سلمى حايك استعانت بجهوده مع 8 مخرجين حائزين على «الأوسكار»

محمد حــارب «فريج» الجميرا يقوده إلى عالميــــة «النبي»

محمد حارب: العرض حقق خطوة مهمة باتجاه طموحات صانع الكرتون الإماراتي ليس من جهة عالمية فيلم «النبي» فقط، بل في ما يتعلق بولوج دور السينما من بوابة الكرتون. من المصدر

تخطو اليوم صناعة الكرتون الإماراتية خطوة مهمة نحو العالمية بعرض فيلم «النبي»، في دور العرض المحلية والعالمية، وهو العمل الذي شارك في إنجازه المخرج الإماراتي الشاب محمد سعيد حارب، مخرج مسلسل «فريج» ذائع الصيت، ضمن نخبة من المخرجين الحائزين على جوائز الأوسكار، وهو العمل المأخوذ عن كتاب «النبي» لجبران خليل جبران، ومن إنتاج سلمى حايك.

ورصدت «الإمارات اليوم»، أول من أمس، خلال العرض الخاص للفيلم في سينما «غراند سينبلكس» بدبي، احتفاءً ملحوظاً بفتى «الجميرا»، كما وصف نفسه عرفاناً بالمنطقة التي ترعرع فيها وتلقى تعليمه المدرسي، حيث تحدث مبدع «فريج»، وفي خلفيته شاشة العرض، في صالة تقترب لأن تكون مكتملة العدد، جمعت بين حضورها ما بين الجمهور العربي والمحلي، ونظيره المتنوع.

حارب الذي حرص في كلمته على توجيه الشكر لكل أفراد شركة «لم تر بكتشرز»التي يدير إنتاجها من مدينة دبي للإعلام وذكرهم بالاسم، إلى جانب توجيهه الشكر لسلمى حايك، والداعمين لإنجاز الفيلم، حظي بتهنئة زملائه عقب العرض، احتاج إلى وقت طويل كي يفرغ من التقاط الصور مع جمهور استمتع بمتابعة العمل.

تحت الاختبار

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/8ae6c6c54aa0819a014d2a7dde8108b8.jpg

لم يرد حارب أن يكون مبالغاً في التفاؤل، بسبب الإقبال الشديد الذي لقيه العرض الخاص مساء أول من أمس، لفيلم «النبي» في دبي، ورأى أن المحك الرئيس للاختبار سيكون اعتباراً من اليوم، وعلى مدار أيام طرح الفيلم في دور السينما للجمهور، محلياً وعالمياً.

وتابع: «لا أحد يستطيع التنبؤ بخيارات الجمهور، لكن ما أستطيع تأكيده هو أن صناعة الكرتون الإماراتية، أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة، وبعد أن كان حلم إنتاج فيلم سينمائي ثلاثي الأبعاد إماراتي، يطرح في دور العرض، بعيداً، أضحى الآن قريباً جداً» .

وبعد العرض حظي حارب بدعوات كثيرة لالتقاط «سيلفي»، مع العديد من الأسر والحضور، لكن أول المهنئين له كان المخرج الإماراتي علي مصطفى، والإعلامي سعود الكعبي، والفنانة أشجان، التي تسجل صوت «أم علاوي» في مسلسل «فريج».

المشهد اللافت في بهو القاعة رقم 1، للسينما تحديداً، أنها لأول مرة تشهد هذا الاحتفاء بفنان إماراتي، حيث جرت العادة أن يكون نجوم السينما العربية، وبصفة خاصة المصرية، هم أكثر المحتفى بهم في هذا الموضوع، خلال حفلات استقبال العروض الخاصة، من أجل الترويج للعروض الجماهيرية.

وقال حارب لـ«الإمارات اليوم»، إنه بعرض الفيلم للجمهور اعتباراً من يوم غد تكون صناعة الكرتون الإماراتية قد دخلت مرحلة جديدة تماماً، مضيفاً: «على الرغم من أن الفيلم عالمي، وتقف وراء إنتاجه الممثلة العالمية سلمى حايك، إلا أن بعده العربي المتكئ على كتاب جبران خليل جبران، ومشاركتي كمخرج إماراتي ضمن كوكبة من المخرجين العالميين، تعني أننا أمام مرحلة جديدة، تنصهر فيها تجربة إماراتية، ضمن صناعة الكرتون العالمية».

