الإنتاج البرامجي جهود كبيرة بلمسات نسائية مبدعـــــة

نجومية «ناعــــــمة» وراء الكواليس

رغم ما يحمله مفهوم الإنتاج البــرامجي من صعوبات ومهام تتطلب الكثير من الجهد والمتابعة، فإن المرأة الإماراتية استطاعت وضع بصمتها الواضحة في هذا المجال، إلى جانب نجاحها في مختلف قطاعات الإعلام وفروعه المتعددة. الإمارات اليوم

رغم ما يحمله مفهوم الإنتاج البرامجي من صعوبات ومهام تتطلب الكثير من الجهد والمتابعة، فإن المرأة الإماراتية استطاعت وضع بصمتها الواضحة في هذا المجال، إلى جانب نجاحها في مختلف قطاعات الإعلام وفروعه المتعددة. وفي هذا التحقيق تحاول «الإمارات اليوم» استطلاع دواخل المشهد الإعلامي المحلي من خلال تسليط الضوء على «كواليس» مبدعات الإنتاج البرامجي المحلي وظروفهن، وكيف استطعن التعايش مع هموم المهنة وتقديم لمساتهن بكفاءة مهنية وبمهارات قيادية واقعية قادرة على تجاوز التحديات اليومية وتحدي الظروف الطارئة، والمفاجآت غير المحسوبة التي يحفل بها هذا المجال.

خارج السيطرة

بخلاف تجاربها الناجحة مع بعض النجوم، لا تخفي مزنة راشد السركال صعوبة التعامل مع البعض الآخر حين يتعلق الأمر بحيز الحرية التي تطرحها تجربة بعض برامج المنوعات العربية، التي أشرفت على إنتاجها، حيث كشفت الأزمة الحقيقية التي يعيشها المنتج وفريق العمل المصاحب في هذه البرامج حين ينحصر عملهما في زاوية ضيقة يصبح فيها التفرد والتجديد رهين «مزاجية الفنان» أو «تعنته» في الاستجابة لمتطلبات البرنامج.


ظروف طارئة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/319431.jpg

بالكثير من الروح الرياضية والدعابة تحدثت المنتجة الإماراتية عائشة النعيمي عن أكبر المصاعب التي واجهتها أثناء تجربتها الطويلة في الإنتاج، وعن قيمة الاستعداد للمفاجآت غير المتوقعة، قائلة: «أثناء تصوير برنامج (القفال) في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية فوجئنا بتغيير استوديو التصوير لعدم توافر اليخت الذي تم تقريره ليكون استوديو تصوير البرنامج، ما جعلني أرتب مكاناً جديداً في باحة النادي وأقوم بتجهيزه بالمعدات الصوتية والضوئية الخاصة لاستقبال الضيوف، والحمد لله تجاوزنا هذه العقبة بنجاح، والغريب في ما بعد أن لمسات (الديكور البديل) المطلة على أجواء الميناء والسفن حصدت إعجاب الجميع».

وأشارت عائشة إلى خصوصية عمل المنتج التي تختلف عن بقية المهام، فهو حلقة الوصل بين المعد والمخرج والمذيع وحتى الضيوف، كما أنه مدير المشروع الذي يتولى توزيع المهام.


مفاجآت غير سارة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/319430.jpg

كشفت المنتجة مزنة راشد السركال عن حيثيات موقف خطير عاشته أثناء زيارتها لجمهورية مصر العربية لتصوير برنامج «فاصل ونعود مع داوود»، صحبة متدربة إماراتية من تلفزيون دبي رافقتها للتعلم، حيث قابل تاريخ عودتها اندلاع تظاهرات طاحنة في العاصمة، ما أدى فجأة إلى انقطاع الاتصالات وتأزم الوضع، إضافة إلى محاولة المتظاهرين الغاضبين استهداف الفندق، حيث تصف السركال هذه الحادثة قائلة: «استغربت يومها قدرتي على السيطرة على خوفي للتخفيف من الذعر الذي كان بادياً على الشابة التي ترافقني، خصوصاً بعد إلغاء جميع الرحلات المتوجهة إلى دبي، لكن إيماني بأن السفارة الإماراتية لن تتخلى عنا زادني ثقة بنفسي، وفعلاً تمكنّا في نهاية المطاف من تحصيل رحلة على (طيران الإمارات)، الأمر الذي بعث فينا أملاً جديداً».

