نساء يعملن ضمن مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد

السجاد اليــــــــدوي.. خَيّاطات الدهشة بالصوف المُلـــوَّن

صورة

في الردهة التي تقع عند المدخل الرئيس لدبي مول، تجلس مجموعة من السيدات اللواتي يرتدين لباسهن التقليدي الأفغاني، يحكن السجاد بشغف يظهر مدى عشقهن لهذه الحرفة التي تعد الأبرز في بلدهن. يحولن الصوف الى خيوط ومن ثم الى سجادة محاكة يدوياً، ليقدمن هذه الحرفة كفن من الصوف الملون. ويعرض في الردهة مجموعة من السجاد التي حيكت يدوياً، وذلك ضمن مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، الذي يهدف الى ايجاد فرص عمل وتمكين النساء الأفغانيات من خلال الحرفة التي يتقنها، فينعكس على المستوى المعيشي لحياتهن.

سجاد

تعرض في دبي مول مجموعة من السجادات المحاكة يدوياً، التي تتباين في أحجامها وألوانها وكذلك الأشكال والرسوم التي تحملها. وتعد أبرز سجادة تلك التي يحمل تصميمها اسم مملوك، وهو من التصاميم التي تعود الى أكثر من 1500 سنة، وكانت من التصاميم المشهورة في مصر، ونفذت بألوان تجمع بين الأخضر الفاتح والبيج.


مشروع

تقوم مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان، على توفير فرص العمل المستدامة، وتهدف الى تمكين النساء من خلال التركيز على استخدام مهارات الحياكة والغزل التي يمتلكنها مسبقاً. ويعمل في المبادرة أصحاب الدخل المنخفض، بينما تشكل النساء النسبة الأكبر من العاملين، علماً أن معظمهن من الأرامل. وإلى جانب توفير فرص العمل تعمل المبادرة على الالتفات للخدمات الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية أيضاً.


10 آلاف

الإنتاج الذي يصدر عن المشروع فيزيد على 10 آلاف سجادة، تعرض في أكثر من دولة ومنها الإمارات وبريطانيا، موضحاً أن عرض السجاد وطريقة حياكته في دبي مول يوضح عملية حياكة السجاد، وكذلك يفسر التحديات التي تواجه الذين يعملون في هذه الحرفة، بدءاً من التصميم الذي يعد المرحلة المهمة التي تمزج بين التقليدي والمعاصر، الى جانب الكثير من المراحل التي تدخل في نطاق العمل اليدوي، من بداية تحويل الصوف الى خيوط ووصولاً الى تنفيذ التصميم. أما صبغ الصوف فيتم من خلال المواد الطبيعية، بحيث تستخدم بعض الأعشاب الملونة والبذور. ولفت الى ان الأسعار التي يباع فيها السجاد لا تعتبر مرتفعة الثمن، خصوصاً أنه ينتج بشكل يدوي في كل مراحله، ولهذا تعتبر مقبولة وتبدأ صغيرة الحجم من 500 درهم وتصل الى 2000. ولفت الى انهم سينتقلون في المرحلة المقبلة الى حي التصميم، وهو المكان الذي سيمكنهم من نشر ثقافة وحرفة حياكة السجاد على نطاق أوسع وبشكل جديد. وشدّد في الختام على أن اختيار رمضان لعرض الفعالية، ناتج عن كون الموضوع يثير الناس، ولأن الجمهور يكون أكثر تصالحاً مع نفسه ومع ما يقدم إليه.

وقال المدير العام لمشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، ميواند جبارخيل، «أطلق المشروع في عام 2010، وذلك لدعم النساء ولاسيما في أفغانستان لأنها من البلدان التي تعد محافظة، فمعظم النساء يعملن من المنزل، وواحدة من المهارات التي يحترفنها هي السجادات المصنوعة يدوياً، فهذه المبادرة بدأت مع أكثر من 1800 موظفة واليوم هناك أكثر من 4000 موظفة، وعندما ننظر اليها، ننظر إلى العائد من المشروع على النساء، وكيف بتن قادرات على تأمين التعليم لأولادهن وكذلك المعيشة، ولاسيما في أفغانستان، فأكثر من 95% من النساء من أفغانستان». وأشار الى أن المشروع يؤمن العمل للأشخاص الذين لا يملكون مهارة حياكة السجاد أيضاً، فالسجاد قبل الحياكة يمر بالعديد من المراحل ومنها غسل الصوف، وتحويله إلى خيوط، كما يسعون لتطوير قدرات ومهارات الناس في أفغانستان وباكستان من خلال المشروع.

أما الإنتاج الذي يصدر عن المشروع فيزيد على 10 آلاف سجادة، تعرض في أكثر من دولة ومنها الإمارات وبريطانيا، موضحاً أن عرض السجاد وطريقة حياكته في دبي مول يوضح عملية حياكة السجاد، وكذلك يفسر التحديات التي تواجه الذين يعملون في هذه الحرفة، بدءاً من التصميم الذي يعد المرحلة المهمة التي تمزج بين التقليدي والمعاصر، الى جانب الكثير من المراحل التي تدخل في نطاق العمل اليدوي، من بداية تحويل الصوف الى خيوط ووصولاً الى تنفيذ التصميم. أما صبغ الصوف فيتم من خلال المواد الطبيعية، بحيث تستخدم بعض الأعشاب الملونة والبذور. ولفت الى ان الأسعار التي يباع فيها السجاد لا تعتبر مرتفعة الثمن، خصوصاً أنه ينتج بشكل يدوي في كل مراحله، ولهذا تعتبر مقبولة وتبدأ صغيرة الحجم من 500 درهم وتصل الى 2000. ولفت الى انهم سينتقلون في المرحلة المقبلة الى حي التصميم، وهو المكان الذي سيمكنهم من نشر ثقافة وحرفة حياكة السجاد على نطاق أوسع وبشكل جديد. وشدّد في الختام على أن اختيار رمضان لعرض الفعالية، ناتج عن كون الموضوع يثير الناس، ولأن الجمهور يكون أكثر تصالحاً مع نفسه ومع ما يقدم إليه.

