بطولة جديدة ينظمها مركز «حمدان بن محمد» في ميدان «الروية»

«فزاع» للرماية تستعيد مهـارات التراث في أجواء ليلية رمضانية

صورة

الأجواء الليلية المصاحبة لاستعراض مهارات الرماية بالأسلوب التراثي من خلال البندقية التقليدية «السكتون» هو جديد مركز بطولات فزاع لإحياء التراث في ما يتعلق بالبطولات التراثية خلال شهر رمضان المبارك، إذ تلقى البطولة التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وتنظم للمرة الأولى هذا العام، إقبالاً كبيراً سواء من حيث المشاركة أو المتابعة الجماهيرية.

«مفاجآت» و«تطوير»

قالت مدير البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن اللجنة المنظمة لبطولة فزاع الرمضانية للرماية بالسكتون لم تتوقع هذا الإقبال الكبير الذي وجدته البطولة، لاسيما أنها الدورة الأولى التي يتم فيها إطلاق بطولة للرماية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في هذا التوقيت.

وأشارت إلى أن اللجنة رغم ذلك تعاملت مع مستجدات الإقبال بحرفية ملحوظة، إذ تم استيعاب جميع الأعداد الراغبة في المنافسة، وتوفير الذخيرة والسلاح والتدريب للجميع، ممن انطبقت عليهم الشروط، بشكل يضمن أن تتم عملية التدريب في ذات التوقيت الليلي للبطولة.

وتابعت «تمديد البطولة من ثلاثة أيام حسب ما كان مقرراً، إلى ستة أيام، يعكس جانباً من المرونة التي تمتع بها التنظيم، في حين أن المتابعة الجماهيرية والإعلامية للحدث، شكلت صورة أخرى للبطولة الأحدث في كوكبة بطولات فزاع التراثية»، لافتة إلى أن بطولات فزاع التراثية ستشهد مزيداً من «المفاجآت» و«التطوير» في الموسم الجديد.


مشاركات متنوعة

على خلاف بطولة فزاع للرماية التي اعتاد مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث تنظيمها بعيداً عن فصل الصيف، وتعد من أقدم بطولات فزاع التراثية من حيث النشأة، جاءت البطولة الأحدث في مجال الرماية، مخصصة لسلاح «السكتون» فقط، ولم يتم إفراد مسابقة خاصة بـ«الشوزن»، ما جعل البطولة مناسبة مهمة للتحفيز على استخدام هذا السلاح التقليدي في مهارات «الرمي»، لاسيما أن الكثير من نسخ البطولة الرئيسة كانت تشهد سيطرة عمانية مطلقة.

إفراد هذه البطولة للمواطنين، وعدم استيعابها للناشئين وكذلك السيدات، ساهم في مزيد من التركيز على الفئة الأكثر مشاركة في تلك النوعية من البطولات، وهم «الرجال»، لكن في المقابل حظيت البطولة بمشاركات لشرائح عمرية مختلفة، وإلى جانب الشباب في العقد الثالث والرابع من العمر، ظهر في المنافسات، رماة، في مراحل سنية أبعد، وهو المشهد الذي عكس حرصاً بين الأجيال المختلفة، للتواصل الفعلي مع أحد أشكال الموروث المحلي، وهو الرماية بـ«السكتون».

وخلافاً لما تحرص عليه مختلف مسابقات الرماية التي ينظمها المركز، كواحدة من أقدم البطولات المرتبطة ببطولات فزاع التراثية، فقد ارتأت اللجنة المنظمة اختيار توقيت ليلي للمرة الأولى لإجراء المنافسات، وهو عقب صلاة التراويح، وعلى الرغم من أن هذا القرار جاء بالأساس مراعاة ظروف المتسابقين والجمهور خلال شهر رمضان، لاسيما أن هناك علاقة وطيدة بين وضوح الأهداف للرماة، والتوقيت النهاري، إلا أن هذا الاختلاف كان محور إثارة وتعديلات فنية، كشفت عنها اللجنة المنظمة.

وبسبب الإقبال المتزايد على المشاركة في البطولة التي تقام في ميدان «الروية»، فقد تم تمديد إقامتها للمرة الثالثة، إذ كان من المقرر أن تقام على مدار ثلاثة أيام فقط، لكن توالي إقبال الرماة على التسجيل بهدف المشاركة اضطر اللجنة المنظمة إلى تمديدها إلى ستة أيام، حيث من المفترض، في حال اكتفت اللجنة بالتمديد الأخير الذي أعلن عنه أول من أمس، أن تكون البطولة أسدلت ستارها بتسليم الميداليات للفائزين، في ساعة متأخرة من مساء أمس.