وتؤمن مزنة بقيمة العمل على «تحديث التجارب» لمواكبة النسق المتسارع للإعلام الحديث، فتحاول جاهدة اللحاق بالركب.


ميزانيات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/319429.jpg

تقول المعدة والمسؤولة عن إنتاج برنامج «سوالف حريم» صفية إسماعيل: «تبقى مسألة الميزانيات الغائبة التي يمكن أن تخصص للضيوف والمختصين الذين يستقبلهم البرنامج بصفة دائمة أكبر عائق يواجه عملية الإنتاج الإذاعي، كما يطرح تحدي البرامج اليومية مشكلة التجديد في الموضوعات وصعوبة إعداد المحاور والأسئلة الخاصة بكل ضيف، خصوصاً أن مجال التحرك لمواكبة بعض الفعاليات أو المؤتمرات من أجل التعرف إلى جديد المحليات واستحداث مضامين جديدة من شأنها إثراء البرنامج، يكاد يكون مستحيلاً، نظراً لقلة الوقت وعدم توافر فريق عمل مساعد، وهذا ما يجعلني أعول بشكل أساسي على جهدي الشخصي لمتابعة أبرز المضامين التي تطرحها الإذاعات المحلية، إلى جانب اعتمادي على اقتراحات المستمعين المتابعين للبرنامج أحياناً أو مختلف النشاطات المحلية التي تقام في الإمارة وأخبار الصحافة المكتوبة ومواقع التوصل الاجتماعي، لإدماج بعض المحاور الجديدة التي تستقطب اهتمام المستمعين».

عائشة النعيمي، اسم إعلامي ارتبط بإنتاج البرامج الرياضية، وأثبت خبرته في تغطية أهم الأحداث الخارجية منذ ما يقارب تسعة أعوام من العمل المتواصل في قناة «دبي الرياضية»، فقد غطت خلال السنة الماضية أكثر من 45 حدثاً رياضياً مهماً على مستوى الدولة، وتكفلت بالإشراف على فريق عمل أثبت جدارته من خلال النجاح الذي حققه في أهم الفعاليات الرياضية التي استقطبتها الإمارات. «الإمارات اليوم» سألت النعيمي عن عملها وعن طريقة قيادتها لفريق عملها، وقالت عائشة: «أود الإشارة أولاً إلى خصوصية عمل المنتج التي تختلف عن بقية المهام، فهو حلقة الوصل بين المعد والمخرج والمذيع وحتى الضيوف، كما أنه مدير المشروع الذي يتولى توزيع المهام على فريق قد يتعدى أحيانا 60 شخصاً من مختلف الاختصاصات».

وتتابع عائشة: «إضافة إلى المهارات الشخصية التي يكتسبها المنتج مع الوقت والخبرة يجب التحلي بالإرادة القوية والصبر وبشبكة واسعة من العلاقات التي تجعل المنتج قادراً على تسهيل سير العمل، والمساعدة على اختيار الشخصيات المناسبة للبرنامج، والتفاعل الإيجابي مع مختلف الجهات الخارجية لتسهيل سير عمليات التصوير الخارجية وإنجاحها».