وعلى آلة خشبية يتحكم في عملها دوران العجلات، تجلس حكيمة حيدري التي تحول الصوف الى خيطان ملفوفة وجاهزة لحياكة السجاد، وتقول عن عملها، «أحول الصوف الى خيوط رفيعة من خلال هذه الآلة التي هي تقليدية وقديمة ومصنوعة يدوياً أيضاً، فالخيوط يجب أن تفصل بين الداكن والفاتح، وبعدها تحول الى خيوط بحسب الدرجة اللونية، كما أنه يمكن القيام بالعملية بشكل يدوي ومن دون الآلة». وأضافت أن «الخيوط قد تكون رفيعة أو عريضة، وذلك بحسب نوع السجاد، بينما الصوف الذي أعمل عليه يُشترى من القرى، وهناك نوعان منه وغالباً ما يؤخذ مرتين في السنة، وينظف في البيوت قبل أن أبدأ بالعمل عليه». وتضع بالقرب منها مجموعة من الأعشاب المطحونة التي تشبه البهارات، ومنها ما يحمل رائحة قوية تستخدم لتلوين الصوف، مع ايضاح الدرجات اللونية التي يمكن الحصول عليها، وقالت عن التلوين «تتم هذه العملية من خلال المواد الطبيعية التي توضع في الماء، ويوضع الصوف بعد تحويله الى خيطان فوقها، فالعملية تحتاج الى التقليب تماماً كالطبخ لجعل اللون يتجانس بين جميع خيطان الصوف». أمّا عدد الساعات، فأوضحت حيدري، أنه يختلف بحسب المادة المستخدمة للصبغ، فمنها ما يتطلب الساعات ومنها ما يترك ليلة كاملة، في حين أن أبرز ايجابيات استخدام المواد الطبيعية للتلوين، تكمن في بقاء اللون لمدة طويلة من الزمن مقارنة بالتلوين الصناعي، بالإضافة الى أنه يرفع من القيمة المادية للسجاد. ولفتت الى كون اللون الطبيعي لا يكون قوياً وهذا ما يجب أن يكون المشتري منتبهاً اليه، لأن التلوين الطبيعي يجعل الصوف بألوان مختلفة وقد تكون محدودة مقارنة بما يمكن أن يتم الحصول عليه في التلوين الصناعي، كما أن الخيوط تبدو محافظة على أجزاء من لونها الطبيعي. وتتمكن حيدري من تحول الصوف الى خيطان بكمية تصل الى خمسة كيلوغرامات من الصوف، وتعد هذه الكمية كافية لحياكة متر مربع واحد من السجاد، ما يجعل السجادة المحاكة يدوياً ثقيلة الوزن. بينما في الجهة المقابلة تجلس سكينة عظيمي التي لا يزيد عمرها عن 17 عاماً، تحيك السجادة المخططة على شكل ورود، في مهمة قد تبدو سهلة لشدة سرعتها في أداء عملها، ولكنها في الواقع تحتاج الى الكثير من الدقة لوضع كل خيط باللون المطلوب في مكانة الصحيح. وشرحت عظيمي التي تعلمت الحياكة من أختها تفاصيل عملها، قائلة «نعتمد على الخيوط القطنية التي نبني عليها السجادة، فهناك خيط أمامي، وخيط خلفي، ونجمع الاثنين من خلال قطبة واحدة، وبعدها يقطع خيط الصوف، وتتوالى عملية وضع القطب كل واحدة على انفراد، حتى تكتمل السجادة». ولفتت الى أن المعدل لعمل المرأة على السجاد يصل الى انتاج متر مربع واحد خلال شهر، لأنها تعد من الأمور الصعبة والمعقدة. وأشارت الى أن اتباع التصميم يعد من الأمور الصعبة، بحيث أن التصميم يكون مرسوماً على شكل خطوط ويجب اتباعها، بينما إحدى الصعوبات تكمن في التفاف أطراف السجادة الى الخلف خلال عملية الحياكة، وهي المهمة الأصعب للحفاظ على السجادة مستقيمة. وأشارت الى أنه في الختام يتم قطع الخيوط من السجادة لجعلها رفيعة وتخفيف سماكتها، في حين أن الصوف الذي يقطع لا يمكن استخدامه مجدداً. ونوهت بكون هذه المهام الصعبة تصبح روتينية مع الوقت، ويصبح سهلاً التعاطي معها، وتجنب المشكلات التي تنتج عنها.

وقدم لنا المسؤول عن التصميم محمد داوود الصبوري، الطريقة التي يعمل عليها في رسم السجاد، موضحاً أن التصاميم التي يقدمها تنتمي الى العديد من الثقافات، فأحياناً يعتمد على الزهور أو غير ذلك، مشيراً الى كونه يمكن أن يضع أي تصميم على الرغم من كونه يحمل خلفية دراسية في مجال الهندسة. وأشار الى أن التأثر بالثقافات واضح في التصاميم التي يقدمها، في حين أن تصميم السجادة الواحدة يستغرق يومين في حال كان بسيطاً، بينما المعقد يحتاج الى 10 أيام. وأشار الى كون السجادة المصممة يدوياً تحمل اختلافات في الشكل، فعندما نحتاج إلى تكرار بعض الأشكال على السجادة لا يمكن الحصول على التطابق المثالي، الأمر الذي يزيد من جماليات السجادة ولاسيما للباحثين عن سجادة مصنوعة يدوياً.

تويتر