حبيب غلوم عهد لها بمهمة اختيار السيناريوهات المرشحة لشركتهما

هيفاء حسيـــن: أحارب الأدوار الهابطة بـ «الغـياب المـؤقت»

صورة

ما إن فرغت الفنانة هيفاء حسين من تبعات المسلسل الأول لشركة الإنتاج الخاصة التي أسستها مع زوجها الفنان حبيب غلوم، «لو أني أعرف خاتمتي»، وتوقفت عند أبرز ملامح تلك التجربة حتى بدأت التفكير في الخطوة التالية، لاسيما أن كسر احتكار الموسم الرمضاني للأعمال الجديدة، يظل مطلباً جماهيرياً ونقدياً، وأمنية فنية لا تتحقق بتكرار المواسم.

قراءة «السيناريوهات» المرشحة لأن تتولى شركة «سبوت لايت» إنتاجها، وإبداء رأي أولي عنها، هي مسؤولية هيفاء، التي تشير إلى أنها قرأت العديد من النصوص والسيناريوهات الطويلة، حتى الآن، لدرجة أنها اشتكت بعض آلام في الرقبة، والإجهاد في الرؤية.

الجريء الهادف

ميزت الفنانة هيفاء حسين، التي حصلت أخيراً على لقب «منتجة» بشراكتها في شركة «سبوت لايت» للإنتاج الفني، بين تجسيد الفنانة لأدوار جريئة مع وعيها بالمحاذير المجتمعية، وإصرارها على تقديم عمل هادف، وبين البحث عن الجرأة كخيار مطلق. وقالت إن أبغض الأدوار بالنسبة لها ظلت على الدوام الأدوار السلبية كأدوار الفتاة المستهترة، أو المرأة اللعوب، وغيرهما، مضيفة «أعرف أن ما يتم الدفع به دائماً هو السعي لتجسيد السياق التمثيلي، والإقناع بالمشاهِد، التي تبقى في إطار الأداء التمثيلي، لكنني أرى أننا يمكن أن نستعيض عن كثير من التفاصيل التي تخدش حياء المشاهد، بمزيد من المهنية والتصرف الذي يراعي ظروف عرض المسلسل».

وتابعت: «أتطلع لتقديم أدوار جريئة بلا شك، تكون كاسرة لتقليدية بعض الأدوار التي يتوقع دائماً المشاهد أن يتابعني عبرها، لكن بشرط أن يكون ذلك في إطار أعمال هادفة، ترتقي بذائقة المشاهد، وتبتعد عن الاصطدام بقيمنا المجتمعية».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/08/358151.jpg


تحت مجهر «النقد»

قالت الفنانة هيفاء حسين إن أول الأطر التي اتفقت عليها مع زوجها الفنان حبيب غلوم، في ما يتعلق بإدارة إنتاج شركة «سبوت لايت»، هي أن تخضع جميع الأعمال التي تكون الشركة طرفاً فيها للنقد المتزن، سواء قبل إنجازها ليتسنى اختيارها من عدمه، أو بعد ذلك.
وتابعت: «من هنا كانت الأبواب والنوافذ مشرعة تجاه كل ما يصلنا من ملاحظات بشأن مسلسل (لو أني أعرف خاتمتي)، ولحسن الحظ كانت الإشارات السلبية بشأنه طفيفة للغاية، وبعضها يمثل وجهة نظر فنية، قد يُتفق أو يُختلف معها».
وأشارت بطلة «لو أني أعرف خاتمتي» الى أن «معظم الملاحظات دارت حول شاعرية العمل المفرطة، وعمقه الشديد، وأعتقد أن الملاحظة الأخيرة، قد تكون ميزة لدى البعض، أما الأولى، فهي طابع ذاتي لكتابات القدير إسماعيل عبدالله الذي يخوض تجربته الأولى في التأليف والسيناريو بعيداً عن المسرح، لكنه هنا التزم بجرعة وصبغة مقننة للغاية، من أجل ملاءمة أجواء الدراما التلفزيونية».

وأضافت لـ«الإمارات اليوم»: «لم أكن أتصور كل هذا العبء الذي تستتبعه مهام الإنتاج، قبل أن نبدأ (لو أني أعلم خاتمتي)، فالإنتاج أثقل عبئاً بكثير من أعباء ومهام التمثيل».

وتابعت «حينما يكون المنتج فناناً، فإن العبء لا يكون مادياً فقط، بل فنياً أيضاً، لأنه ينظر إلى كل تفاصيل العمل من زوايا الإجادة الفنية، حتى وقد تتعارض لديه الرؤيتان، الفنية من جهة، والمادية الباحثة عن الربح والاقتصاد في الكلفة المادية، من جهة أخرى، قبل أن ينتصر للأولى».