وفي الوقت الذي وصل فيه عدد المشاركين في فئة رمي الأهداف إلى نحو 1000 متسابق، فإن فئة إسقاط الصحون وصل عدد المشاركين فيها حتى يوم البطولة الرابع إلى 300 مشارك، قبل أن يصل إجمالي عدد المشاركين في اليوم الذي تلاه في الفئة نفسها إلى 400 شخص، جميعهم من المواطنين، إذ تم تخصيص هذه البطولة للمواطنين، ولم يتم تنظيم بطولة خاصة للنساء أو الناشئين، ما يعني أن السير بذات نسق الزيادة الطردية قد يصل بعدد المتسابقين النهائي إلى ما يزيد على 500 رامٍ في فئة إسقاط الصحون.

من جانبها، ثمنت مدير إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، مشاركة الشيخ صقر بن عبدالله القاسمي، والشيخ عبدالعزيز بن جمال القاسمي في المسابقة، معتبرة إياهاً عاملاً ساهم في تشجيع مزيد من المتسابقين على المشاركة. وقالت إن «هذه البطولة وفق البداية الناجحة التي حققتها قد وُلدت ناجحة، هو ما انعكس في الإقبال الواسع على المشاركة فيها، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تنظم فيها بهذا الشكل بتوجيهات ودعم من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد مكتوم، لإعداد رماة من ذوي الكفاءة العالية يمثلون بلدهم في البطولات الإقليمية والعالمية للرماية».

وأكدت درويش أن البطولة الرمضانية الجديدة تسعى لأن تكون منصة مهمة للاستثمار في الطاقات الوطنية، خصوصاً الشباب، لافتة إلى أن البطولة الجديدة تنظم على هامش بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين، لتوفر المنصة المثالية لدعم وتشجيع الشباب المواطنين وتطوير وصقل مهاراتهم، وذلك لإتاحة الفرصة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث للتركيز على المتميزين، وتبني المواهب اليافعة، بهدف إعداد أبطال في الرماية والمشاركة بهم في بطولات عالمية ودولية.

وأشارت إلى أن شروط المشاركة في البطولة وضعت في إطار استراتيجية تهدف إلى تطوير جميع بطولات فزاع، والارتقاء بها لمواكبة أعلى المستويات التنظيمية والإدارية في العالم، إذ تم تزويد جميع المتسابقين والمتدربين بالسلاح والذخيرة من قبل مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ومن ثم تغيير زمن البطولة من ثماني دقائق إلى 15 دقيقةـ تقديراً لاختلاف توقيت البطولة من النهار إلى الليل، وإعطاء المشارك فرصة لضبط السلاح، إضافة إلى إدخال مسابقة صحون فردي للمرة الأولى في بطولات الرماية بالسكتون.

وحول القيمة المادية لجوائز البطولة، قال رئيس لجنة البطولة بالإنابة، النقيب عبدالله سلطان الجلاف، إن الفائزين بالمراكز الأولى في كل فئة سيحصل كل منهم على 50 ألف درهم، بينما سيحصل الفائزون بالمركز الثاني على 30 ألف درهم، والفائزون بالمركز الثالث 15 ألف درهم، علما بأن مسابقة الأهداف تم تخصيص جوائز قدرها 5000 درهم للفائزين من المركز الرابع وحتى العاشر.

وحول بعض الاختلافات الفنية في هذه البطولة؛ أشار الجلاف إلى أن بطولة فزاع للرماية بالسكتون الرمضانية هي البطولة الأولى التي تجرى فيها مسابقة إسقاط الصحون للفردي، والتي يتنافس فيها متسابقان في كل جولة، لافتاً إلى أن الاتجاه التقليدي في تنظيم البطولات يتضمن فقط في هذا الجانب مسابقة للفرق، مشيراً إلى أن أصل هذه المسابقة يعود إلى تدريبات الشرطة والجيش التي يتم فيها تدريب العناصر على الرمي من الحركة ببندقية حربية ومن مسافة أطول، ما يعني أن استخدام السكتون في هذا الإطار، وهي بندقية خفيفة، يعد تحدياً مضاعفاً.

تويتر