16 فناناً يحتفون بجماليات المرأة في افتتاح «لمياتوس» بدبي

«موسيقى اللون».. على مسافة واحدة من الأمل والألم

صورة

بلمسات 16 فناناً، وتحت عنوان «موسيقى اللون»، قدم غاليري «لمياتوس»، الذي افتتح أول من أمس مجموعة من مقتنياته، التي يعود معظمها إلى فنانين سوريين، إلى جانب الفنانة الإماراتية د. نجاة مكي، وأسماء تشكيلية بارزة من العراق وفلسطين.

حمل افتتاح «لمياتوس»، الذي كان برعاية مؤسسة ورئيسة متحف المرأة بدبي، د. رفيعة غباش، معرضاً لأسماء بارزة من سورية، وكذلك تجارب فنية تبرز جماليات المرأة في اللوحة، لتبدو الأعمال كما لو أنها احتفاء لوني بالمرأة، فيما أبرزت أعمال أخرى وجع الإنسان وآلامه، لتضع المتلقي أمام مسافة واحدة من الأمل والألم، ولتبرز هشاشة هذا الكائن وقوته.

فنانون

جمع المعرض، الذي نظم لافتتاح غاليري «لمياتوس»، مجموعة من الأعمال لفنانين من العالم العربي، منهم د. نجاة مكي، عدنان حميدة، علي مقوس، أزاد هيما، بسيم السباعي، إدوارد شهدا، فؤاد دحدوح، حمود شنتوت، عنايت عطار، عصام يوسف، عروبة ديب، سمير صفدي، ستار كاووش، شاهر الزغير، تمام محمود وزهير حسيب. ويستمر المعرض، الذي يضم أعمالاً من مقتنيات الصالة، حتى 17 من الشهر الجاري.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/323860.jpg

وشاركت د. نجاة مكي بعملين في المعرض، إذ قدمت المرأة بأسلوبها التجريدي القائم على جماليات لونية غالباً تحضر في لوحات الفنانة الإماراتية، منها الأزرق والأخضر والأصفر.

هذا الشكل التجريدي للمرأة يجده المتلقي أيضاً لدى الفنان عنايت عطار، الذي رغم تجريده للأنثى؛ إلا أنه أوجد مساحة كبيرة للجمال في اللوحة.

ولا يلبث أن يختفي هذا التجريد، وينتقل المعرض إلى جماليات جسد المرأة مع الفنان إدوارد شهدا، الذي كان عمله الخاص بالمرأة من ضمن القطع الرئيسة في افتتاح «لمياتوس»، جامعاً فيه بين الجمال والضياع، ومصوراً أنوثة المرأة، وهي جالسة على مرآة، فيما يتعمد إخفاء كل ملامحها التي يجب أن تكون بارزة في المرآة.

وتحضر كذلك أعمال للفنان السوري حمود شنتوت الذي يتوغل في العالم الأنثوي؛ بألوانه القاتمة تارة، والمشرقة بالحياة تارة أخرى، أما الفنان السوري علي مقوس، فقدم المعرض لوحتين له، صور فيهما الحشود والجمهرة البشرية في إطار شكلي يأخذ شكل الشجرة، فبدت اللوحة محمّلة بالكثير من المشاعر المتضاربة، وبينما ينقل العمل الأول إلى مشهد يعبر عن الحب، يصور العمل الثاني مشهداً فيه الكثير من التشتت والضياع.

المشاعر التي تبرز الحب من جهة، والتشتت من جهة أخرى؛ برزت كذلك في منحوتات الفنانة عروبة ديب التي عبرت عن الحب في منحوتة برونزية، بينما أبرزت منحوتات أخرى لها هشاشة الإنسان، على الرغم من صلابة المادة المستخدمة.

وقالت د. نجاة مكي إن «مشاركة الفنان الإماراتي في معرض جماعي مع كوكبة من رواد الحركة التشكيلية في الوطن العربي، وتحديداً من سورية، تجربة مهمة، لأن التعاون بين الفنانين ضروري، ويقوي الحركة التشكيلية». ووصفت المعرض بالمميز، إذ يضم نخبة من رواد الحركة التشكيلية السورية، لاسيما أنه من النادر رؤية أعمال في الإمارات تحمل بصمات رواد الفن التشكيلي تحت سقف واحد. ونبهت إلى ضرورة التواصل بين الفنانين، إذ إن لكل فنان أسلوبه وتجربته، وبالتالي فالمشاركة في المعارض الجماعية تضيف إلى رصيد الفنان، وتعرف بتجربته، وتطلعه على نتاج الآخرين عن قرب. واعتبرت مكي أن افتتاح «لمياتوس» رصيد يضاف للحركة التشكيلية بالإمارات، وتعزيز لقوة الفن في دبي التي تعد ملهمة للشباب الذين يدرسون الفن والمهتمين به.

أما صاحبة غاليري «لمياتوس»، د. لمياء عاصي، فقالت إن «المعرض هو الأول للغاليري، ويحتوي على عدد من الفنانين الكبار، ومقدمة لطبيعة الأسماء التي سنقدمها في مسيرتنا، إذ إننا منفتحون على عدد أكبر من الفنانين من كل العالم العربي، وليس هناك توجه محدد، ونرحب بكل المشاركات، وبالشباب أيضاً». وردت غلبة الفن السوري على الافتتاح إلى «كون المعرض هو الأول ومن المقتنيات التي كانت لدينا قبل الانطلاق، لكنه لا يعبر عن سياسة مستمرة للغاليري، فالمعرض يقدم أسماء سورية وصلت للعالمية، لكنها الخطوة الأولى التي ستعقبها خطوات أخرى أكثر تنوعاً».

وأشارت عاصي إلى أن «لمياتوس» يهدف إلى رفع الوعي والثقافة حول الفن التشكيلي، لاسيما أن الانطلاقة من دبي التي تعد مركزاً متميزاً في هذا المجال، ومنصة تسعى لأن ترسخ مكانتها عالمياً مستندة إلى الكثير من الأسس والعوامل المساعدة.

وأكدت خلال كلمة ألقتها في الحفل أن الغاليري سيكون منفتحاً على كل الفنانين، مشيرة إلى أن العالم العربي حافل بالإبداع الذي أثبت حضوره عالمياً. وأشادت بمشاركة د. نجاة مكي المتميزة في المعرض.

من جانبها، قالت د. رفيعة غباش إن «الثقافة هي الأساس للتطور، وبالثقافة نحارب الإرهاب، لأن العقل الذي يحمل الثقافة لا يمكن أن يحمل السلاح»، مضيفة، لـ«الإمارات اليوم»، أن رعايتها افتتاح «لمياتوس» أتت من كونه حدثاً يشكل إضافة جديدة وإضاءة جميلة. وأشارت إلى حرصها على زيارة أي مكان يعنى بالثقافة أو الفن أو التاريخ، منوهة بالفن الذي يحمل لغة واضحة، وليس الذي لا يعكس الواقع أو لا يحمل لغة واضحة.

وذكرت أن من أبرز ما استوقفها بشدة في المعرض عمل بعنوان «النازحون»، وآخر بعنوان «بيت الجد»، لافتة إلى أنها تولي أهمية كبيرة للفن؛ وهذا ما يظهر في القاعات المخصصة للفن في متحف المرأة.

تويتر