدمت طائر الفلامينغو الموجود في حديقة رأس الخور بدبي، وكذلك عملاً آخر مستوحى من الطبيعة بعنوان (شجرة)». ورأت أن المعرض الجماعي فرصة للتعرف الى فنانين جدد، ورؤية أساليبهم الفنية، وما يقدمون، فهناك حاجة دائمة لدى الفنان إلى التواصل مع الفنانين، ومتابعة تطور الفن التشكيلي في الوطن العربي، وتبادل الخبرات في التقنيات والأساليب. واعتبرت ان المشاركة في معرض جماعي يدعم الفنان، ويمكنه من مواصلة العمل واستمرارية وجوده على الساحة الفنية.

أما الفنانة السورية فاليا أبوالفضل، فأشارت الى أن اللوحة التي شاركت فيها تقدم مفهوم الحب، فرسمت مراحل التطور من خلال عمل حمل عنوان «حب الحياة»، وهي عبارة عن شخص يمر في أكثر من مرحلة، بدءاً من الطفولة وصولاً الى الشباب والنضج، حيث إن المحبة هي مصدر القوة لديه من أجل الانتصار على قسوة الحياة. وأشارت الى أن الطفولة دائماً جميلة، ولكنها في بعض الأوقات تكون قاسية، وقد تولد لدى المرء عدم الرضا، فالمحبة تشعر المرء بالقدرة على التغلب على هذا الحزن الموجود، لأن الحب يولد الحب، موضحة أن رؤية المشاهد المؤلمة تعلم القسوة، ولهذا تقابلها بالمحبة، فتكسرها من خلال الحب، لأن الأخير هو مرادف الحياة.

الخطاط العراقي محمد النوري، شارك في لوحة واحدة، واختصر هذه المشاركة بالقول، إن «هذه اللوحة تعود لمجموعة عملت عليها من معرض اسمه (ذاكرة جدار)، وهي تقدم أشياء تتعلق بماضينا، فالجدار هو ذاكرة الزمن، بكل ما يحمله من كتابات». ولفت الى أنه حين يزور المدن القديمة، يلتقط الصور للجدران، ثم يعمل عليها ويضيف اليها النص العربي. ولفت الى أن الخط العربي فن كتبت فيه المعلقات قديماً، وهو يحمل هوية، ففن الرسم عالمي، ولكن الخط يحمل الهوية الفنية العربية، مؤكداً أن حبه للنص هو الذي يحكم خياره له الى جانب اللون، فالقصيدة التي تحمل ايقاعاً غنائياً، والاستماع لها والعيش معها يأخذ زمناً، ولهذا تنضج قبل أن تستخدم.

أما الفنانة المغربية لمياء منهل، فقدمت لوحات تجريدية، ورسماً على الملابس، وقالت عن التجربة: «اللوحات تتحدث عن المرأة وعاداتها وتقاليدها، سواء في المغرب العربي أو الخليج، وأنا أعمل بأصابعي فقط، فلا أستخدم الريشة». أما الانتقال للرسم على الملابس، فأتى نتيجة عملها مع المصممين على الأقمشة، مشيرة الى أنها تستعمل الاكريليك مباشرة على الملابس، فتضع اللون الأولي بلون الأقمشة، وبعدها تضاف الألوان، مؤكدة أنها قابلة للغسيل، فالألوان لا تزول، منوهة بأن الإمارات من البلدان المحفزة على التقدم والابتكار، وهذا ما دفعها الى تقديم هذه الفكرة.

تويتر