«شعبية الكرتون» يُعرض بالتناوب مع «مندوس» والجمهــور يفتقد «فريج» و«خوصة»

«الكرتون» المحـــلي.. إطلالة لا تغيب عن مواسم «رمـــضان»

صورة

لا يلتفت كثيرون إلى ما تحقق في مجال الكرتون المحلي خلال 10 سنوات كاملة، ظهر فيها الإنتاج الإماراتي لأول مرة، وتمكن من نسج علاقة خاصة مع جمهوره، ويقفون فقط عند ملاحظات يعتبرونها النصف الفارغ من الكوب، منها توقف «فريج» هذا العام، وبعض الأعوام السابقة، وتواتر إنتاج «شعبية الكرتون» سنوياً، وأيضاً غياب «خوصة بوصة».

حيدر محمد: رسالة هادفة

أكد مخرج المسلسل الكرتوني المحلي «شعبية الكرتون» الذي يعرض على قناة «سما دبي» الفضائية، حيدر محمد، أنه يحرص على أن تكون رسالة الكرتون الهادف حاضرة دوماً في شتى حلقات «شعبية الكرتون». وتابع: «من اليسير البحث عن الإثارة من أجل ضمان جدل وانتشار أوسع لأي عمل، وهو ما يسعى له البعض احياناً، لكن هناك فارقاً كبيراً بين (التشويق) و(الإبهار)، وجودة (المضمون)، من جانب، واعتبار (الإثارة) هدفاً في حد ذاته من جانب آخر».

وأكد حيدر أنه راضٍ عما قدمته أسرة «شعبية الكرتون» خلال المواسم الـ10 المتتالية، مؤكدأً أن «الجميع كان يبذل قصارى ما في وسعه للحفاظ على استمرارية العمل، دون أن يكون ذلك على حساب قدرته الدائمة على مفاجأة المشاهد». وأشار حيدر إلى أن وجود أكثر من مسلسل كرتوني محلي في مواسم متزامنة كان بمثابة رسالة إيجابية لمصلحة صناعة الكرتون الإماراتي عموماً، قبل أن يصبح وجبة رئيسة فرضت نفسها بقوة على شاشات التلفزيونات المحلية التي أشاد بدعمها في هذا الإطار.


حارب: «مندوس» تجربة مختلفة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/338508.jpg

قال المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، إن مسلسل «مندوس» الذي قام بإخراجه وتنفيذ إنتاجه من خلال شركته «أرى الإمارات» لمصلحة مركز الجليلة لثقافة الطفل، برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأميرة هيا بنت الحسين، يؤسس لاتجاه جديد في مجال الإنتاج الكرتوني. وتابع «يجسد العمل الدور التثقيفي التوعوي، ليس لمجال الكرتون فقط، بل للفن عموماً، ويختلف (مندوس) في أنه موجه لشريحة الأطفال بشكل مباشر، ويعنى بالتثقيف في مجال التراث المحلي».

وأشار حارب إلى أن العمل يلبي تطلعه إلى إخراج مسلسل موجه للأطفال خصوصاً، لافتاً إلى أنه استفاد في تجربته الإنتاجية من بعض خبرات مسلسل «فريج»، خصوصاً في ما يتعلق بحقوق التسويق، وابتكار بعض الألعاب الإلكترونية والتطبيقات، وكذلك المنتجات التي تلقى إقبالاً ملحوظاً في العادة بعد عرض المسلسل.

وبالفعل يفتقد المشاهد مسلسل «فريج» لمخرجه محمد سعيد حارب، لكن هذا الافتقاد نفسه دليل العلاقة الوطيدة التي نسجها العمل مع الجمهور، كما أن غياب «فريج» كان لمصلحة إنتاج المخرج نفسه بعض الأعمال الأخرى خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها، مسلسل «مندوس» الذي ينتجه «مركز الجليلة الثقافي»، في حين أن استمرار الفنان حيدر محمد في إنتاج «شعبية الكرتون» للعام العاشر على التوالي يمثل رسالة إيجابية في قدرة الفنان الإماراتي على الالتزام بمشروع كبير، طالما توافرت له عناصر الإنتاج الجيد، والرغبة الجماهيرية في استمراره.