وتابع: «بهذا العرض تتحقق خطوة مهمة باتجاه طموحات صانع الكرتون الإماراتي، ليس من جهة عالمية فيلم (النبي) فقط، بل في ما يتعلق بولوج دور السينما من بوابة الكرتون، وإقناع المشاهد بأن فيلم الكرتون ليس موجهاً فقط إلى شريحة عمرية بعينها».

وحول تأخر انجاز الفيلم لأكثر من أربع سنوات منذ إعلان المشروع، قال حارب: «أفلام الرسوم المتحركة عموماً، تختلف عن سواها، وفترة أربع سنوات بالأساس هي فترة غير مبالغ فيها لإنجاز مشروع سينمائي كبير، لذلك فقد احتجنا فعلياً الى نحو ثلاث سنوات من أجل الإعداد وصناعة الرسوم، وتركيب الصوت، والمونتاج وغيرها من الأمور الفنية».

وأوضح حارب، الذي قام بإنجاز الرسوم الخاصة المرتبطة بإحدى مراحل الفيلم، أنه «احتاج لصناعة آلاف من الصور كي يفي بعرض مساحته الفعلية في زمن الفيلم 210 ثوانٍ فقط»، مضيفاً: «احتاجت كل ثانية عملية في التحريك 24 لوحة، ما يعني اننا كنا بصدد رقم ضخم كان من الطبيعي أن يحتاج الى وقت زمني طويل».

وحول تحفيزه بردّة الفعل والحضور الكبير الذي ملأ قاعة العرض، قال: «كنت أتوقع هذا من العديد من الشخصيات، التي منها ما دعمني بالفعل خلال الفترة الماضية، لكن ما أسعدني هو هذا الحضور البانورامي لمئات من الأشخاص الذين توقعوا مشاهدة عمل مميز». وتابع: «علينا رغم ذلك ألا نستعجل الأمور، فالفيلم الذي عرض في تورنتو وكان، ثم دبي في عرض خاص، يبقى مع المحك الأهم، وهو العرض الجماهيري الذي سيبدأ بشكل رئيس اليوم في دور العرض الإماراتية والعالمية».

وقال حارب إن «نجاح عرض فيلم (النبي) من الممكن أن يكون بمثابة بادرة لتحويل العديد من الكتب والأعمال الرائدة الى أفلام، وهنا سنكون قد ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد، من خلال الاتكاء على أعمال تضيف للجمهور ولا تكتفي فقط بجانب الترفيه».

يذكر أن العمل الذي أخرجه بشكل رئيس روجر أليرس، ضم ثمانية مخرجين، قام كل منهم بإخراج فصل من فصول الكتاب الثمانية يجمعهم الرابط الذي ابتكره أليرس على النحو التالي: «الحريّة» (ميشال سوتشا)، «الأطفال» (نينا بالي)، «الزواج» (جوان سفار)، «العمل» (جوان كراتز)، «الأكل والشرب» (بيل بلمبتون)، «الحب» (توم مور)، «الخير والشر» (محمد سعيد حارب)، و«الموت» (بول وغايتان بريزي).


تصحيح للصورة

قال المخرج الإماراتي الشاب، الذي شارك ضمن الطاقم الإخراجي لفيلم «النبي»، إن «الفيلم يكرس ظاهرة تحويل المؤلفات والكتب المهمة إلى أعمال سينمائية، وهي ظاهرة عالمية، لاتزال غير مطروقة بشكل كبير عربياً، باستثناء الروايات الأدبية».

وتابع: «إذا كانت لدينا مشكلة حقيقية في الإقبال على القراءة لصالح المشاهدة التلفزيونية والسينمائية، فإن الحل العملي قد يتمثل في هذا الاتجاه».

وأشار حارب إلى أنه بالإضافة الى عالمية التجربة، والخبرة التي اكتسبها من العمل ضمن فريق تقوده الفنانة العالمية سلمى حايك، فإن الاتكاء على مؤلف عربي، وتقديمه لمهرجانات ودور السينما العالمية، يسهم في تصحيح الصورة المغلوطة للثقافة العربية لدى الآخر.

 

تويتر