وأكدت هيفاء، التي لا تسير مشاركاتها الفنية على وتيرة واحدة، من حيث الحضور والغياب، أنها تفضل الاحتجاب لموسم أو أكثر وعدم الظهور في أي عمل، على اضطرارها لقبول أدوار هابطة لا تحوز اقتناعها.
لكنها أشارت إلى انه ليس كل دور تقوم به يحوز رضاها تماماً، مضيفة «النسبة مهمة هنا، فقد أكون راضية عن العمل بنسب معقولة، فالكمال الفني في أي عمل يبقى نادراً، وغير مكرر كثيراً في حياة الفنان».

وكشفت هيفاء عن أن بين يديها عملاً بحرينياً كوميدياً، تتجه الشركة لإنتاجه، من تأليف وسيناريو وحوار يوسف السند، تم ترشيح أحد المخرجين المتميزين بالفعل لإخراجه، لكنها فضلت عدم التصريح باسمه، إلى أن يتم ابرام تعاقد نهائي معه، مضيفة «هذا الأمر جزء من الخبرة الفنية التي راكمتها لدي الدراما التلفزيونية، حيث كثيراً ما تتبدل ترشيحات كانت ثابتة قبيل تصوير المشاهد الأولى بوقت قصير».

وأشارت هيفاء إلى أن العمل المشار إليه، يصنف في إطار الدراما التلفزيونية ذات الحلقات المنفصلة، على الرغم من امتداد الفكرة الواحدة في السيناريو أحياناً لأكثر من حلقة، لافتة إلى أن المسلسل يسير في اتجاه مشابه للمسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش»، وكذلك المسلسل الإماراتي المعروف «حاير طاير»، ولكن في إطار أكثر حداثة وعصرية.

الرقابة الذاتية هي الفيصل والمقدمة على رقابة المحطات التلفزيونية، فالعمل الدرامي يجب أن يتحلى من يُسأل عنه بالنزاهة، التي تجعله يقدم صالح المجتمع، عن دروب الشهرة المجانية المؤقتة، التي قد تُسوّق العمل، لكنها في المقابل تضرب عرض الحائط بقيم مجتمعية راسخة.

وأضافت «هناك فارق كبير بين تقديم نماذج سلبية، وبين الترويج لما تشي به من ظواهر، ويجب تقديم الشخصيات الشاذة في إطار منضبط، يعلو فيه صالح المجتمع، والأخذ بعين الاعتبار بأن التلفاز جهاز يفرض برامجه ومحتواه الإعلامي على الأسر والعائلات، التي ينتمي أبناؤها إلى شرائح عمرية مختلفة» .

وأشارت بطلة «لو أني أعرف خاتمتي» الى أنها رفضت أدواراً سلبية عديدة كأدوار الفتاة المستهترة، أو المرأة اللعوب، وغيرهما، مضيفة «أعرف أن ما يتم الدفع به دائماً هو تجسيد السياق التمثيلي، والإقناع بالمشاهد، التي تبقى في إطار التمثيل، لكنني أرى أننا يمكن أن نستعيض عن كثير من التفاصيل التي تخدش حياء المشاهد، بمزيد من التركيز على المؤدى العام، ببعض المهنية والتصرف المحسوب».

وتابعت «أتطلع لتقديم أدوار جريئة بلا شك، تكون كاسرة لتقليدية بعض الأدوار التي يتوقع دائماً المشاهد أن يتابعني عبرها، لكن بشرط أن يكون ذلك في إطار أعمال هادفة، ترتقي بذائقة المشاهد، وتبتعد عن الاصطدام بقيمنا المجتمعية التي نعتز بها».

ولم تنفِ هيفاء أيضاً أن أحد أهم أهداف تأسيس شركة إنتاج هو الربح المادي، مضيفة «بمنتهى الصراحة، لا يغيب الدافع المادي، فلا يعقل أن تكون نية الخسارة، أو عدم الاستفادة المادية متوافرة في خطوة تتطلب رأسمال جيداً، ولكن الأهم بالنسبة لي، وكذلك حبيب، هو إيجاد حل لمعضلة باتت تؤرقنا على الصعيد الشخصي، وهي ضعف فرص تسويق أعمال تتسم بجودة فنية عالية، بسبب تغير متطلبات (السوق)، التي يبقى اللاعب الرئيس فيها الفضائيات».

وأضافت «بسبب أولوية الربح المادي لدى الكثير من الشركات التي تقوم بتنفيذ الإنتاج، وسعي معظم الفضائيات للبحث عما يريده الجمهور، وهو سعي مشروع دون شك، بات العمل الجيد، المبني على نص وإخراج، وتوظيف فني محترف، عملة نادرة، لأنه قد يكون خارج حسابات الربح والخسارة، ويحمل إنتاجه شيئاً من المجازفة، لجهة تسويقه الجيد، لذلك فأنا أعتقد أن التوفيق بين تلك المتطلبات، من جهة، والمسلسل الدرامي الذي يضيف قيمة فنية من جهة أخرى، يبقى بحاجة إلى شركات تُدار بعقلية مختلفة».

تويتر