صرفت الجمهور عن التلفزيون إلى «الإنترنت»

الإعلانات في دراما رمضان «زادت عن الحد»

صورة

«كل شيء زاد عن حده؛ انقلب إلى ضده»، يبدو أن هذا هو الوصف الأكثر دقة لحال الإعلانات والدعايات التجارية التي تبثها الفضائيات خلال شهر رمضان، بعد أن تغولت وفرضت سيطرتها على الدراما هذا العام. ورغم أن الحصول على أكبر قدر من الإعلانات هو الهدف الأهم الذي تتنافس كل قناة في تحقيقه، ومن أجله تعمل على استقطاب مسلسلات وبرامج لفنانين تراهن على شعبيتهم وجماهيريتهم لدى الجمهور، بصرف النظر عن ارتفاع كلفة هذه الأعمال الدرامية، إلا أن الوضع انقلب حالياً؛ وأصبحت كثافة الإعلانات التي تعرض خلال أوقات عرض المسلسلات مصدر إزعاج لصناع هذه الأعمال، بل ووصل الأمر إلى الشكوى منها والمطالبة بالسيطرة على طوفان الإعلانات الذي يغرق المشاهد أثناء متابعته للمسلسل حتى ينسى ما المسلسل الذي كان يتابعه، أو يهرب منه سريعاً إلى قناة أخرى، هذا الوضع جعل ما يحدث الآن يبدو وكأنه عرض للإعلانات تتخلله فواصل درامية وليس العكس.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/335520.jpg

أبرز الخاسرين

أبرز الخاسرين في سوق الإعلانات هذا العام كان الفنان حسن حسني الذي يقدم إعلاناً للملابس الداخلية، لاقى انتقادات كبيرة، وهو ما حدث للفنان هاني رمزي العام الماضي، لتقديمه إعلان للشركة نفسها.

نسب عالمية

من المتعارف عليه وفقاً للمعايير والضوابط العالمية التي تحدد العلاقة بين الإعلانات والمادة التلفزيونية أو الإذاعية المقدمة، أنه يجب ألا يزيد المحتوى الإعلاني على 10% إلى 15% عن المحتوى الإعلامي المقدم. وهي النسبة التي لم تلتزم بها غالبية الفضائيات هذا العام.

جاء الفنان عادل إمام في مقدمة الذين أعلنوا غضبهم من الإعلانات، بعد أن أثرت في نسب مشاهدة مسلسله «أستاذ ورئيس قسم»، مبدياً اعتراضه على كثرة الفواصل الإعلانية وطول مدتها خلال عرض المسلسل. وزاد غضب صناع الدراما الرمضانية هذا العام من الإعلانات، بعد أن كانت سبباً في التضحية بـ«تيترات» بداية ونهاية كثير من المسلسلات، وعدم إذاعتها رغم حرص منتجي الأعمال على تقديم «تيترات» غنائية بأصوات نجوم كبار، وصرف مبالغ كبيرة عليها، وأدت الإعلانات أحياناً الى حذف أسماء صناع العمل أنفسهم، توفيراً للوقت، أو حذف اسم الحلقة في الأعمال التي تحمل كل حلقة منها عنواناً مختلفاً، مثل مسلسل العهد الذي تحمل كل حلقة منه اسم نبوءة تدور حولها أحداث الحلقة، وهو ما دعا مؤلف العمل محمد أمين راضي إلى لفت نظر المشاهدين عبر الصفحة الرسمية التي دشنها للمسلسل على «فيس بوك» إلى حذف عنوان الحلقة على قناة «النهار». كذلك انتقدت المخرجة جاسمين عمرو عرفة حذف تتر مسلسل «أرض النعام»، الذي يعرض على «قناة Ten»، مشيرة إلى أن القناة لم يكفها قطع التتر الخاص بالمسلسل، ولكن قطعوا «الآفان تيتر»، الذي يعتبر جزءاً أساسياً من أحداث المسلسل.

