الإذاعة المحلية المتخصصة دخلت تصنيف العشرة الكبار

بن دلموك: إذاعة «الأولى» تراثية المحتوى.. عصريـة التقنية

إبراهيم جمعة وحسين الجسمي في كواليس تسجيلات إذاعة الأولى. من المصدر

لم يكن الاحتفال بإطفاء «إذاعة الأولى» التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث شمعتها الأولى، ودخولها عامها الثاني، ضمن كوكبة الإذاعات الوطنية، تقليدياً بالمرة، وتحول الحدث الذي جاء ليلة الجمعة في قاعة «المجلس» بمينا السلام في دبي، إلى جلسة أسرية حميمية لمذيعيها وأطقمها المختلفة، شهدت الكشف عن كواليس تأسيسها، والمراحل المختلفة التي سارت عليها سنتها الأولى، بصوت وصورة، لم يكن أبطالها أحياناً يعلمون أنها ستتحول إلى أرشيف يترجم الجهود التأسيسية.

جندي مجهول

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/373941.jpg

بسؤاله عن من يمنحه لقب «الجندي المجهول» داخل الإذاعة، اختار عبدالله بن دلموك فريق الإنتاج، مشيراً إلى أنهم يبذلون جهوداً مضاعفة للخروج بكل الفقرات إلى «البث» في مواقيتها، بسوية عالية. وتابع «نحن كمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث متمرسون في الشأن التراثي والإعلام، لكن قبل انطلاقة القناة، وخلافاً لسائر مشروعاتنا المختلفة، كان يشوبنا القلق على هذا المشروع، وإمكانية أن يحالفنا النجاح فيه، لكن بمجرد أن انطلقنا، بعد نحو عام ونصف العام من الإعداد، وبدأنا نتلمس احتفاء المستمعين وأيضاً الخبراء، شعرنا بأننا نلامس ثمرة اعتدنا عليها في سائر المجالات، وهي النجاح والتميز».


«منكم وفيكم»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/373942.jpg

كشفت مديرة إذاعة الأولى، الإعلامية الشابة فاطمة البناي، عن إطلاق القناة رسمياً حسابها على تطبيق «سناب تشات»، بهدف فتح قنوات تواصل جديدة مع مستمعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الإذاعة تحرص دائماً على التفاعل بطريقة ذكية مبتكرة مع الجمهور، خصوصاً جيل الشباب، وذلك من خلال الدمج بين أحدث الممارسات العملية في استخدام التكنولوجيا وبين نقل الصورة المباشرة للحدث والتقاط اللحظة.

وأضافت البناي، التي تدير أيضاً المكتب الإعلامي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: «نحرص دائماً على توسيع قنوات التواصل مع مستمعينا، ومواكبة أحدث تكنولوجيا المعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي، ونطل على جمهورنا بشيء جديد كل فترة، سواء من خلال برامجها المتجددة أو خدماتها المحدّثة». وتابعت: «انطلاقاً من شعارنا (منكم وفيكم)، نطمح دائماً إلى تحقيق ذلك، وتعزيز مشاركة جمهورنا أدق تفاصيل برامجنا الإذاعية، سواء من خلال المشاركة المباشرة أو من خلال مقاطع الفيديو خلف الكواليس، وتضم إذاعة الأولى ضمن محفظتها التفاعلية الإلكترونية إلى جانب (سناب تشات الأولى) حسابات في مواقع أخرى، هي (فيس بوك)، و(تويتر) و(إنستغرام)».

«إذاعة الوطن والتراث»، ليست ثيمة أو إطاراً نظرياً للإذاعة التي أنشئت بتوجيهات ودعم كامل من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بل هو محتوى حقيقي، حسب عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، يمثل محوراً رئيساً لرسالة الإذاعة التي تقدم التراث، وفق تقنيات ورؤية شديدة المعاصرة، وفي قوالب مرنة، تسمح بتواصل مختلف الأجيال والشرائح العمرية مع مفرداتها.

وفي حين عرضت شاشة منصة الاحتفال تغطية لـ«الإمارات اليوم»، بعنوان: «الأولى.. إذاعة تراثية تنطق أولى كلماتها فجر غد»، وتغطيات أخرى عدة للصحف المحلية، كما تصدرت الشاشة ذاتها بعض كواليس الإذاعة، وسعي طاقمها الإعلامي والإداري إلى إنجاز فقراتها وبرامجها، من أجل الحفاظ على إطلالة يومية متجددة مع المستمع.

جاء ذلك خلال الحدث الذي حرص على حضوره أيضاً كل من محمد سليمان الملا، الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية العربية، وثاني جمعة بالرقاد، رئيس مجلس إدارة نادي دبي للمعاقين، والمستشار الثقافي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سالم الزمر، ومستشار الفنون الشعبية بالمركز إبراهيم جمعة، وأول إعلامية إماراتية حصة العسيلي، وعدد من المهتمين بالشأن الإعلامي المحلي.

انطلاقة ناضجة

وحول مرحلة الانطلاقة، قال عبدالله حمدان بن دلموك لـ«الإمارات اليوم»: «من وجهة نظري فإن (الأولى) بفضل الدعم اللامحدود من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد قد وُلدت ناضجة، وسابقنا الزمن من أجل التخطيط لانطلاقة القناة، من خلال الاستعانة بكوادر إماراتية بعضها وجد في (الأولى) إطلالته الإعلامية الأهم خلال مسيرته الإعلامية، كما أننا عمدنا إلى رفد الساحة بطاقات شبابية واعدة، وفرت حضوراً مشرفاً في ساحة الإعلام الإماراتي».

