مجلس شعري استضاف مجموعة من مبدعي «الشعبي»

قصائد ونقاشات في بيت «المسلم»

صورة

نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي، ضمن فعالياته الرمضانية «مجالس الشعراء في رمضان»، أمسية في بيت الشاعر عبدالعزيز المسلم بمنطقة الفلج في الشارقة، استضاف فيها الشاعر عتيق القبيسي، والشاعر الإعلامي علي الشوين، وأدارها الشاعر الإعلامي راشد شرار.

كما شارك في المجلس والأمسية الشعراء: محمد البريكي، علي القحطاني، ناصر الشفيري، محمد نورالدين، وعبدالعزيز الجروان.

قصائد

تخللت النقاشات قراءة قصائد؛ إذ ألقى عبدالعزيز المسلم عدداً من قصائده؛ منها: تاج المعزة، حلم، حروف، عهد، قهوتي. ومن أبياته: «من يواسيني سواها.. عقب ما كملت صومي.. رشفةٍ زايد حلاها.. ارتشفها كل يومي.. قهوتي في ملتقاها.. انسى آلامي وهمومي.. شاعرٍ سالي بهواها.. مسرع ورقمه حكومي».

وقرأ عتيق القبيسي قصائد منها: فالمطار، لا تصحيني، حب غالي، وصباحك. ومن أشعاره: «الصباح اللي تصبح به عيونك.. اشهد انه اجمل وأبها صباح.. والعرب لي عقب نومٍ يبصرونك.. اشهد انه يومهم سعد وفلاح.. ولا انا يومي يشقيني بدونك.. دون شوفك ما أعيش الارتياح».

فيما أنشد علي الشوين مجموعة من القصائد منها: مهرجان التراث، قروب، شهر العبادة، وفيها يقول:

«يا حظك اليوم يا المسلم ومن قدك.. لاقيت شهر كريم اليوم بنعامه.. يا سعد أرض لسلام وانت يا سعدك.. يا سعد من هو تلاق وياه ثم صامه».

وقال راشد شرار في تقديمه الجلسة الرمضانية: «كانت المجالس ولازالت متنوعة من حيث الموضوعات التي تناقشها، وتتطرق إلى الجوانب العلمية والثقافية والتربوية والأدبية، لتلم أيضاً بجميع النشاطات والأحداث التي يشهدها المجتمع الإماراتي، بل والوطن العربي، لتركز في طرحها على مناقشة جميع القضايا والموضوعات التي تصب في خدمة الصالح العام والمواطن».

وأضاف أن «المشاركين في هذه الأمسية أعمدة مهمة في الساحة الشعبية، وأسماء لها إبداعها ودورها الثقافي، فصاحب المكان علاّمة التراث عبدالعزيز المسلم، وعلاوة على كتابة الشعر، أجاد الغوص في التراث ليستخرج منه درراً وقيماً وتاريخاً».

وتابع شرار «لعل ذلك التجمع فرصة لالتقاء القلوب والعقول، وتقارب الأفكار ووجهات النظر، للخروج بخطط عمل ومشروعات تخدم القصيدة الشعبية والموروث الشعبي في الإمارات».

وطرحت، خلال الأمسية، قضايا كثيرة متعلقة بواقع الشعر الشعبي، وهموم الشعراء، مروراً بمراحل كثيرة للقصيدة الشعبية الإماراتية.

من جهته، قال المسلم «كان الشعر داخلاً في نسيج الحياة الإماراتية، لكن التغير جاء في التسعينات، وصار هناك تحول كامل في الغايات والأهداف واللغة والشكل، ففي سنة 1991 أصدرنا مع مجموعة من الشعراء ناصر النعيمي ورفاقه مجلة (مزون) التي أغلقت عام 1998، وظهرت أيضاً في تلك الفترة مجلات متخصصة في الشعر الشعبي كـ(المختلف) و(فواصل)، وكان لهذه الإصدارات دور في إثراء الساحة والتعريف بالشعر والشعراء».

وأضاف «كان الشعر في مكان مرتفع، لكن انحدر وانحسر وخفت الاهتمام به»، مرجعاً ذلك إلى «تقليد الشعراء للون النجدي، وبروز كم كبير من الشعراء السعوديين على الساحة، وتأثر الشعراء الإماراتيين بهم، والإعجاب والافتنان ببحور الشعر السعودي (الصخري، الهلالي)، وكذلك اللهجة وقلب الحروف». ورأى أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون نقمة على الشعر وانحسار دوره. واستعرض المسلم نماذج من رواد الشعر في الساحة الخليجية كالفيحاني، والعقيلي، والبحور التي كتبوا عليها. وأشار إلى أن «الغوص في التراث يحتاج أحياناً إلى قراءة نماذج شعرية قديمة، ومعظمها قصائد مجهولة المؤلف، ولها سمات خاصة تختلف عما نعرفه من حيث اللغة ومفرداتها وأغراضها، الأمر الذي أوجد بداخلي صراعاً بين شخصين أحدهما يعيش التحول والتغير في القصيدة، والآخر يستمتع بالقديم منها، وبالطبع هذه المعايشة كان لها أثرها في كتابتي للقصيدة».

بدوره، قال عتيق القبيسي إن الشعر النبطي هو نتاج خصوصية لغوية ثقافية يعيشها أبناء الإمارات والخليج، تحوي أفكاراً ومضامين وقصصاً ارتبطت بمخيلتهم وذاكرتهم القريبة الممتدة لـ200 أو 300 سنة، فباللهجة المحلية قصص وأمثال مرتبطة بخصوصيتهم الثقافية. وأوضح أن الناس دائماً إذا وجدت الفن الذي يلامسها، ويعبّر عنها، فإنها تقبل عليه وتحبه.

ولفت إلى أن مشكلة تلقي الشعر تعود إلى اختيار ألفاظ بعيدة عن بيئتنا، وانحسار دوره في تبني قضايانا المعاصرة، إضافة إلى قلة معرفة الشعراء بقواعد اللغة والبحور، معتبراً أن تقريب القصيدة للمتلقي وملاءمتها لروح العصر مع الحفاظ على جزالتها أساس انتشارها، لافتاً إلى أن الفجوة القائمة بين الشعر والمتلقي هي فجوة على مستوى اللغة الموحية والمكثفة والمشفرة، وهناك عدد كبير من الشعراء لا يتقيد بشروط الإبداع الشعري لأنه غير واعٍ ببنيته المعرفية.

بينما أكد علي الشوين دور البيئة في حماية الخصوصية الشعرية الإماراتية. وقال إن «تذوق البلاغة الشعرية لدى أي شعب مرتبط بكون اللغة الشعرية مستقاة من تاريخه وتطوره وبيئته، حتى ترتبط بعواطفه ووجدانه»، مشيراً إلى أن الشعر تجربة إنسانية وتعبير عن انفعالات وعواطف، وكل أمة من الأمم استطاعت أن تخترع لنفسها، عبر تاريخها الطويل وصراعها من أجل البقاء، لغة راقية للتعبير عن أفكارها بإيجاز وبلاغة وقوة، يمكن أن تحرك لدى الناس مكامن الإحساس بالجمال، مشدداً على أن التمسك بهويتنا وتراثنا أساس حماية موروثنا الشعري. وناشد المؤسسات التراثية حماية هوية الفنون الإماراتية من الدخلاء.

تويتر