معرض يضم 30 عملاً في «برو آرت» بدبي

«ظلال الأزرق».. احتفاء باللون «الملكي»

صورة

يحتفي «برو آرت» غاليري في دبي، باللون الأزرق، ومكانته في الفن، من خلال معرض حمل عنوان «ظلال الأزرق» والذي يبرز جماليات هذا اللون وقوته في العمل.

يجمع المعرض أشكالاً متعددة من الفنون استخدمت الأزرق (سيد الألوان وملكها كما يرى فنانون)؛ ليكون أساساً في اللوحات الحروفية، وكذلك في التركيب والنحت والتشكيل. يقود المعرض إلى التمعن بهذا اللون: لون البحر والسماء، ويجسد الهدوء والثقة والوئام، ويحمل في طيات ظلاله الكثير من التسميات التي تبدأ بالسماوي، وتصل إلى الطفولي والبحري والياقوتي والملكي.

يضم المعرض أكثر من 30 عملاً لفنانين عرب وأجانب، دون أن يتخذ شكلاً تعبيراً أحادياً في التقنية والنوع الفني؛ ما يوجد تنوعاً في المشهد يفتح أفق المشاهد على عوالم كثيرة محورها هذا اللون الذي ينتمي للألوان الزيتية أو الأكريليكية أو حتى لعالم الخشب والمواد التركيبية.

أعمال بارزة

ضم المعرض أعمالاً للمصور الأرمني نايري شاهينيان، الذي قدم مشاهد من دبي وأبراجها، سيطرت عليها الألوان الضبابية. بينما كانت الصورة التي التقطها الفنان التركي مورات جيرمن من الأعمال التصويرية البارزة؛ لاسيما أنه التقطها في أكثر من منطقة من تركيا، ثم جمع الصور وكرر بعض مآذن الجوامع الملتقطة، ليبدو المشهد خيالياً من الناحية الجمالية.


عمل نحتي

إلى جانب الأعمال المعروضة في المعرض؛ يتبقى عمل منتظر عرضه في اليومين المقبلين للفنان البريطاني كيفن بادني، في المعرض الذي يستمر حتى نهاية الأسبوع. وهو عبارة عن منحوتة خشبية باللون الأزرق، تقوم على الخشب المتنافر والمقسم إلى طبقات بعضها فوق بعض. العمل يبدو كأنه مركب نحتي أو مجسم بني، بسبب الفراغات التي تتكون في الوسط والتي تشعر بتموجات الضوء داخل العمل.

 

خط عربي

يتجسد الأزرق في الأعمال التي تستخدم الخط العربي، منها أعمال الفنان التونسي عبدالله عكار، التي كتب فيها قصائد للشاعر محمود درويش بالأبيض، مع خلفيات تجريدية ملونة تتبع سياق الكلمة.

أوجد عكار في لوحاته حواراً لونياً بين درجات الأزرق مع الأصفر الذي يقتحم المساحات الداكنة ليمنحها الضوء، إذ ينسج من خلال العمل علاقة لونية خاصة بين التجريد والكلمة.

وتتميز التجريدية التي تقوم عليها لوحات الفنان بكونها تبحر في عمق اللون عبر الدرجات المتفاوتة التي تبرز الاحتمالات الكثيرة لنسبة الضوء فيه.

بينما تتخذ الحروف الزرقاء مساحات أكبر في أعمال الفنان الإيراني علي أجالي، والذي يتسم بأسلوب التكرار للحرف، فتصبح اللوحة مكونة من الأشكال اللغوية المتداخلة والتي تبرز جماليات تنبثق عن اللغة، وهو تماماً الأسلوب الذي ميز الخطاط الإيراني محمد احصائي.

في حين يقدم العراقي حسن المسعودي الخط العربي بأسلوب كلاسيكي، فيختار شكلاً يكون من خلاله النص الذي قدمه باللون الأزرق، ويبرز من خلال التكوين للنص النمط الحداثي من لوحات الخط العربي التي دخل عليها اللون ليخفف كلاسيكيتها.

