مذيعة الاقتصاد في «دبي الأولى» والمُدَرِّسة بكلية محمد بن راشد للإعلام

مايا حجيج: «يـوم.com» هو طفلي المدلل

صورة

10 أعوام أمضتها الإعلامية اللبنانية مايا حجيج في قناة «العربية» مذيعة في قسم الاقتصاد، قبل أن تقرر الانتقال إلى تجربة مركز الأخبار في شبكة قنوات دبي؛ التي تقول حجيج عنها «عندما قررت الانضمام إلى قناة دبي كنت أود الخروج من الطابع الاقتصادي، لكنني اكتشفت بعد 10 أعوام أن صبغة العمل كمذيعة متخصصة في الشأن الاقتصادي قد التصقت بي، لهذا السبب وحال البدء بالعمل في قناة «دبي الأولى» نجحت في تحويل فريق المنوعات إلى فريق اقتصادي بعد التحاق عدد من الزملاء المتخصصين في هذا المجال». وتتابع «العمل الإعلامي في برنامج (هاش مال) مختلف عن بقية البرامج الأخرى في قناة دبي الأولى باعتباره أول برنامج اقتصادي متخصص يغطي أسواق المال ويقدم التحاليل الاقتصادية المباشرة بشكل يومي، كما أنه لا يشبه أياً من البرامج الاقتصادية الأخرى على شبكة قنوات دبي من ناحية الشكل والمضمون وطريقة الطرح والتعامل مع الفقرات اليومية والأسبوعية التي تتناول جوانب اقتصادية متعددة».

علاقة استثنائية

تصف مايا علاقتها بطفليها لونا وهادي بالاستثنائية، نظراً لظروف عملها وعمل زوجها المتخصص في مجال الهندسة والبعيد عن مجال الإعلام والتلفزيون، إذ تقول باسمة «رغم أن زوجي بعيد عن مجال عملي ويتصل بي دوماً حين أكون على الهواء مباشرة، إلا أنه متفهم جداً لطبيعة عملي، ولولا دعمه الكبير لي لما استطعت العمل والتدريس وتطوير مهاراتي، وتحقيق النجاح الذي أحصد ثماره اليوم على الصعيد الشخصي والمهني».

تحدي تقديم برنامج اقتصادي متخصص على قناة عائلية مثل قناة دبي الأولى، كان بمثابة المهمة الجديدة لمايا التي استطاعت تشكيل فريق متميز يجمع بين المهنية الإعلامية والتخصصات الاقتصادية المتنوعة التي يتطلبها البرنامج اليومي، خصوصاً من ناحية التحليل الفني للأسواق المالية المحلية والخليجية والعربية، بالإضافة إلى طرح يومي شامل لأسعار النفط والأسهم في ظل ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة في هذا المجال، وفي هذا الصدد تقول حجيج «أراهن دائماً على مهنية الفريق واجتهاده الدائم في تقديم اقتراحات وأفكار جديدة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور»، مؤكدة أن «نصف أعضاء فريق البرنامج متخصص في الشق الاقتصادي والنصف الآخر أثبت منذ سنوات عدة خبرته الواسعة في المجال الإعلامي، مشيرة في الوقت نفسه إلى قيمة وأهمية الاستفادة من الخبرات المتوافرة ودمجها بطريقة تضمن ريادية البرنامج واستمرارية نجاحه للموسم الثالث على التوالي، سواء للمتلقي العادي أو المختص في محاولة لتأسيس تاريخ اقتصادي في المكان الذي يجب أن يعكس مكانة دبي كمدنية اقتصادية عالمية»

بعيداً عن النمطية

منذ إطلالتها التلفزيونية الأولى تعمدت مايا كسر الصورة النمطية للمذيعة التقليدية، من خلال تقديمها فقراتها الخاصة من سوق دبي للأوراق المالية، أو من خلال تغطيتها المباشرة من مواقع الفعاليات والأحداث الاقتصادية المتنوعة داخل الإمارات وخارجها، قائلة «أسعى دوماً إلى تطوير أدواتي وأرغب في الفترة المقبلة في أن يكون لي دور أكبر من تقديم برنامج خمس مرات في الأسبوع». وتضيف «صحيح أنني أشرف على قيادة فريق حالياً لكنني أتمنى أن يكون لدي شيء خاص بي في المستقبل كإعلامية ناشطة في المجال الاجتماعي من جهة، وكنوع من رد الجميل لهذا المجتمع الذي قدم لنا الكثير من جهة أخرى، كما هي مساهمة بسيطة مني في زيادة الشعور الإنساني لدى أطفالي بقيمة مساعدة الآخرين رغم الانشغالات والهموم اليومية».