وتابع «نحو أكثر من 80% من كوادرنا الإعلامية إماراتية، ومن خلال مرحلة التأسيس التي شارفت على 18 شهراً تقريباً، وما تلاها من خبرات العام الأول، قامت الخبرات المخضرمة بتولي مهام نقل خبراتها إلى سائر الكوادر، لاسيما أننا اعتمدنا على خبرات ذات باع طويل في هذا المجال».

وقال «من خلال هذه الخبرات المخضرمة، بدأنا من حيث انتهى الآخرون في مجال الإعلام الإذاعي، حيث تمت الاستعانة أيضاً بخبرات شابة، وفي حين كان التركيز في ما يتعلق بالمحتوى على مجال التراث، فإن تكتولوجيا التسجيل وتقنيات البث ذهبت دائمأً إلى الخيارات الأكثر عصرية». في السياق ذاته، كشفت فاطمة عارف البناي، مدير إذاعة الأولى والمكتب الإعلامي في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عن إحصاءات صادرة من شركة إبسوس العالمية، تشير إلى الصدى الواسع الذي حققته «الأولى» لدى الجمهور، حيث تشير الإحصاءات إلى تقدم القناة بشكل مطرد في قائمة القنوات الأكثر جماهيرية، ما جعلها تنضم في فترة مبكرة من انطلاقتها إلى قائمة القنوات العشر الأكثر تفضيلاً لدى المستمعين بالدولة.

 محتوى متنوع

البناي عبرت عن خالص تقديرها لأسرة «الأولى»، كاشفة عن أبرز البرامج الجديدة التي تراهن عليها «الأولى» في دورتها الجديدة، منها البرنامج الاجتماعي «الرايح» من تقديم سماح العبار، مشيرة إلى أنه عبارة عن مجلة اجتماعية يومية تعرض الموضوعات الحياتية والأسرية اليومية، من خلال الموضوع الرئيس للبرنامج ومشاركة المستمعين بأسئلتهم حول الموضوع ومعرفة آرائهم، كما يعرف البرنامج بأهم وآخر الدراسات الاجتماعية والطبية والصحية، ويقدم المعلومات الاجتماعية والتربوية، إضافة إلى صفحة خاصة تعرف بالموروث الإماراتي.

وأشارت البناي أيضاً إلى برنامج «حياك في بلادي» من تقديم خليفة الفلاسي، وهو برنامج سياحي تراثي إماراتي منوع، يلقي بالضوء على معالم إماراتية سواء حديثة أو تراثية، ويلقي بالضوء أيضاً على تاريخ تلك المناطق، من خلال استضافة المختصين في هذه المجالات، ويغطي البرنامج الفعاليات المختلفة، خصوصاً التراثية منها، ويتفاعل المستمعون مع فقرات البرنامج من خلال إرسالهم صورة للمكان الذي تناولته الحلقة. وفي ما يتعلق بالمجال التوثيقي ذي المنحى الاقتصادي، أشارت البناي إلى برنامج «التاجر» من تقديم أحمد البدواوي، مشيرة إلى أنه يتحدث عن المشروعات التجارية، من خلال البحث في بدايات التجارة في دولة الإمارات، ويلتقي البرنامج مع كبار التجار ليتعرف إلى حياتهم المهنية وبداياتهم وأهم ما واجههم من تحديات خلال مسيرتهم المهنية، إضافة إلى ما تم توفيره لهم من تسهيلات لنجاح تجارتهم في تلك الفترة، مواكبين النهضة الاقتصادية التي تشهدها الدولة. ويهتم البرنامج من خلال فقرة «شور» وطريقة تقديم النصائح لأصحاب المشروعات الجديدة وآليات نجاحها والتركيز على قطاع تجاري معين وآفاق الاستثمار، وصولاً إلى حركة الاستيراد والتصدير وحجم التبادل التجاري لدولة الإمارات. وفي مضمار آخر، حسب البناي يأتي برنامج «الأصايل» من تقديم راشد الخاصوني، وهو برنامج يتحدث عن الهجن الأصايل وكل ما يتعلق بها من معلومات مختلفة، ويعرف البرنامج المستمعين والمهتمين بأخبار سباقات الهجن المختلفة ويروي قصصاً من الواقع لملاك الهجن عن تاريخ بعض السلالات التي يملكونها. النمط الحواري يستمر مع المستمع أيضاً حسب البناي، من خلال برنامج «على الفنة»، الذي يعرف المستمعين بفنون الإمارات وألوانها وبيئاتها المختلفة وتاريخها وأهم ما يميزها في قالب سردي فني مميز، من خلال ضيوف البرنامج، حيث يحاورهم خليفة الفلاسي والملحن المعروف إبراهيم جمعة مستشار الفنون الشعبية لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ويشارك الضيوف من الفنانين أيضاً بوصلات غنائية من بيئة الإمارات الفنية. وتشير البناي إلى أن الشعر لا يغيب عن تجديد الدورة الجديدة لـ«الأولى»، من خلال برنامج «مزامل»، كاشفة عن أنه برنامج شعري مع سيف بن سليمان وراشد غانم، يتناول مجموعة من أجمل القصائد والأشعار النبطية القديمة، ومن ثم الغوص في بحور الشعر المحلي ورموزه وموضوعاته المختلفة.

وبالإضافة إلى البرامج المستحدثة، تحافظ أعداد من البرامج على إطلالتها، حسب البناي التي تضيف: «يستمر صباح الأولى من تقديم سالم محمد، البرنامج الذي تستهل به إذاعة الأولى بثها اليومي، لإطلاع مستمعيها على مختلف الأحداث والأخبار المحلية وتغطيتها من خلال مراسل صباح الأولى وفقرات وموضوعات جديدة».

تويتر