خصّص جناحاً لتوثيق حياة الشيخ زايد ومنجزاته

عبدالله بن زايـــد: «أبوظبي للكتاب» أسهم في تشــكيل وعي أبناء الإمارات

عبدالله بن زايد ثمّن الجهود المبذولة لإقامة معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يعدّ أكثر معارض الكتب نمواً في المنطقة. ت صوير: نجيب محمد

ثمّن سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، الجهود المبذولة لإقامة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يعد أكثر معارض الكتب نمواً في المنطقة، موضحاً أن المعرض أسهم طوال العقود الثلاثة الماضية في تشكيل وعي أجيال من أبناء الإمارات، وهو أحد أهم الأحداث الثقافية في الدولة، التي تعكس التوجهات لدعم بناء الفرد على أسس العلم والمعرفة والتعلم، وهو المبدأ الذي وضعه والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عند تأسيس الدولة، ولاتزال القيادة الرشيدة في البلاد مخلصة للمبدأ نفسه، والذي يوازن ما بين توفير الحياة الكريمة وتمكين الأفراد من العلم والمعرفة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/307263.jpg

وزارة الثقافة.. مشاركة ثرية

أشاد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بجناح وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مؤكداً أن مشاركة وزارة الثقافة في هذا الحدث الثقافي الكبير بما لديها من إمكانات كبيرة في مجالات الفنون والثقافة ومبادرات يمثل إضافة حقيقية لمعرض الكتاب. وكان سموّ تفقّد محتويات الجناح الذي يضم، إلى جانب أكثر من 200 عنوان من إصدارات الوزارة، معرضاً للفنون التشكيلية لكبار التشكيليين الإماراتيين، إضافة إلى معرض للوحات جائزة البردة، إضافة إلى شاشات عرض تشرح كل المبادرات الكبرى لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المجالات الوطنية والمجتمعية والشبابية. وأكدت وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عفراء الصابري، أن الوزارة تركز على أن تكون مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهذا العام في دورته الـ25، تكتسب أهمية كبيرة ليس فقط لكونه واحداً من اهم الأحداث الثقافية في المنطقة، وإنما لأن هذه الدورة اختارت أن تحتفي بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأوضحت أن جناح الوزارة بالمعرض سيشهد العديد من الفعاليات، على رأسها توقيع 10 كتّاب على أعمالهم لجمهور المعرض من خلال الجناح خلال ايام المعرض، كما سيقدم عدداً كبيراً من إصدارات الوزارة، مشيرة إلى أن نسبة منشورات وإصدارات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، التي تشارك بها في المعارض الداخلية أو الخارجية، تزداد وتتنوع بشكل مستمر حتى تلبي حاجات كل فئات المجتمع للأعمال الثقافية، مع الحرص على التنوع بين الترجمات والكتب التراثية والأعمال الأدبية والنقدية وغيرها.


وجهة لعشاق الكلمة

قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إنه منذ أن أطلق الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، نواة المعرض عام 1981، أخذ المعرض يتوسع وينمو ليكون محطة مهنية منتظرة لكبرى دور النشر العربية والدولية، فأصبح نقطة التقاء مهمة لمحترفي صناعة الكتاب من مؤلفين وناشرين وموزعين ومترجمين وطابعين، وفي الوقت نفسه هو الوجهة التي يسعى إليها عشاق الكلمة والأدب، لاسيما أن المعرض يدعم حقوق النشر والمؤلف ويهتم بالأحدث في عالم الكتاب، معرباً في تصريح له عن فخر المعرض في يوبيله الفضي بأن يحتفي بالوالد المغفور له الشيخ زايد كشخصية محورية عبر سلسلة من الندوات والجلسات النقاشية التي تضيء على فكر والدنا الراحل، وقال: «شجع المغفور له الشيخ زايد على إقامة معرض كتاب في وقت مبكر من تأسيس الدولة، وهي خطوة حملت رسالة مهمة في ما يتعلق بالمستقبل الذي أصبحنا نعيشه اليوم، لقد صنع لنا الوالد المؤسس واقعاً مميزاً وأكثر رخاءً حينما عمل على ترسيخ بناء الدولة على أساس العلم والمعرفة».

وأضاف: «اليوم أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب جزءاً من هوية العاصمة الإماراتية، وأحد عناصر مشروع ثقافي طموح يعزز من أبوظبي كمنارة للإشعاع الثقافي على مستوى المنطقة، لذلك يعمل المعرض على تكريس التقاليد الاحترافية بتوفير أجواء مهنية تعمل على تطوير مهنة مرتبطة برقي الإنسان بشكل مباشر».

وأضاف سموّه: «إن ما يميز معرض أبوظبي الدولي للكتاب أنه فضاء مفتوح للحوار وتبادل الأفكار ما بين رموز ثقافات العالم المختلفة، وهو بذلك أفضل موقع للتعبير عن قيم التسامح وقبول الآخر والتحاور معه، وهي القيم التي يقوم عليها مجتمع دولة الإمارات بتعدد أطيافه الثقافية». وقام وزير الخارجية بجولة على أجنحة المعرض المختلفة، مثنياً على مشاركات هذه الأجنحة.

جاء ذلك خلال افتتاح سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، صباح أمس، فعاليات الدورة الـ25 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يقام تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، خلال الفترة من 7 إلى 13 مايو الجاري. وحضر الافتتاح وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني، الدكتور أنور قرقاش، والمدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، جمعة القبيسي، ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، ولفيف من رجال الدولة والمثقفين.

ويحتفي المعرض هذا العام بيوبيله الفضي من خلال شخصية المعرض المحورية، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، حيث يخصص له جناح يوثق لحياته ومنجزاته ومواقفه بالصور النادرة والأفلام الوثائقية، ويناقش عدد من الذين عاصروا الشيخ زايد فكره في بناء الدولة والعلاقات الخارجية وتأسيس الإعلام في جلسات حوارية مفتوحة طوال أيام المعرض. أما ضيف شرف المعرض، جمهورية آيسلندا، فيلقى الضوء على انتاجها الأدبي من خلال مجموعة مهمة من الجلسات الحوارية التي يشارك بها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، وتعرض أهم الاصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص يشارك به أهم الناشرين في آيسلاندا.

كما يتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً غنياً يشارك به أكثر من 600 مثقف من أنحاء العالم يطرحون موضوعات متنوعة تتعلق بالمشهد الثقافي العربي والعالمي، أما البرنامج المهني فيركز على تمكين الناشرين من خلال سلسلة من الورشات المتخصصة التي تؤهل المشاركين للحصول على شهادات تمكنهم من بدء مشروعات خاصة في عالم صناعة النشر. إلى جانب ذلك يعرض مجموعة من الرسامين نتاجهم الفني على الجمهور في «ركن الرسامين» والمخصص لعرض ابداعات الرسامين المتخصصين في انتاج أغلفة الكتب والرسوم التوضيحية في الكتب ورسوم الكرتون وغيرها.

وتعد الدورة الحالية من المعرض الأكبر من ناحية المساحة، حيث وصلت مساحة المعرض إلى 13962 متراً مربعاً بزيادة 20% عن العام الماضي، وهي مساحة تغطي كل قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويشارك في المعرض 1181 دار نشر من 63 دولة، وبلغ عدد الناشرين الجدد 130 ناشراً، كما يشهد المعرض مشاركة عارضين للمرة الأولى من كل من كرواتيا، ونيوزيلندا، وبولندا، وكولومبيا، وجورجيا.

تويتر