تجاوباً مع مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصّر

رسائل إنسانية ملوّنة من أطفال «الجليلة»

صورة

قالت المديرة التنفيذية لمركز الجليلة لثقافة الطفل، شيماء خوري: «حين انطلقت مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصّر، شعرنا بأننا أول المعنيين بضرورة تطبيق هذه المبادرة، ونحن على يقين أن كل مؤسسة إماراتية شعرت بذلك، لأننا مجتمع قائم على حب الخير والعطاء والعمل الإنساني، الذي تشجع عليه قيادات الإمارات الحكيمة».

أنشطة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/335207.jpg

يأتي المخيم الرمضاني، الذي يستمر 10 أيام، ضمن فعاليات الصيف في مركز الجليلة لثقافة الطفل في دبي، بغرض استثمار إجازة الأطفال المدرسية بأنشطة مفيدة، ويستقطب أطفالاً من الإمارات ومختلف الجنسيات، ينقسم فيه الأطفال إلى مجموعات موزّعة حسب الفئات العمرية، الأولى من 4 - 5 سنوات، الثانية من 6 - 9 سنوات، والثالثة من 10 - 16 للذكور والإناث، يتعلمون فيها إلى جانب أنشطة المركز المعتمدة دوماً، تقنيات صناعة الطائرات الذكية، صناعة الروبوت، زخرفة الخشب، فنون الضيافة والإتيكيت الإماراتي، وما يعرف باللهجة المحلية «السنع»، والخط العربي والحرف التقليدية، إلى جانب مسابقات تراثية ودينية، وفعاليات صحية تتعلق بالغذاء الصحي، إذ يتعلم الطفل كيف يعدّ غذاءً مفيداً، إضافة إلى مسرح الدمى الذي يتعلم فيه الكثير عن الفن المسرحي وتحريك الدمى.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/335210.jpg

وبعد أسبوع على انطلاقة حملة «أنا أهتم.. أنا أشارك» ضمن المخيم الرمضاني، الذي ينظمه مركز الجليلة لثقافة الطفل، تجاوباً مع مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصّر، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برزت نتائج الفعاليات التي تتمحور حول فعل الخير، وينفذها أطفال تراوح أعمارهم بين 4 و16 سنة.

170 طفلاً إماراتياً، إلى جانب أطفال عرب وأجانب من جنسيات غير عربية، من منتسبي المخيم، وفر لهم مركز الجليلة لثقافة الطفل فرصة فعل الخير، ومساعدة نظرائهم الأطفال من الأيتام والمحتاجين، لمشاركتهم بهجة عيد الفطر السعيد.

ووزع القائمون على المركز بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي صناديق من الكرتون كبيرة الحجم، وتركوا للأطفال فرصة تزيينها وزخرفتها بالرسوم والألوان المبهجة، وكتابة رسائل يومية عن مراحل عمل كل منهم على هذه الهدية، بهدف تحفيزهم عاطفياً، وتحويل الفكرة إلى شغف فني وعاطفي يبقى أثره في نفوسهم ونفوس متلقي الهدايا طوال عمرهم، وليس مجرد واجب يرتبط بمناسبة فقط.

في قسم الأشغال اليدوية في مركز الجليلة، انشغلت الأيادي الصغيرة بتلوين الصناديق، وارتسمت على وجوههم ابتسامات المحبة، إذ سيعمل كل منهم بعد انتهائه من التزيين على إيداع هدية من اختياره في الصندوق مثل (كسوة العيد أو أدوات مدرسية أو ألعاب أو غيرها)، ليرسلها إلى يتيم أو محتاج من فئته العمرية نفسها في ختام المخيم، بهدف رسم البهجة على وجوه الأطفال بمناسبة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، ولترسيخ الخصال الحميدة كالعطاء والتعاون والتآلف والمشاركة في نفوس الأطفال.

بداية

وكشفت شيماء خوري، التي أشرفت بنفسها على سير الفعاليات في المخيم، عن أن هذا النشاط هو أول عمل خيري وإنساني يقوده المركز، لكنه بداية لأعمال مقبلة تسهم في الارتقاء بالحسّ الإنساني وحب المشاركة لدى الأطفال.

وأضافت: «كوننا جهة تُعنى بالطفل بشكل مباشر، نعمل باستمرار على دراسة احتياجات الطفل الفكرية والجسدية، وتقديم أنشطة وفعاليات تسهم في بناء شخصيته وأخلاقياته أيضاً، فالطفل كائن استقطابي قادر على استقبال وتقليد كل ما تعلّمه إياه أو يراه في محيطه، لذلك اخترنا المشاركة والاهتمام صفتين رئيستين وعنواناً عريضاً لمخيمنا كي نغرس هذه الصفات النبيلة في الطفل، من خلال التطبيق المباشر، وتنفيذ فعل الخير بأنفسهم وبأيديهم، لاسيما أن المخيم يتزامن مع شهر رمضان المبارك، ما يسهم في فهمهم للعمل الإنساني بشكل أكبر، ويترك فيهم أثراً أكبر وإدراكاً لهذا الشهر الفضيل».

مهارات

تنوّعت وسائل تعبير الأطفال عن اهتمامهم بالأيتام والمحتاجين، وفي الوقت الذي كانوا يتعلمون فيه أنشطة ثقافية وفنية متنوّعة في أقسام مركز الجليلة لثقافة الطفل، كانوا أيضاً يؤدون رسائل إنسانية مختلفة بتوجيه من مشرفين متخصصين.

في قسم التشكيل والخزف توزّعت المهام وفقاً للأعمار، فالأولاد بين 10 و16 عاماً، صنعوا من الطين سفناً مستوحاة من التراث الإماراتي، فيما الفتيات صنعن المباخر التي تعدّ من عناصر التقاليد الإماراتية، لاسيما في شهر رمضان، واهتم الأطفال ما دون السادسة بتشكيل حصالات على شكل «مناديس» تراثية ليملؤوها بتبرعاتهم للفقراء.

وفي قسم المهارات الحياتية، تعلم الأطفال إعادة التدوير والاستفادة من المقتنيات التي أدّت وظائفها الأساسية، لاستخدامها بأمورأخرى جميلة ومفيدة، فصنعوا مجسمات لورود زينة من مواد معاد تدويرها، كما تعلموا الاهتمام بالنبات وعناصر نمو النبتة وكيفية رعايتها والاهتمام بها.

وفي قسم الموسيقى عمل الأطفال على فكرة التعاون وقدموا أعمالاً مشتركة. واستخدم الصغار (من عمر 6- 9) الأكواب البلاستيكية لإصدار لحن خاص بهم مستوحى من الإيقاعات الإماراتية التراثية البسيطة مع الغناء، وتشاركوا اللحن مع بعضهم بعضاً والغناء المنفرد أمام أصدقائهم.

أما الفئة العمرية من (10- 16) فتمكنوا من وضع مخطط مبدئي لبناء قطعة موسيقية خاصة بهم بمصاحبة البيانو والغيتار والآلات الإيقاعية، مستوحاة من موضوع المخيم الصيفي «أنا أشارك أنا أهتم).

وفي المسرح تعلم الأطفال كيفية بناء الشخصية المسرحية، والعمل على كتابة نص إنساني مؤثر، وفي المرسم قدموا لوحات فنية تعكس هوية الحملة ورؤية كل طفل لعمل الخير. بينما تعلموا في الإذاعة أساسيات البث الإذاعي وكيفية التعامل مع الميكروفون.

تويتر