Emarat Alyoum

جورج بهجوري.. رحلة عمر مع الإبداع

التاريخ:: 22 نوفمبر 2015
المصدر: محمد جرادات ـــ الشارقة
جورج بهجوري.. رحلة عمر مع الإبداع

ملخصاً لمسيرة فنان رائد، ومحطاته الطويلة مع الإبداع، يأتي معرض «علامات فارقة»، الذي يستضيف فيه متحف الشارقة للفنون 80 عملاً متنوعاً للفنان المصري جورج بهجوري، الذي افتتح أخيراً، ويستمر حتى نهاية العام الجاري.

يوميات مصرية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/398292.jpg

يصور بهجوري مصر كعالم يظهر صالحاً لكل زمان وغير متغير، وهو مكان مثالي، وأسطوري متجذر بعمق في ماضي الحكايات الفلوكلورية، ويتجنب بهجوري عن قصد تمثيل آثار الصناعة، ويفضل أن يصور المناظر الرعوية للريف أو مشاهد للاعبي الورق وهم يجلسون حول طاولة في زاوية مقهى تقليدي، وهكذا ترتبط لوحاته بعالم المدينة الفاضلة التي نجت من عواقب الحداثة. ولا تبدو السخرية بعيدة عن أعمال بهجوري، حيث تسعى العلاقة القائمة بين الواقع والمحاكاة الساخرة إلى تحقيق حالة من التوازن الدقيق.


6 نسخ

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/398290.jpg

قالت عليا الملا، لـ «الإمارات اليوم»: «بدأ مشروع علامات فارقة الذي يستضيف معارض لفنانين منذ عام 2010، وكان المعرض الأول للفنان إسماعيل الرفاعي، تلاه في السنة الثانية معرض آخر للفنانة نجاة مكي، وفي النسخة الثالثة من علامات فارقة جاء معرض الفنان عبدالقادر الريس، ومن ثم الفنان عبداللطيف الصمودي، وفي النسخة الخامسة كان للمصور نور علي راشد، وفي النسخة السادسة الحالية معرض الفنان جورج بهجوري».

 وتتنوع أعمال بهجوري إلى منحوتات، وأعمال على السجاد، ورسوم وصور ومجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية، مقسمة حسب الأسلوب والزمن والمحطات، وتتضمن محطة باريس التي كانت بمثابة الولادة الثانية بالنسبة له.

وقالت أمين متحف الشارقة للفنون، عليا الملا، لـ «الإمارات اليوم»: إن «المعرض الذي افتتح في 11 الجاري، يستمر حتى 31 ديسمبر المقبل، ويضم 80 عملاً للفنان جورج بهجوري، منذ بداياته في خمسينات القرن الماضي، حينما كان طالباً يدرس في القاهرة حتى أعماله الأخيرة»، مشيرة إلى أن مسيرة بهجوري المهنية تمتد إلى أكثر من نصف قرن، وتشمل العديد من المجالات التي تتنوع بين الكاريكاتير والنحت والرسم على السجاد وغيرها. ويُعد هذا المعرض الدورة السادسة من سلسلة معرض علامات فارقة التي ينظمها متحف الشارقة للفنون بإدارة متاحف الشارقة، ويسلط الضوء من خلالها على فنان مختلف في كل مرة.

 نحات وروائي

 وأضافت الملا: «لا تقتصر شهرة بهجوري الذي درس في كلية الفنون الجملية في القاهرة عام 1949، على كونه فناناً كاريكاتورياً، ورساماً كرتونياً، يتناول في أعماله نقداً سياسياً، بل هو فنان شامل ونحّات وروائي وممثل، ومن المعروف أنه خلال خمسينات القرن الماضي، عمل رساماً في صحيفة (روز اليوسف) ومجلة (صباح الخير) ثم انتقل إلى باريس التي يقيم فيها منذ 35 عاماً».

 ولفتت إلى أن المعرض يقدم رؤية عميقة لفن وحياة واحد من أشهر الفنانين الشاملين في المنطقة، ونحن نفتخر بإقامة هذا المعرض في الشارقة، إذ يعرض أعمالاً مختلفة لبهجوري، منذ بداياته الأولى، وانتهاءً بلوحاته الانطباعية التي صور فيها الكثير من الشخصيات العربية المعروفة، معتبرة أن المعرض الذي افتتح بحضور بهجوري شخصياً، يمثل فرصة نادرة للمهتمين بالفنون بأنواعها.

واشتهر بهجوري بلوحاته التي يصور فيها أسطورة الغناء المصري أم كلثوم التي تظهر على المسرح بأشكال عدة، وباستخدام أنماط من الرسم التعبيري وأسلوب الفن التكعيبي، كما اشتهر برسم شخصيات سياسية وثقافية وفنية أخرى عبر مسيرته الفنية التي تتجاوز نصف قرن، ومن بين أبرز تلك الشخصيات الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، وصاحب نوبل الروائي نجيب محفوظ، والمطربة فيروز، والمطرب الراحل عبدالحليم حافظ، وغيرها من الشخصيات.

 علامات ومحطات

 ولد بهجوري عام 1932 في صعيد مصر، وبدأ مع عالم الرسم في فترة مبكرة من عمره، ويتذكر بأن أول رسومه صورت والده الذي كان معلماً في مدرسة، لكن والده لم يقدر كثيراً رسومه الساخرة إلى أن نشرت في الصحف. عمل بهجوري في خمسينات القرن الماضي رسام كاريكاتير في «روزاليوسف» و«صباح الخير» إلى أن انتقل إلى باريس، وهناك كان مشوار آخر في عالم الإبداع. شكّل انتقال بهجوري إلى باريس منعطفاً كبيراً في حياته، حتى إنه كثيراً ما يشير إلى أنها الولادة الثانية له، وهناك في باريس تابع دراسته الفنية في مدرسة الفنون الجميلة، وعمل على تحسين أسلوبه في الرسم والتصوير، ومنذ ذلك الحين أمضى حياته متنقلاً بين فرنسا ومصر، وعرضت أعماله في باريس عام 1957 ضمن الجناح المصري في القصر الكبير، وفي عام 1999 ضمن الجناح المصري في متحف اللوفر.

 تجارب

تمتد السيرة الفنية لجورج بهجوري لأكثر من نصف قرن، لم يتوقف خلالها عن استكشاف طرق مبتكرة للتعبير وتجديد ممارسته الفنية، وهو فنان مبتكر ينزع إلى التجريب بقدر ما هو حالم، حيث قاده تأمله وبحثه المستمر إلى التعبير عن عوالمه الخاصة، وهو فنان يسعى دائماً خلف الاكتشافات والمفاجآت. عمل طوال حياته على المهنية وفق مجموعة متنوعة من الأساليب التي تراوح بين التكعيبية والتعبيرية وصولاً إلى التأثيرات السريالية.

 وعلى الرغم من أنه كرس نفسه أخيراً للرسم والنقش، يبقى بهجوري رسام كاريكاتير استثنائياً، وهو واحد من أبرز الشخصيات التي عنيت بالسخرية السياسية في جيله، وغالباً ما يشار إليها باسم جد الكاريكاتير، وهو كذلك وريث تقاليد عريقة في الكاريكاتير السياسي في مصر، ولأن مسيرته الفنية تغطي النصف الثاني من القرن الـ20 رسم بهجوري معظم الشخصيات البارزة ثقافياً وسياسياً في ذلك الوقت في مصر والمنطقة عموماً.