200 عمل لأكثر من 150 فناناً في مبادرة «فنانون من أجل سورية»

الفن في خدمة لاجئين سوريين

صورة

أعلنت، أول من أمس، مبادرة «فنانون من أجل سورية»، التي أطلقها غاليري فن «آبورتيه»، في فندق «غراند حياة» بدبي، تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أبرز أهمية المبادرة في توجيه الفن لخدمة القضايا الإنسانية.

مخيمات اللاجئين

أكدت غادة قناش أن فكرة المعرض تبلورت مع الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه، وسيذهب المال الذي سيجمع إلى مخيمات اللاجئين السوريين عبر الهلال الأحمر، مرجحة أن يكون مخيم الزعتري في الأردن هو المكان المستهدف من أجل التبرع فيه، متأملة أن يتم جمع مليون درهم من خلال المبادرة.


حفل ومزاد

يقام المزاد في السادس من يونيو المقبل، ويتخلل الليلة التي سيقدمها الشاعر والإعلامي زاهي وهبة، عشاء خيري، وحفل فني تحييه الفنانة مكادي نحاس، التي تمثل شركة «مقام»، حيث ستقدم بعد الانتهاء من المزاد مجموعة من أغانيها الجديدة والمميزة.

أما الأعمال المتبقية وغير المطروحة في المزاد، فستكون معروضة للبيع في غاليري فن آبورتيه في فندق كمبنسكي حتى نهاية يونيو.

يحمل المزاد عنوان «فنانون من أجل سورية»، وأكدت مؤسسة غاليري «فن آبورتيه»، غادة قناش، أن فكرته تبلورت مع الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه، لافتة الى أنه يحمل أعمال مجموعة من الفنانين من الإمارات، من بينهم عبدالقادر الريس، وعبدالرحيم سالم، وفاطمة لوتاه، ومن سورية إسماعيل رفاعي، وحسن علول، ووضاح السيد، إلى جانب مجموعة من الفنانين من الأردن كمروة النجار، وعمر النجار، وكذلك من تونس ليصل مجموع الدول الى نحو 20 دولة.

وأشارت الى أن المال الذي سيجمع سيقدم إلى مخيمات اللاجئين السوريين عبر الهلال الأحمر، مرجحة ان يكون مخيم الزعتري في الأردن هو المكان المستهدف من أجل التبرع فيه، متأملة ان يتم جمع مليون درهم من خلال المبادرة.

وأعربت قناش عن إيمان الصالة بقيمة الفن الإنسانية، وكذلك الإبداعية، وبتوظيف الفن في دعم القضايا الإنسانية الكبرى والدفاع عن حقوقه وحريته، موضحة أنه «نظراً للظروف الكارثية التي تمر بها سورية في الوقت الحالي، وما يعانيه الأطفال فيها من تشرد وحرمان، فقد ارتأينا تنظيم المزاد الخيري والعشاء الذي يصاحبه، من أجل دعم هؤلاء الضحايا للإسهام في التخفيف من معاناتهم، بدعم النشاطات التي تساعدهم في الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى الصحة والتعليم». وأردفت، إننا «نحاول من خلال هذا المزاد أن نكون وسيطاً بين الفنان والمجتمع، حيث نشجع الفنان على عرض أعماله، بينما ندعو ذواقة الفن للحضور للاستمتاع بمشاهدتها والاستثمار في الفن». وشددت على كون المزاد الخيري يعمل على إكساب هذه الأعمال المبدعة بعداً إنسانياً يحترمه الجميع.

وحول توقيت المبادرة، أكدت قناش أنه ارتبط بمجموعة من العوامل، منها التحضير للمبادرة، الذي استغرق وقتاً، ولهذا أتى بالتنسيق مع وقت الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي أبدى اهتماماً شديداً بالمبادرة وطلب الوجود فيها.

ولفتت الى أنه لم يتم تحديد الأردن بشكل نهائي، مشيرة الى كونها طلبت الإذن لدخول مخيم الزعتري، وتأمل الحصول على موافقة قبل موعد المزاد، بغية التعرف إلى ما ينقص الأطفال، وما هم بحاجة إليه، مبينة رغبتها في توجيه المبلغ لتقديم نشاطات متعلقة بالحالات النفسية للأطفال. ونوهت قناش بأهمية دور الفن في توجيه الأطفال وتغيير حياتهم، مشيرة الى كون التبرع سيتم من خلال الهلال الأحمر، وسيتم اختيار مخيم واحد وليس أكثر، وذلك لكون المبلغ سيكون فعالاً أكثر حين يوجه لمكان واحد، ولاسيما أن حجم المبادرة يعتبر صغيراً قياساً بما يحدث. وختمت بكون الغاليري ليس مؤسسة إنسانية، بل صالة فنية، وبالتالي الفن هو المكان الذي يمكن أن يعملوا من خلاله من أجل القضايا الإنسانية.


مسؤولية الفنان

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/315650.jpg

وقالت الفنانة الأردنية مكادي نحاس «دعيت إلى المبادرة، ولبيت الدعوة بكل سرور، لأن الفنان بشكل أو بآخر مسؤول عن كل ما يحدث حوله في المجتمع، فلا يمكن أن يفصل نفسه عن محيطه بأي شكل من الأشكال». واعتبرت ان المرحلة الراهنة عبارة عن نفق مظلم جداً، واننا في هذا الوقت مازلنا نعاني تشرد الأطفال والعائلات، والبلدان التي تحرق وتدمر، بغض النظر عن الأسباب السياسية، فأهل السياسة أيضاً لا يعرفون ما يحدث، ولكن مزعج ألا تكون هناك فرصة جديدة بالحياة للأطفال، فممنوع أن تحدث الحروب وتشرد الأطفال في العراق وسورية في عام 2015، وأطفال مازالوا يعانون ويموتون من البرد في مخيمات اللجوء الإنساني، بينما في مكان آخر من العالم هناك دول تنادي بالتطور والانفتاح والتعليم.

وأشارت الى أن جيل المخيمات انتهى، فقد سلخ من بيئته ومحيطه، وأصحابه ومدرسته، ولا يملك أبسط حقوقه، ومن المحزن أن تكون الدول العربية التي تملك موارد جيدة في أكثر من مجال، تصرف مواردها في أمور ليست موجهة لبناء جيل جديد يبني المستقبل. وأشارت الى أهمية دور الفنان في المبادرات الإنسانية، فدوره أهم من دور السياسي، فهو يدعو للخير، في حين ان ما تقدمه السياسة هي الحرب والعودة الى الوراء. ولفتت نحاس الى كون المبادرات الشخصية مع المخيمات ليست سهلة ولا تقبل، وتحدثت عن مبادرة شخصية قامت بها عبر «تويتر» في فصل الشتاء، من أجل جمع الملابس الثقيلة للأطفال، إلا أنهم لم يسمحوا لهم بإدخال ما تم جمعه إلى داخل المخيم.

تويتر