وتستشهد النعيمي بتجربتها الشخصية مع برنامج «القفال» الخاص بالسباقات البحرية وعملية التخطيط التي سبقته، والصعوبات المرتبطة بالتغطيات الخارجية، واستحداث استوديو خارجي لتغطية الحدث مباشرة على الهواء، كذلك بحدث بطولة أبوظبي العالمية 2015 لمحترفي «الجوجيتسو» الذي تطلبت تغطيته ستة أيام من العمل المتواصل والدؤوب واستوديو خاص لنقل الحدث، ما استوجب حتماً جاهزية نفسية وجسدية كبيرة وتفرغاً تاماً حتى من الواجبات العائلية المرتبطة بتواجد المرأة في الإنتاج. وتضيف النعيمي: «هذا هو التحدي الأكبر برأيي الذي جعلني أتقن عملي وأقدمه بالصورة التي يطلبها المشاهدون، فقد أثبتُّ اليوم قدرتي على تقديم أكبر الفعاليات الرياضية المحلية والعالمية التي تستقطبها دبي والإمارات، بشكل جعلني أحصد العديد من النجاحات التي أوكل معظمها إلى وحدة فريق العمل الذي يصاحبني وقدرتهم على تخطي المصاعب وتذليلها».

أما مزنة راشد السركال مدير الإنتاج البرامجي، فقد أوكل إليها مهمة الإشراف على أهم وأكبر البرامج والمنوعات العربية التي تنتجها قناة «دبي الأولى»، حيث أدارت رغم صغر سنها عمليات إعداد وإنتاج عدد من البرامج التي ظلت عالقة في ذاكرة المشاهدين محلياً وعربياً مثل برنامج «تاراتاتا»، و«ذا دكتورز»، و«نجم الخليج»، و«سوالفنا حلوة»، و«فاصل ونعود مع داوود» وغيرها. دخلت مزنة ميدان إنتاج البرامج مبكراً رغم دراستها الإخراج وتيقنت سريعاً من قدرتها على خوض هذه التجربة الصعبة التي تحدثت عنها قائلة: «اكتشفت قدرتي على تحمل المسؤولية والجمع بين اختصاصات عدة وامتلاكي رؤية تؤهلني لصياغة التصورات الجديدة وتنفيذها، ومع الوقت والخبرة آمنت بأن تجربة الإعلام مشتركة وأن قدرة المنتج على التميز وصياغة رؤية إبداعية ناجحة تبقى رهينة النظريات إذا اصطدمت الأفكار فيها بفشل تنفيذها، ففي النهاية يبقى عمل المعد والمخرج مكملاً أساسياً لعمله، وبالتالي يتحمل عمل المنتج مسؤوليات إضافية تجعله العمود الفقري لأي منتج تلفزيوني ناجح».

تجاور السركال فريقها ولا تنفك تبحث عن كل ما هو جديد، كما تظل دوماً واقعية في تصور المنافسة المفتوحة وتقييم المنافسين، ومؤمنة بقيمة العمل على «تحديث التجارب» لمواكبة النسق المتسارع للإعلام الحديث، فتحاول جاهدة اللحاق بالركب من خلال التعرف إلى طقس الشاشات حولها وأطر العمل الجديدة التي تطرحها التجارب الأخرى، وطرق تناولها للمعلومة وكيفية طرحها على المتابع، فلا مكان للمزاح مادام المشاهد هو الغاية الأولى والهدف الأهم، ولا مجال إلا للارتقاء بالمضامين ومناشدة الأفضل. وتضيف: «هنا يظهر فرق التميز وتظهر معه قدرة المنتج وفريقه على تحدي ضيق الميزانيات وقصر الوقت والتطور المتسارع وجودة المنتج والمضامين، وحتى فكر الجمهور المتقبل الذي تتباين أعماره ومطالبه وتتغير ذائقته بشكل متواصل، يجعل المنتج ملزماً بتطوير فريق عمله وأدواته من أجل الحفاظ على الجمهور المتابع، وتفادي نقاط الضعف من أجل استقطاب الجمهور غير المتابع».