من جانبهم؛ دافع أصحاب القنوات ومسؤولوها عن موقفهم، مؤكدين أن زيادة عدد الإعلانات هو الوسيلة الوحيدة لتعويض ما دفعوه مقابل شراء حقوق عرض المسلسلات، خصوصاً في ظل الارتفاع الكبير في أجور النجوم أبطال هذه الأعمال، مؤكدين ان شهر رمضان هو الموسم الوحيد الذي يشهد إقبالاً كبيراً من المعلنين بخلاف باقي شهور السنة، وبالتالي لا يمكن التضحية بالمكسب الذي يمكن تحقيقه فيه.

الطريف أن بعض القنوات الجديدة استغلت هذا الوضع لكسب المشاهدين وجذبهم لها، فسارعت بالإعلان عبر وسائل الإعلام عن عرضها لعدد من المسلسلات من دون فواصل إعلانية، مثل قنوات «العاصمة» التي تعرض مسلسلات «حق ميت»، و«حواري بوخارست»، و«بعد البداية»، و«يوميات زوجة مفروسة». ولجأ كثير من المشاهدين إلى الانصراف عن مشاهدة الفضائيات، وتعويض ذلك بمتابعة مسلسلاتهم المفضلة عبر «يوتيوب»، وبدورهم حرص صناع الدراما على توفير روابط عرض الحلقات يومياً على صفحاتهم الشخصية أو الصفحات المخصصة لكل مسلسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في المقابل؛ استطاعت بعض الإعلانات أن تصل إلى قلوب المشاهدين، وتحقق نجاحاً كبيراً، مستخدمة في ذلك أساليب مختلفة؛ فاعتمد بعضها على حشد عدد من النجوم الكبار، كما في إعلان إحدى شركات الاتصالات، الذي يحمل عنوان «قوتك في عيلتك»، والذي جمع فنانين تربطهم صلة قرابة مثل حسين فهمي وشقيقه مصطفى، وأحمد عدوية وابنه محمد، ودلال عبدالعزيز وابنتها إيمي سمير غانم، ويسرا وزوجها خالد سليم وشقيقه هشام. واعتمد البعض الآخر على مشاعر الحنين للماضي لدى المشاهد، كما في إعلان لإحدى شركات المياه الغازية، والذي يظهر فيه نجوم رحلوا مثل أحمد مظهر، وصباح، وثلاثي أضواء المسرح، وفؤاد المهندس، وعبدالمنعم مدبولي، إلى جانب فنانين معاصرين، منهم محمد هنيدي، والثلاثي شيكو، وأحمد فهمي، وهشام ماجد، وسمير غانم وغيرهم، بينما اعتبر كثيرون أن اللقطة التي يظهر فيها الفنان أحمد زكي ليؤدي رقصة مشتركة مع نجله هيثم، هي الأكثر تأثيراً في الإعلان. واعتمدت إعلانات أخرى على خفة ظل من يقدمها مثل الإعلان الذي يقوم به الفنان عمرو عبدالجليل، وينتقد فيه بعض الأسئلة غير المنطقية التي يرددها المصريون بتلقائية. بينما كانت أناقة وشهرة الفنان عمرو دياب هي أبرز عوامل نجاح الإعلان الذي قدمه في الأيام الأولى من شهر رمضان لصالح إحدى شركات الصرافة، ثم الإعلان الذي يعرض حالياً له ويعلن فيه عن أحد المشروعات العقارية في العاصمة المصرية القاهرة.

«من دون نجوم»

نجحت إعلانات في أن تحقق صدى واسعاً لدى الجمهور رغم خلوها من الأسماء الشهيرة؛ كما في إعلان لإحدى المواد الغذائية، يتحدث فيه شاب ووالده، ويستخدم كل منهما مصطلحات مرتبطة بعصره في تداخل كوميدي، لتصبح العبارات التي يرددها الأب مادة لكثير من التعليقات والصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً جملة «دحلاب كده دحلاب»، وقام البعض بإنشاء صفحات لهذا المنتج تحمل المواصفات التي يرددها الأب رغم انها ليست لها علاقة بشكل المنتج الأصلي.

تويتر