بن دلموك: التجربة الإماراتية بدأت من حيث انتهى الكثير من الثقافات الأخرى

ورشة لمركز «حمدان بن محمد» و«اليونسكو» حول «صون التراث»

التراث غير المادي موروث حيوي يتطور ويحتاج إلى ظروف ملائمة لبقائه. أرشيفية

تنطلق، اليوم، فعاليات ورشة العمل المشتركة، التي يقيمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في فندق إنتركونتيننتال فستيفال سيتي بدبي.

ومن المقرر أن تستمر الورشة، التي تحمل عنوان: «تنفيذ وتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني»، على مدار خمسة أيام بحضور 26 مشاركاً.

وترمي الورشة إلى مساعدة المشاركين على اكتساب فهم واسع عن الأنشطة المحتملة المتعلقة بتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003، كما تهدف إلى الخروج بفهم واضح للاتفاقية وتوجيهاتها التنفيذية، والتعهدات والالتزامات الواجب اتباعها من الدول المصدّقة على الاتفاقية، والسبل الممكنة لتطبيقها.

محاضرون ومشاركون

يحاضر في الدورة الأستاذة الدكتورة آني طعمه تابت، الحائزة درجة الدكتوراه من جامعة القديس يوسف في بيروت، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ولها منشورات في مجال التراث الثقافي غير المادي. وشاركت في تيسير عدد من ورش العمل التدريبية، لتنفيذ اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي (2003)، في لبنان والأردن وقطر والعراق وأبوظبي، وقد عملت الدكتورة آني طعمه تابت، كخبير مستقل ممثل للمنطقة العربية «5b» في الهيئة الاستشارية للاتفاقية في عامي 2013 و2014.

وسيحاضر الدكتور هاني هياجنة، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة برلين الحرة، كلية الدراسات الثقافية والتاريخية، ﺃﻠﻤﺎﻨﻴﺎ، كما أنه من فريق المدربين الدوليين المعتمدين في حقل التراث غير المادي لدى منظمة اليونسكو، وأدار ورشاً تدريبية في هذا الحقل في دول عربية مختلفة، فضلاً عن سماء مصطفى من اليونسكو.

وفي السياق، قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، إن التجربة الإماراتية في مجال صون التراث اللامادي، تتميز بفرادة وخصوصية متشؤها أنها استفادت من تجارب الثقافات الأخرى، ولم تتقوقع على ذاتها، بل سعت إلى الوقوف على ما انتهت إليه تلك الثقافات، فضلاً عن تراكم الخبرة الذاتية، من خلال التجارب المرتبطة بالموروث المحلي.

وقال بن دلموك، لـ«الإمارات اليوم»، إن دمج الأجيال الجديدة بشكل ذكي، بعيداً عن أساليب التوعية المباشرة، هو أنجح الأساليب لضمان استمرارية التواصل مع الموروث، مضيفاً: «الأجيال الجديدة أصبحت تعيش واقعاً يختلف بشكل كبير عن مظاهر الحياة التي عاشها الآباء والأجداد، واقتطاع بعض الجوانب التي تكتسيها ملامح التراث من أجل أن تعيشها الأجيال المعاصرة بشكل جامد، لن يكون مجدياً، لكن غرس الموروث في نفوس الشباب والفتيات يأتي من خلال تقريبه إلى واقعهم، وإدماجه فيه، وليس عبر تقديمه باعتباره كياناً منفصلاً».

وأشاد بن دلموك بتعاون مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

من جانبها، قالت الدكتورة أمينة الظاهري، مدير إدارة البحوث والدراسات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: «تأتي هذه الورشة تتويجاً للمحادثات التي أجراها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مع منظمة اليونسكو العالمية، بعد الزيارة التي قام بها وفد من المركز في شهر أكتوبر 2014، إلى مقر المنظمة في باريس، إذ تم الاتفاق على العمل المشترك بين المنظمة وبين مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بهدف تعزيز العمل التراثي للمركز، ضمن إطار عالمي ومعايير دولية معترف بها».

وأضافت الظاهري «ستتناول الورشة بنود اتفاقية 2003، التي تُعنى بصون التراث الثقافي غير المادي، وستوضح المفاهيم والممارسات المنوطة بها، فضلاً عن توفير الخبرة والمعلومات اللازمة، وتبادل تجارب الدول في هذا المجال».

وقال الدكتور هاني هياجنة، أحد المدربين والخبراء المعتمدين لدى «اليونسكو»، وأستاذ الدراسات الحضارية في كلية الآثار والإنثروبولوجيا في جامعة اليرموك الأردنية: «ستوفر الورشة نظرة إجمالية عما يمكن القيام به من ممارسات، بهدف الإسهام في صون التراث الثقافي غير المادي، وطرق العمل على تطبيق الاتفاقية على المستوى الوطني، الذي يعني في المقام الأول العمل على صون التراث الثقافي الموجود». وقالت أستاذة علم الاجتماع والإنثروبولوجيا في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة القديس يوسف في بيروت، آني طعمه تابت: «ستحدد الورشة مفهوم التراث الثقافي غير المادي وكيفية حصره، كما ستناقش مسألة رفع مستوى الوعي بشأن هذا التراث، وإشراك المجتمعات المحلية أو الجماعات المعنية في أي نشاط يتعلق بتراثها الثقافي غير المادي والعلاقة بين التراث الثقافي غير المادي والتنمية المستدامة وعملية الصون».

تويتر