اختتمت فعالياتها في «اتحاد الكُتّاب» بأبوظبي

«الصوت وفن الإلقاء».. فاتحة ورش متخصصة للمثقـــفين والموهوبين

«الورشة» تميّزت بكثافة الحضور. من المصدر

الحضور الجماهيري، وتعدّد فئات المشاركين من حيث التخصص المهني، كانت أبرز السمات التي تميّزت بها ورشة عمل «الصوت وفن الإلقاء»، التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، على مدى أربعة أيام، في مقره بالمسرح الوطني في أبوظبي، وقدمها المخرج والكاتب المسرحي محمود أبوالعباس، واختتمت فعالياتها مساء الخميس الماضي في العاصمة.

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ: «إن الاتحاد ينفذ ما وعد به من قبل بإقامة عدد من ورش العمل المهمة، ترسيخاً لمفهوم أن الثقافة ليست ملقياً ومتلقياً فقط، ولذلك اهتم اتحاد الكتّاب بتنظيم ورش العمل، من بينها ورشة (الصوت وفن الإلقاء)، التي تم تنظيمها في فرع الاتحاد في دبي ثم في أبوظبي، وستقام كذلك في بقية الفروع».

وأوضح الصايغ أن «الفترة المقبلة ستشهد تنظيم سلسلة من ورش العمل التي تغطي مجالات مختلفة، تلبي احتياجات المهتمين بالثقافة والموهوبين، تتضمن ورشة كتابة السيناريو، وورشة فنون التقديم، وأخرى للكتابة السردية، وكذلك ورشة للنحو العربي، التي ستقدم للمشاركين قواعد النحو بطريقة مبتكرة في فترة قصيرة لا تتجاوز أربعة أيام، إضافة إلى تنظيم ورشة عمل للنقد الأدبي ومدارسه، وورشة لعلم العروض».

تحفيز قدرات

من جانبه، أوضح مقدم ورشة «الصوت وفن الإلقاء» المسرحي، محمود أبوالعباس، أن «الورشة محفزة للمشاركين فيها ليطوّروا قدراتهم الأدائية والصوتية»، مشدداً على أهمية الاستمرارية والحرص على التواصل مع الفعاليات المماثلة.

وأشار الفنان المسرحي إلى أن «المواد التي تم توزيعها على المشاركين في الورشة تتضمن تمارين مفيدة ومكثفة في مجال الصوت والإيقاع والأداء، وهي منتجة من مجموعة المناهج التي تدرس في كليات الفنون المسرحية».

وذكر أبوالعباس أن «الصوت مجال واسع جداً، ومن الصعب الإلمام به في أيام قليلة». وأضاف خلال الورشة: «نحتاج إلى الإنصات كمعادل موضوعي للصوت، فنحن لا نعطي لأنفسنا فرصة أن نسمع، ففترات الصمت التي تتخلل الحديث لا تعني عدم وجود جواب، ولكنها جزء من إيقاع الشخصية، والصوت في حقيقته نوع من الإيقاع».

وأوضح أن «البناء الصوتي يبدأ بالقول، ثم يتدفق ليصعد أو ينخفض، فكل شيء في الحياة له إيقاع، فالإيقاع هو زمن فلسفي بين مقولتين أو تعبيرين، واستخدام الصوت بطريقة غير صحيحة يعدّ استنزافاً لإمكانات الإنسان».

مراحل

كما تطرّق أبوالعباس إلى علاقة المعمار بالصوت، موضحاً أن «هذه العلاقة قديمة، ففي عصر الإغريق كان يتم تصميم المسرح على شكل حدوة حصان، للاستفادة من شكل الوعاء الذي يتيح وصول الصوت إلى الجمهور كافة. كما كان الممثلون في المسرحيات القديمة يقومون بارتداء قناع فيه بوق يقوم بوظيفة الميكرفون حالياً. وفي العصر المسيحي انتقلت المسرحيات من المسارح الكبيرة إلى داخل الكنائس، وتحوّل الأداء من الصوت الجهوري إلى أداء يحمل لمسات روحانية، بينما كان ديكور المسرح ينقسم إلى ثلاثة أجزاء (الأرض والجنة والنار)». وفي وقت لاحق، حسب أبوالعباس، ظهر المسرح الشكسبيري، الذي عاد ليقدم في مساحة واسعة بما يحاكي المسرح الإغريقي، بينما اكتسب الأداء حالة أكثر فلسفية ليتلاءم مع طبيعة الأفكار الفلسفية التي تحملها المسرحيات. وفي مراحل متقدمة ظهر المسرح الحديث بمدارسه المختلفة، وكان يتم التعامل مع الصوت البشري باعتباره عملية أعادة إنتاج للطبيعة.

واشار أبوالعباس إلى أن «البيئة التي يعيش فيها الإنسان لها تأثير في الصوت، فالبيئة البدوية بيئة مفتوحة، ولذلك تكون أصوات السكان عالية، بينما البيئة البحرية ليست مفتوحة بالدرجة ذاتها، لأنهم يعملون في حيز واحد».

تويتر