وعلى هذا النحو أضحى الكرتون المحلي بمثابة علامة بارزة وإطلالة لا تغيب عن الموسم الرمضاني، ليتقدم حيدر محمد على سبيل المثال، بـ«شعبيته»، على أطول مسلسل إماراتي كُتب له المحافظة على إطلالته في مواسم رمضان، وهو «حاير طاير»، بل يتميز في هذا الإطار بإطلالته السنوية الثابتة، التي لم تغب في بعض المواسم، كما هي الحال في «حاير طاير».

وتمكن حيدر بفريق من الهواة من التغلب على ما يعانيه الكثيرون في صناعة الإنتاج الفني من إشكالية شح المتوافر من السيناريوهات الجيدة، وقدم تنوعاً في منتجه، وفي الوقت الذي كانت بعض الحلقات تدور في إطار توعوي، أو ترويجي لبعض المؤسسات الرسمية، بسبب حقوق الرعاية، فإن أسرة «شعبية الكرتون» كانت تتمسك بطابعها النقدي الساخر، دون أن تقع في مطبات «المنطقة الشائكة»، وهو أمر كان من البديهي أن يحدث حينما نذكر أن «شعبية الكرتون» اقترب من نحو ما يزيد على 250 حلقة، وسياق احداثه مبني بالأساس على «شعبية» حافلة بشتى الجنسيات.

غزارة الإنتاج الدرامي بشكل أكبر في السنوات الثلاث الأخيرة من المنطقي أن تؤثر في حظوظ المشاهدة للأعمال الكرتونية، لكنها رغم ذلك ظلت موجودة بقوة، وجاء التنافس على أشده في موسم سابق بين ثلاثة أعمال مختلفة هي إلى جانب «شعبية الكرتون» و«فريج»، ومسلسل «خوصة بوصة» الذي تخرجه نجلاء الشحي، وفي حين أن العملين الأولين اعتاد المشاهد أن يتابعهما على قناة «سما دبي»، فإن العمل الثالث بعد أن عرض جزؤه الأول على الشاشة نفسها، استقطبته شاشة تلفزيون أبوظبي في جزئه الثاني، بعد أن تم تطويره، ليحقق ليس نسب مشاهدة، ومنافسة قوية فقط، بل أسهم في اتساع شعبية الكرتون المحلي أيضاً.

وجاء توقف نجلاء الشحي هذا العام صادماً للبعض، لا سيما وأن الشحي لم تقدم أعمالاً بديلة، على غرار حارب، ولم تشر ما إذا كان التوقف بمثابة «استراحة محارب»، أم أن هناك أسباباً تتعلق بالعملية الإنتاجية نفسها أدت إلى هذا الغياب.

وعلى الرغم من أنه حتى أشهر قليلة قبل قدوم رمضان كان واضعاً ضمن خطته إنتاج نسخة جديدة من مسلسل «فريج» إلا أن حارب انشغل بالأساس هذا العام بعملين رئيسين أولهما استكمال الفصل الموكول له من فيلم الكرتون العالمي «النبي» من إنتاج سلمى حايك، ما يؤشر إلى أن تجربته التي بدأت محلية مع «فريج»، حينما كان في أوائل العشرينات قد نضجت، وذهبت به إلى «العالمية»، عبر هذا العمل الذي عُرض في دور العرض الأميركية والأوروبية بالتزامن مع عرضه بالدولة، وبعض الدول العربية.

موسم حارب لم يخلُ من جديد «محلي» أيضاً حيث يخوض هذا العام الجزء الأول من مسلسل «مندوس» من إنتاج مركز الجليلة الثقافي الذي يعرض على شاشة «سما دبي» بالتناوب مع مسلسل «شعبية الكرتون»، حيث اعتاد حارب وحيدر في المواسم الأخيرة الاكتفاء بإنتاج 15 حلقة.

ويقدم حارب عبر «مندوس» حلقات تغوص في تفاصيل رحلات بحرية ذات منطلق خيالي يحمل كل منها المشاهد إلى عالم ما داخل «مندوس» الجدة القديم إلى التراث البحري المحلي بحبكة درامية، ولغة بصرية تتكئ على جودة الكرتون ثلاثي الأبعاد، في حين أن الأجزاء المقبلة من العمل من المنتظر أن تتطرق إلى بيئات تراثية أخرى. طفرة الإنتاج المحلي في الكرتون أسهمت ايضاً في تشجيع مبدعين آخرين على خوض التجربة ومنها المسلسل المحلي «منصور»، و«شلة دانة» للمخرجة حنان غيث، لكن الجماهيرية الكبرى ظلت مرتبطة بما يتم عرضه خلال شهر رمضان المبارك.

 

تويتر