 

مشاهد ملحمية

ومن الخط إلى عالم الروايات التي يقدمها بالمعرض الفنان الإيراني سازان ناصر نيا عبر اللون؛ إذ يجمع في لوحاته مشاهد تبدو ملحمية فيخرجها بسياق تاريخي تعبيري. يستغل الفنان الايراني المساحات اللونية ليبرز جانباً من العادات والتقاليد التي تتعلق بالحسد و«العين»، ويبين تعاطي الناس معها كما لو أن توخيها يتطلب عملية هجومية من جيوش كبيرة. ويستخدم سازان الكثير من الرمزية في لوحاته، مستعيناً بكمية من الألوان النارية القوية التي تطغى على الأزرق في كثير من الأعمال، لكنه يقف على مسافة متساوية من الجدية والهزلية، لاسيما حينما يلجأ إلى التضخيم في الصور والمشاهد القتالية.

القوة الحاضرة في أعمال سازان، يكسرها هدوء الفنان الروسي إيغور لكونتشف، في لوحة تحمل خلفية زرقاء، يجلس فيها شخص على كرسي في وسط السماء ليصطاد القمر. يستخدم الفنان الروسي الأزرق الداكن في لوحاته، ويبرز من خلالها السماء كأنها في حالة صافية، على الرغم من استخدام الدرجات الداكنة التي يضيئها القمر في الوسط.

وتحمل لوحة الفنان الروسي رومانسية في الفكرة واللون، يظهر خلافها الفنان الفرنسي تيو توبياس الذي يقدم بألوانه الزيتية «القطة تنظر إلي»، بأسلوب حافل بالسخرية والتهكم من خلال القطة السوداء ذات التفاصيل المضحكة. وعلى الرغم من اعتماد الفنان الفرنسي على السخرية في العمل، إلا أن النزعة اللونية التجريدية لا تغيب، وكذلك الرمزية التي تسيطر على العمل من الخلفية أو حتى الإضافات التي يمنحها للقطة. أما الفنانة الإيرانية ليلي ديركشاني، فتتجه إلى منحى مغاير في لوحاتها، إذ تتخذ من الزهور أساساً لمشاهدها، فتبدو لوحاتها متأثرة بالفنون الصينية، خصوصاً في دمجها للألوان، والذي يظهر جلياً في الذهبي الذي يمتزج مع الأحمر أو الأزرق. وتلجأ الفنانة الإيرانية إلى ملأ المساحات في اللوحة من خلال أوراق الورود التي توجد بصورة متكررة في العمل الفني، ثم تترك للون الأبيض مساحات مماثلة لتوجد التوازن بين الألوان المستخدمة؛ ما يجعل الأبيض جزءاً من التركيبة الشكلية وليس اللون الذي يفرض الفراغ أو الضوء في العمل. وتحمل أعمالها الكثير من الدفء والفرح، فلوحاتها تبعث الهدوء في النفس على اختلاف الألوان المستخدمة. وإلى جانب الأعمال التشكيلية يحمل المعرض جانباً خاصاً بالتصوير، ومن أهم أعماله عمل الفنانة المغربية لالا السعدي بعنوان «حريم» والذي يعد من المجموعة التي صورت فيها الفنانة المغربية النساء في خلفيات تحكي التراث المغربي، خصوصاً من ناحية الملابس ونقوشها، أو حتى فنون العمارة. وتقدم السعدي من خلال أعمالها المرأة العربية بأسلوب بارز، فتحرص على الكتابة على جسدها وملابسها بالحنة، وكذلك الخلفيات، لتصبح صورها كما لو أنها منقوشة بالكتابات القديمة، خصوصاً أن ما تكتبه لا يبدو مفهوماً للمشاهد.

تويتر