المجموعة الرابعة تستأنف منافساتها اليوم

يولة «فزاع» للناشئين.. الأطفال أوفياء للموروث

صورة

بعد توقف يومين متتاليين، تستأنف الدورة العاشرة لبطولة فزاع للناشئين لليولة فعالياتها، اليوم، بمنافسات المجموعة الرابعة، التي ستعرف الجمهور بـ10 متسابقين جدد، يتنافسون لانتزاع بطاقتي تأهل، تضمنان لهما العبور إلى المرحلة الثانية من المنافسات.

وتقدم للمشاركة في البطولة، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وينظمها مركز حمدان بن محمد لرعاية التراث، أكثر من 300 متسابق، تم اختيار 50 يويلاً منهم، للمنافسات الفعلية، على أن يتم اختيار أفضل أربعة متسابقين، من ضمن الـ10 المتأهلين لبلوغ المنافسات النهائية على كأس فزاع للناشئين.

وتستعرض البطولة التي تقام في دبي فيستفال سنتر، مهارات نخبة من الأطفال والناشئين الذين تمرسوا على أداء هذا الفن الاستعراضي من المورث المحلي، فيما تحولت المنطقة التي تقام فيها البطولات إلى ساحة جاذبة للمتسوقين للاستمتاع بأداء غير تقليدي للمتسابقين، يقدم تجربة مغايرة، لما اعتاده الجمهور من أداء متسابقي «يولة فزاع» في بطولة الكبار التي تستضيفها سنوياً القرية العالمية، وينظمها أيضاً مركز حمدان بن محمد لأحياء التراث.

تحفيز فوري

ممارسة فن تراثي على نطاق نخبة ممن تقدموا للمشاركة في بطولة فزاع لليولة للناشئين، تعد ترويجاً عملياً للتراث، حسب مديرة إدارة بطولات فزاع في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، مضيفة: «نهدف إلى الوصول لمختلف الشرائح العمرية التي تضمن استمرارية المورث، والتواصل معه، سواء على صعيد الممارسة، أو المتابعة».

ورأت درويش أن المنتمين إلى شريحة عمرية ما، هم الأقدر على خلق ترويج حقيقي لأي من الفنون بين أقرانهم، وهذا تماماً ما حدث عندما صعد أصغر متسابق في الجولة الثالثة، أحمد الكتبي، ذو السنوات الأربع، للمنافسة في ساحة «الميدان»، حيث فوجئ المنظمون بصعود أحد أقربائه من الأطفال ربما يصغره عمراً، ليقدم استعراضاً بشكل تلقائي على هامش المنافسة.

ويحظى الأطفال ذوو المراحل السنية الأصغر بتحفيز خاص من اللجنة المنظمة للبطولة، وتقدم لهم جوائز عينية، لكن نجم الجولة الثالثة أحمد الكتبي حصد على جائزتين مختلفتين.


طموح مشروع

«طموحي.. كأس فزاع» هي الكلمة الأثيرة التي تكررت من معظم المتسابقين، حينما كان يتم سؤالهم من قبل المذيع الشاب، علي إبراهيم، الذي يتولى تقديم برنامج الميدان للناشئين، والذي يتم تسجيله من أجل بثه على قناة «سما دبي» قريباً.

وبرر عضو لجنة التحكيم، راشد الخاصوني، هذا الأمر بأنه «الطموح الذي تغرسه الفنون التراثية الموروثة عموماً في نفوس ممارسيها، فضلاً عن هيمنة فلسفة المركز الأول في شتى المجالات، اقتداء برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وتابع: «الكثيرون من ممارسي فن اليولة مرتبطون بمهارات تراثية أخرى مثل الصيد بالصقور وسباقات الهجن، وغيرهما، وجميعهما مهارات تحرض وتحفز على المنافسة، في سياق من الطموح الإيجابي المشروع».

وباختتام منافسات المجموعة الرابعة تبقى البطولة بانتظار اختتام منافسات آخر المجموعات، من أجل بدء منافسات المرحلة الثانية، التي ستستغرق جولتين، قبل الوصول إلى الجولة النهائية.

وعكس أداء المتسابقين في الجولات السابقة المتتالية نضجاً ملحوظاً في مهارات الناشئين، وهو ما أشار إليه عضو لجنة التحكيم مسلم العامري الذي أكد أن كثيراً من اليويلة المشاركين سيكونون بمثابة مشاركين ناضجين في بطولة الكبار حينما يتيح لهم معدل أعمارهم المشاركة فيها .