نجود السويدي المنتج المنفذ لمجموعة من البرامج اليومية المباشرة على قناة سما دبي، كبرامج «تواصل» و«الصيف والناس» و«آخر الاسبوع»، تحدثت عن متطلبات إنجاح تجربة الإنتاج وشروط الابتكار والتفرد اللذين يميزانها، وأكبر تحديات المباشر الذي واجهته طوال تواجدها في القناة قائلة: «يتطلب الإشراف على البرامج المباشرة سرعة البديهة والقدرة على إنقاذ الموقف وحسم الأخطاء، ففي بعض البرامج المباشرة تواجهنا على الهواء الكثير من المفاجآت التقنية التي قد ترتبط مثلاً بتوقف شريط التسجيل الخاص بالتقرير المقرر عرضه لمدة سبع دقائق على الشاشة، ما يضطرنا إلى إلغائه واستبداله باتصال هاتفي أو اقتراح تمديد مساحة الوقت المخصصة للضيف على الهواء لتلافي الفراغ الذي يسببه هذا العطب الفني». وتتابع: «من الضروري التواجد على الدوام في مكان التصوير والإشراف على توزيع المهام ومراقبتها، فأحياناً كثيرة يفاجئنا خبر عاجل يستوجب بثه على الهواء، فيضطر المنتج إلى تحريره بدل المعد الغائب، أو يرد إلينا اتصال في بعض الحلقات الخاصة من مدير القناة لتمديد وقت البرنامج في بعض الحلقات الخاصة التي ترتبط ببعض الفعاليات، ما يضع المنتج والمخرج أمام تحدي ارتجال أسئلة ومحاور جديدة وإدماجها بطريقة تتناسب مع مضمون البرنامج».

صفية اسماعيل المعدة والمسؤولة عن إنتاج برنامج «سوالف حريم» على إذاعة دبي، تحدثت عن صعوبة عملية إنتاج البرامج الإذاعية وجملة العوائق اليومية التي تعترض عملية الإعداد التي يكون فيها المعد الإذاعي منتجاً وفي الوقت نفسه منسقاً للبرنامج، وهذا حسب رأيها مختلف عن الإنتاج التلفزيوني الذي يعتمد على تقسيم المهام وتقليل الضغط. وتضيف: «أقوم اليوم بمهام إعداد فقرات البرنامج بمختلف محاورها بالتعاون مع المذيعين أحياناً، كما أشرف على اختيار الضيوف وعلى عمليات الاتصال والتنسيق وحجز المواعيد وتحرير مختلف الأسئلة الموجهة للضيوف». وحول أكبر العوائق التي يمكن أن تواجه هذه العملية الفردية ومدى قدرتها على التجديد في المضامين والفقرات في غياب الرأي والرأي الآخر، تقول صفية: «تبقى مسألة الميزانيات الغائبة التي يمكن أن تخصص للضيوف والمختصين الذين يستقبلهم البرنامج بصفة دائمة أكبر عائق يواجه عملية الإنتاج الإذاعي، كما يطرح تحدي البرامج اليومية مشكلة التجديد في الموضوعات وصعوبة إعداد المحاور والأسئلة الخاصة بكل ضيف، خصوصاً أن مجال التحرك لمواكبة بعض الفعاليات أو المؤتمرات من أجل التعرف إلى جديد المحليات واستحداث مضامين جديدة من شأنها إثراء البرنامج يكاد يكون مستحيلاً، نظراً لقلة الوقت وعدم توافر فريق عمل مساعد، وهذا ما يجعلني أعول بشكل أساسي على جهدي الشخصي لمتابعة أبرز المضامين التي تطرحها الإذاعات المحلية، إلى جانب اعتمادي على اقتراحات المستمعين المتابعين للبرنامج أحياناً أو مختلف النشاطات المحلية التي تقام في الإمارة وأخبار الصحافة المكتوبة ومواقع التوصل الاجتماعي، لإدماج بعض المحاور الجديدة التي تستقطب اهتمام المستمعين وتقترب من انشغالاتهم».

تويتر