معرض للتونسية ريم قروي في «آرت سوا» غاليري بدبي

«تفريخ».. أمومة ثلاثية الأبعـــاد

صورة

تقدم الفنانة التونسية، ريم قروي، مفهوم الولادة والحياة الجديدة من خلال معرضها الذي حمل عنوان «تفريخ»، الذي افتتح أخيراً في «آرت سوا» غاليري بدبي. عمدت الفنانة إلى تقديم مفهوم الولادة من خلال تحويل الرسومات الغرافيتية إلى مجسمات تفصح من خلالها عن إحساسها بالأمومة بشكل ثلاثي الأبعاد. وتحمل الأشكال التي تقدمها الأسلوب المَرِح والطفولي، وكذلك الخيالي. يشتمل المعرض على مجموعة من الكائنات التي خرجت عن الحدود المنطقية فتكسر الفنانة المألوف من خلالها لتقدم للمشاهد متعة فنية في اللون والشكل.

تحمل الأعمال الموجودة في المعرض لمسات الأمومة والحنان، فالفنانة أنجزت الأعمال خلال حملها، ويظهر الأمر في الشخصيات النسائية ذات البطون البارزة بسبب الحمل، وقد حملت عنوان «امرأة حامل»، بينما كرست المشاعر التي غالباً ما ترافق الحامل من خلال المجسمات التي منحتها اسم «ملاك»، والتي وضعت لها الأجنحة في الخلفية. هذه الصبغة الأنثوية والأبعاد الملائكية، مُنحت للأعمال من خلال الأشكال التي أضافتها الفنانة والتي كانت تحمل أشكال الأجنحة تارة أو حتى الدمى في المجسمات التي حملت اسم «شوكة» .

تحمل الأعمال سمة الفكاهة، حيث تحرص القروي على جعلها كائنات مضحكة في بعض الأحيان، فهناك تكوين جديد يظهر من خلال الأعمال، كالأرانب التي تقدمها الفنانة بشكل ساخر. تخلو الكائنات من المشاعر الشعبية أو العامة، بل نجدها تميل إلى وضع مشاعر خاصة من خلال العمل، ولهذا تحمل المجسمات بعض الخصوصية. تستلهم الفنانة أعمالها من السفر، فهي شغوفة بالتعرف على الناس ورؤيتهم للأشياء المحيطة بهم من خلال أسفارها، وهذا ما تعكسه في فنها من خلال الألوان الكثيرة التي تضيفها إلى المجسمات والتي تدفع المتلقي إلى الاندماج في عالم مليء بالحركة والعفوية والجرأة. تقدم الشخوص بعد أن تعريهم من المشاعر، لتبقي الجسد الإنساني، وهذا يقود إلى التمعن في حركة معاكسة للفت النظر لما هو إنساني في الكون، فهي تسعى لمنح المجسمات القوة من خلال الصلابة التي تبدو عليها مهما بدت بألوان فرحة. تحمل المجسمات شيئاً من عالم الخيال والسينما، فتبدو كما لو أنها خرجت من فيلم كرتوني للأطفال، أو تبدو كأنها ألعاب صغيرة، ما يجعل المجسمات تبدو كما لو أنها سلسلة من شخصيات تابعة لقصة ما. تروي الشخصيات القصص الطفولية، أو ربما تروي قصص البشر وتروي الفنانة نفسها من خلالها، فتبدو كما لو أنها حاجة داخلية لتفريغ المشاعر، أو إعادة صياغة للانفعالات الوجدانية بداخلها وترجمتها عبر المواد، وإعادة تقديم كل ما هو خيالي من خلال الواقع.

تويتر