ولم تكن منافسات الجولة الثالثة أقل فنياً قياساً بالجولتين السابقتين، حيث شهدت منافسات بين 10 متسابقين بعضهم سبق له المنافسة في دورات سابقة، وهم: سالم سلطان بن جراح من عجمان، وعامر سالم العامري من السعودية، وخالد إبراهيم الكعبي من الفجيرة وسيف عبيد سيف بالعبد من أم القيوين، وراشد ضرار بن راشد من دبي، وسعود بن مصلح الأحبابي من دبي، وعلي سيف جمعة آل علي من أم القيوين، ومبارك عبدالله العامري من دبي، وسعود محمد الحايري من الفجيرة، وأحمد محمد سالم الكتبي من العين.

وعلى غرار أخيه الذي سبق تتويجه في مناسبتين مختلفتين بكأس البطولة، تمكن سعود محمد الحايري من الفجيرة، من انتزاع بطاقة التأهل الأولى عن مجموعته، بينما أحرز بطاقة التأهل بالمركز الثاني اليويل سيف عبيد سيف بالعبد من أم القيوين.

وحافظت اللجنة المنظمة على بادرة الجوائز التشجيعية التي تقدم للأطفال تحفيزاً لهم على المشاركة ووسط هتافات الجماهير، حيث تقدم أحمد محمد سالم الكتبي (أربع سنوات)، بخطوات واثقة ليحصد بعدها جائزة أصغر متسابق في الحلقة، وجائزة خاصة لشجاعته ومثابرته. فعلى الرغم من إصابته الطفيفة أثناء التدريب والأداء في الميدان إلا أن ذلك لم يمنعه من أداء دوره في اليوله، بل زادت عزيمته وحماسه مما ألهم اليويلة ونال إعجاب وتشجيع الحضور.

وكشفت أنيسة الكتبي والدة أصغر متسابق أن ابنها أحمد الكتبي، رغم صغر سنه، اعتاد أن يتدرب يومياً منذ الصباح الباكر، يبدأ تدريباته التي تستمر لساعات طويلة، معربة عن سعادتها بمشاركته واستثمار طاقته ووقت فراغه في فن فلكلوري يزيد من لياقته البدنية.

عضو لجنة التحكيم، خليفة بن سبعين المعمري، أكد أن معيار الشريحة العمرية وتفاوتها لا يحولان دون تطبيق معايير الالتزام بأسس وقواعد اليولة مضيفاً «اليولة فن فلكلوري إماراتي يتكون من قواعد رئيسة، ويتوجب على أي متسابق أن يعرفها ويطبقها ومن ثم يضيف إليها المهارات التي تلائمه. وتشمل هذه القواعد المشية مع الشلة، ودوران السلاح في اليد، والثقة بالنفس، والمهارات الفردية، على أن تكون متناسقة مع الشلة بشكل ممتاز، وطريقة رمي واستلام السلاح، ومن ثم يأتي اقتباس المهارات التي تلائم اليويل وتميزه ليكون حامل اللقب في بطولات فزاع لليولة».

من جهة أخرى، قدمت الحلقات الثلاث الماضية مطربين إماراتيين هم أحمد الكيبالي ومعضد الكعبي، بالإضافة إلى الفنان العماني محمد أحمد، الذي أطرب الجماهير واليويلة في الجولة الثالثة بأغنيتين، الأولى هي «سايراً للبر» من كلمات سالم العويص وألحان السلطان، والأغنية الثانية «يا ليل» وهي أيضاً من كلمات سالم العويص وألحان السلطان. وأشاد محمد الذي يشارك للمرة الأولى بأداء اليويلة الصغار وقال «أنا فخور بإحياء احتفالية شعبية في واحدة من بطولات فزاع التراثية، فاليولة أضحت فناً إماراتيا يجمع أهل المنطقة كلها، لذا لم أتوان في تلبية الدعوة والشكر لجميع القائمين على إحياء واستمرارية هذا الفن الأصيل». وينتظر أن تقام جولة التتويج في الرابع من سبتمبر المقبل، وهي الجولة التي ستشهد حفل توزيع الجوائز حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى 250 ألف درهم، وتبلغ قيمة الجائزة الثانية 200 ألف درهم، بينما يحصل الفائز بالمرتبة الثالثة على 150 ألف دهم، ويحصل الفائز بالمرتبة الرابعة على جائزة قدرها 100 ألف درهم، ويحصل الفائز بلقب اليويل المتميز في البطولة على جائزة قدرها 50 ألف درهم.

تويتر