مشاركة فاعلة

تتحدث الإعلامية اللبنانية عن علاقة برنامجها بسيدات الأعمال في الإمارات، من خلال تعاونها مع مؤسسة دبي للمرأة ومجلس الإمارات للتنافسية وهيئة الأوراق المالية والسلع، مؤكدة انشغالها الحالي بالتحضير لفقرة جديدة ستتزامن مع انطلاق الموسم الثالث للبرنامج رفقة المذيعة الإماراتية هند النقبي، التي تتولى تقديم فقرة المعلومات الاقتصادية اليومية للجمهور. وتضيف «علاقتي بالمرأة الإماراتية أقرب إلى الصداقة منها إلى ظروف العمل والزمالة، ودائماً ما أنسى التوقف على مدى فاعلية المشاركة النسائية في صناعة المشهد الاقتصادي الإماراتي، كما أشعر بالمسؤولية تجاه (#مال/ هاش مال) ودبي مقبلة على استضافة (إكسبو 2020)، وأرى أن من واجبي كإعلامية وكجزء من فريق عمل البرنامج زيادة التعريف بالنهضة الاقتصادية التي تعيشها الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص، والرد على الأخبار والانتقادات السلبية التي تلاحق دبي من خلال محاولة التعامل معها بشفافية وحرفية، إضافة إلى تسليط الضوء على الشخصيات الاقتصادية الإماراتية، وصناعة أسماء إماراتية مهمة في المشهد الإعلامي المرئي تكون قادرة على المساهمة بفاعلية في إكسبو 2020».

الطفل المدلل

تعترف مايا حجيج بأن برنامج «يوم.com» على قناة دبي الأولى، هو طفلها المدلل الذي تتمنى عودته إلى الشاشة، بعد أن اطمأنت إلى إمكانية تقديم «هاش مال» بجهود الفريق الذي عملت على تشكيله مع زميلها محمد حمدي القادم من قناة «سي إن بي سي عربية»، مبررة ذلك بالقول «هناك عدد من الزملاء الذين ظلموا في بعض الأوقات كيوسف الخالدي الذي أبدع في البرنامج ويقدم حالياً فقرة التكنولوجيا في البرنامج الجديد».

هذه الأمنية لا تتعارض أبداً مع رغبة مايا وفريقها في تطوير البرنامج، مع بداية بث الفقرة الجديدة الخاصة بسيارات رجال الأعمال، وفقرة الشخصية الاقتصادية الإماراتية أو الفقرة الجديدة «سهم في 60 ثانية»، التي سيقدمها المحلل الاقتصادي أمين الحناوي قريباً، في الوقت الذي يتدارس فريق العمل حالياً إمكانية إدخال فقرة جديدة خاصة بخدمات رجال الأعمال. من جهة أخرى، تعترف الإعلامية اللبنانية بأن توقيت بث البرنامج في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، فرض على القائمين عليه اقتراح تقديم فقرات صباحية بمعدل فقرتين اثنتين بالتزامن مع موعد افتتاح الأسواق المحلية والخليجية، ابتداء من العاشرة صباحاً حتى موعد جرس الإغلاق في الثانية بعد الظهر.

قسوة مبررة

تبتسم مايا عند سؤال «الإمارات اليوم» عن كيفية تعاملها مع طلابها في الجامعة الأميركية ــ كلية محمد بن راشد للإعلام، التي تقوم فيها بتدريس الصحافة والإعلام، وتشرف على مشاريع التخرج الخاصة بطلاب السنة الرابعة إلى جانب إشرافها على مادة التقارير الصحافية والتلفزيونية التي تدرسها لطلاب السنة الثالثة ــ إعلام، ومختلف ورش العمل والدورات التدريبية التي تقودها، وعن هذه التجربة تقول «أشعر بأنهم أولادي وأنني لست قاسية بشكل كافٍ لتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم، لأن لدي قناعة بقدرة أي فرد على تقديم ما يفوق توقعاته سواء في العمل وميادين الدراسة أو في مختلف مناحي الحياة». وتضيف «وهذا ما قمت به فعلياً مع إحدى الزميلات التي عملت معنا في البرنامج محررة صحافية في البداية، لتكتشف إثر ذلك قدرتها على الإنتاج، نظراً لما تتمتع به من صفات قيادية واضحة استطاعت أن تستفيد منها لتطوير نفسها». بالمقابل، لا تنسى حجيج تجربتها الناجحة مع إحدى طالباتها التي عملت معها فترة في برنامج «يوم.com» قبل أن تنتقل للعمل في قناة أخرى، مؤكدة على ما تتمتع به هذه الشخصية من قدرات إبداعية في مجال عملها الحالي الذي استطاعت أن تقدم فيه تجربة تميز جديدة مماثلة لتجربتها السابقة في قناة دبي الأولى، متمنية في الوقت نفسه أن تتكرر هذه التجارب الإعلامية الناجحة التي تفتح المجال أمام تدريب مجموعة من الخريجين الجدد الذين من شأنهم أن يرفدوا الساحة الإعلامية المحلية بأنفاس جديدة.

مقال أسبوعي

رغم انشغالاتها اليومية ما بين تقديم البرنامج الاقتصادي اليومي والتدريس في كلية محمد بن راشد للإعلام، والتزاماتها الأسرية المتعددة، تفكر مايا حجيج جدياً في كتابة مقال صحافي أسبوعي تتشارك فيه مع القراء الأفكار والآراء وحصيلة تجارب إعلامية امتدت لما يزيد على 15 عاماً، قائلة «أعتقد أنني سأقدم من خلال هذه المقالات والأفكار خلاصة تجاربي الاجتماعية المتنوعة بشكل عام، وتجاربي المهنية مع طلابي ومع عالم الإعلام والاقتصاد».

 

تويتر